غزة / سما / "مبروك، الجنين ولد "، عبارة نطقها طبيب متهلل الأسارير كان يقوم بتصوير تلفزيوني لامرأة حامل، مبشراً بقدوم ضيف جديد على العائلة، وهذا الضيف "ولد"، كان هذا مشهداً من فيلم درامي بعنوان" ولد بينت" للمخرجة هناء الزنط، عرضه مركز شؤون المرأة، خلال ورشة سينمائية عقدها المركز في مقره صباح اليوم، بحضور نخبة من المخرجين والسينمائيين، وعدد من الحضور الشبابي. كما عرض المركز خلال الورشة فيلم "وادي العرايس" للمخرجة عايدة الرواغ، وهو أيضاً من إنتاج مركز شؤون المرأة، ويحكي عن منطقة وادي العرايس الواقعة أقصى شرق الشجاعية شرق مدينة غزة، وسبب تسمية المنطقة بهذا الاسم، والجذور التاريخية للمنطقة. وقالت اعتماد وشح منسقة الفيديو في المركز، أن هذه الورشة وهي الرابعة التي يتم عقدها لأفلام من إنتاج مخرجات تلقين تدريبات في مركز شؤون المرأة، أسهمت في تشجيع هؤلاء المخرجات على عرض أفلامهن خاصة وأنهن كن يتخوفن من عرض أفلامهن أمام الجمهور، بالتالي، استطعن كسر حاجز الخوف. وأضافت أن فيلم "ولد بنت" هو الأول للمخرجة الزنط بفردها بعد إنتاج سابق مشترك مع مخرجة أخرى، ويحكي عن واقع التمييز بين الجنسين في المجتمع الفلسطيني، من خلال مواقف يومية نمارسها دون أن ندرك أنها تشكل تمييزاً ضد الفتيات، فيم يتحدث الفيلم الثاني عن منطقة وادي العرايس من ناحية تاريخية، وهو من الأفلام التي تجمع ما بين الوثائقي والدراما لاحتوائه على بعض المشاهد التمثيلية. وأثنت وشح على الفيلمين، معتبرة أنهما جيدان من الناحية الفنية، وأنهما نالا إعجاب النقاد والجمهور، كما أن هذه الورشات عملية تسويق للمخرجات وأعمالهن، فكل مخرجة تتلقى الملاحظات بصدر رحب وتأخذ بكل ما تجده مقنعاً لها. بدورها قالت مخرجة الفيلم هناء الزنط، أن هذه التجربة وهي الأولى لها، تحكي عن التمييز الذي يمارسه المجتمع في سلوكه اليومي دون أن يشعر به، لكنها تؤثر في نفوس الفتيات بشكل كبير، وتؤلمهن، رغم أن الكثير منهن يعتدن هذا التمييز مع الوقت. وأضافت الزنط:"قبل العرض كنت خائفة جداً خاصة انه العرض الأول بالنسبة لي، ولكن بعد العرض شعرت بارتياح شديد، استمتعت إلى الكثير من الملاحظات، هناك أشياء انتقدها الحضور، أفادتني جداً على المستوى المهني. ويتحدث الفيلم عن مشاهد التمييز اليومية بين الذكور والإناث، بدئاً من لحظة بشارة الطبيب متهلل الأسارير للمرأة الحامل بأنها تحمل ذكراً في بطنها، والمقارنة مع مشهد آخر حين يبلغها بحذر أنها حامل بأنثى، مروراً إلى مشهد التمييز اليومي داخل البيت بين الأبناء الذكور والإناث، وكيف يتعامل الذكور مع أخواتهم. وقالت الزنط:"استمعت من الحضور الفتيات وهن يتحدثن بأن هذا حدث معي، وهكذا يفعل أخي، فيما أقر بعض الشباب أنهم يفعلون ذلك، ولكنهم قالوا، لا ندري أن هذا يزعج الفتيات إلى هذا الحد. وأعربت عن أملها أن تتمكن مستقبلاً من معالجة وطرح العديد من القضايا ذات العلاقة بواقع النساء في المجتمع الفلسطيني، وأن يصل إنتاج مخرجات مركز شؤون المرأة، إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور. بدورها قالت المخرجة عايدة الرواغ مخرجة فيلم "وادي العرايس"، أن الفيلم ناقش سبب تسمية المنطقة بهذا الاسم، والجذور التاريخية للمكان، بالاستعانة ببعض المشاهد الدرامية لتوضيح الصورة وشرح الأحداث التاريخية التي جرت في أربعينات القرن الماضي، وكانت سبباً في هذه التسمية. وأكدت المخرجة الرواغ أنها تأمل أن تتابع عملها مستقبلاً كمخرجة لأفلام ذات طابع وثائقي تاريخي نظراً لأهمية هذه الأعمال في حفظ التاريخ وحفظ التراث الإنساني والرواية الشفوية.