خبر : لا تنسوا الاردن بعد الاضطرابات/بقلم: رون برايمر/اسرائيل اليوم 15/10/2012

الإثنين 15 أكتوبر 2012 08:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا تنسوا الاردن بعد الاضطرابات/بقلم: رون برايمر/اسرائيل اليوم  15/10/2012



ان اضطرابات السنة الاخيرة في العالم العربي بعامة والدول الجارة لاسرائيل بخاصة ستنشيء شرق اوسط جديدا – لا ذاك الحالم الذي روج له مؤيدو اوسلو بالطبع بل هو واقعي ومهدد. ولهذا لا ينبغي لاسرائيل ان تفاجئها التطورات التي تنتظرنا بعد. يجب على اسرائيل ان تتابع الواقع في صيرورته على الحدود الجنوبية حيث النقل المعزز لوسائل قتال الى قطاع غزة، وتسهيل طريق المتسللين ("اللاجئين") الى اسرائيل لاضعافها والاخلال الذي يزداد بتجريد سيناء من السلاح (وهو الثمرة الوحيدة الباقية من اتفاق السلام). وعليها ان تأخذ في حسابها واقعا مختلفا ايضا على الحدود الشمالية حيث لا هدوء بسبب انتقاض عُرى النظام السوري أو ربما انتقاض عُرى سوريا نفسها ومحاولة اللاجئين الدخول الى الجولان. وسيضطر من دعا الى تسليم الجولان الى سوريا مقابل خروجها من محور الشر الى التحرر من التصور الخطأ حينما يسقط نظام الطاغية من دمشق "الملوح بالسلام". اذا كان إضرار عدم الهدوء في المنطقة شديدا بنظم قوية كنظام مبارك والاسد، فكيف يكون بسلطة الملك عبد الله في الاردن. ترى اسرائيل الرسمية ذلك خطرا لكن لما كانت غير قادرة على منع انتقال الاضطرابات من مصر وسوريا الى الاردن، فانها تفضل ان تكون متفاجئة حينما تبدو عمان كالقاهرة أو دمشق. ويجدر كي لا يحدث هذا تحديث التصور العام الرائج الذي يسيطر على اسرائيل في عدة نقاط. يجب على من يرى خطرا بوجود قوات تؤيدها ايران "على الجدار"، وراء النهر ان يزن مرة اخرى الخطر بوجود هذه القوات على جدار "الأمن"، في قلب ارض اسرائيل الغربية، اذا نشأت لا سمح الله هنا دولة للعدو في اطار "مسيرة السلام". لا يستطيع من تخلى عن السلام لكنه يؤيد دولة للفلسطينيين الذين ليست لهم دولة، ان يستمر في الزعم الكاذب بعد ان تسيطر الأكثرية الفلسطينية على عمان عاصمة الاردن/ فلسطين. ومن فتح عينيه ورأى ان حلمه تحقق وانه أصبحت توجد دولة فلسطينية، فسيضطر الى ان يزن من جديد حماقة "حل الدولتين" غربي الاردن ويطلب حق الانتخاب لعرب ارض اسرائيل الغربية لمجلس النواب الفلسطيني شرقي النهر. ومن تخلى عن السلام وتضاءلت رغبته كلها الى طرد اليهود عن بيوتهم في بلدهم لكونهم يهودا فقط، فسيضطر الى التخلي عن حلم الترحيل، لأن الدولة الفلسطينية ستكون قائمة. أنا أرفض طرد أي انسان – كان يهوديا أو عربيا – من بيته حتى في مقابل هذا السلام أو ذاك. وفي النهاية، فان من دعا الى انشاء دولة للعدو غربي الاردن كي ينشأ تحالف للدول العربية "المعتدلة" على ايران، فسيضطر الى الكف عن الضلال في أوهامه، ومنهم الرئيس اوباما. الشرق الاوسط منطقة خطيرة، لكن يمكن العيش في ظروف خطر ايضا اذا تعرفنا على الأخطار مسبقا وقدرنا معانيها تقديرا صحيحا واستقر رأينا مسبقا على الوسائل الصحيحة لمضاءلتها.