خبر : محلل إسرائيلي: تركيا ليست معنية بإسقاط الأسد لخوفها من تداعياته الخطيرة على المنطقة برمتها

الجمعة 12 أكتوبر 2012 12:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
محلل إسرائيلي: تركيا ليست معنية بإسقاط الأسد لخوفها من تداعياته الخطيرة على المنطقة برمتها



القدس المحتلة / سما / قال محلل الشؤون الشرق أوسطية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، جاكي حوغي، تعقيبًا على التوتر الحاصل على الحدود السورية التركية، وإمكانية اندلاع حرب بين الدولتين الجارتين، قال أمس الخميس إن تركيا عمليا متواجدة في مأزق سياسي في ما يتعلق بالأزمة السورية. فمن ناحية، قال المحلل، تخشى الحكومة التركية من انتقال أعمال العنف إلى داخل أراضيها، كما أنها قلقة جدًا من مسألة تدفق اللاجئين السوريين إلى الأراضي التركية، كما أن تركيا ترى نفسها ملزمة بالتعبير عن رأيها في مسألة حقوق الإنسان في سورية، ولكن، من الناحية الثانية.  أضاف الخبير الإسرائيلي، فإن الأتراك يعلمون أكثر من غيرهم بأن التمرد السوري ضد نظام الرئيس د. بشار الأسد ليس نظيفًا بالمرة، لافتًا إلى أن الحديث لا يدور عن شعب مسكين ثار ضد الزعيم المستبد والذي يُنكل به، إنما بحرب ضد سورية، تقودها المملكة العربية السعودية، بواسطة الدعم المعنوي والمادي الذي تقوم بتقديمه إلى المتمردين، وقال حوغي أيضا إنه عمليًا ما يجري في سورية هو أن جيشًا سعوديًا من المرتزقة، يقوم بمحاربة الرئيس الأسد، تحت غطاء التمرد الشعبي، على حد تعبيره. وزاد المحلل حوغي قائلاً إن الهدف السعودي هو ضرب ما أسماه بالمحور العلوي ـ الشيعي، ولكن الأدوات التي تمتلكها خطيرة للغاية، وتشمل في ما تشمل، استعمال تنظيمات جهادية، كما فعلت السعودية في العراق، ولكن الخطير في الأمر، بحسب المحلل حوغي، أن هذه الجماعات المتزمتة والمتشددة من شأنها أنْ تخرج من تحت إطار المملكة العربية السعودية.  ورأى أيضا في سياق تعليقه على الأحداث الجارية في سورية أنه من الناحية العملية فقد تم نقل النموذج العراقي إلى بلاد الشام، حيث قامت كلُ من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية بإدارة النزاع في ما بينهما عن طريق الريموت كونترول، أي من بعيد. وأوضح المحلل قائلاً إنه على الرغم من أن تركيا تُعتبر دولة سنية، تفهم خطورة سقوط الأسد وإسقاطاته على منطقة الشرق الأوسط برمتها، وعليه. وأضاف المحلل، ليس غريبًا أنه في الأيام الأخيرة خفتت الأصوات الصادرة من أنقرة والمطالبة بشن حرب على سورية، وأكثر ما في الأمر أن عددًا من المسؤولين الأتراك يُعبرون عن انتقاداتهم لأفعال النظام السوري، أوْ يتحدثون عن عملية عسكرية محدودة للغاية، على حد تعبيره، وخلص إلى القول إن كل هذه العوامل مجتمعة هدفها الأول والأخير هو أن تُحافظ تركيا على نفسها، وأنْ تستوعب الأزمة في سورية، ولكن من الناحية الأخرى، تركيا ليست معنية بإسقاط حكم حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية، على حد قوله. على صلة بما سلف، رأى الباحث إفراييم كام، من مركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب أن إيران تخشى جدًا من سقوط النظام السوري برئاسة الأسد، لأن هذا الأمر سيعود سلبا عليها، خصوصًا وأن دمشق وطهران مرتبطتان باتفاقية دفاع مشترك بينهما منذ ثلاثة عقود من الزمن، وبحسبه، فإن إيران ترى في سورية أحد العوامل المركزية في رؤيتها الأمنية، لكونها حلبة مهمة جدا لإدارة النزاع الإيراني ضد كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية والدولة العبرية والغرب بشكل عام. علاوة على ذلك، قال الباحث الإسرائيلي، إن سورية تُشكل بالنسبة لإيران حلقة الوصل بينها وبين لبنان، التي ترى فيها طهران حلبة مهمة جدًا في الصراع ضد إسرائيل والغرب، وذلك على ضوء تطور منظمة حزب الله الشيعية - الإسلامية وتحولها إلى منظمة قوية جدًا، وأن إيران تسعى لتحضير الدولة اللبنانية لتكون ساحة مواجهة أمامية بقيادة حزب الله ضد دولة الاحتلال، في المقابل. وأضاف الباحث الإسرائيلي أن إيران تسعى إلى توسيع نفوذها في دول عربية أخرى، فقد تحولت الجمهورية الإسلامية، بحسبه، إلى القوة الأكثر تأثيرا في العراق، وتحديدا بعد انسحاب القوات الأمريكية من بلاد الرافدين في نهاية العام 2011، علاوة على ذلك، أوضح الباحث إن إيران تُحاول استغلال التغييرات في مصر من أجل بناء العلاقات المصرية الإيرانية من جديد، لافتًا إلى أن هذه المحاولات غير مرتبطة بالمرة بخشيتها من سقوط نظام الرئيس السوري الأسد، ولكن الانطباع السائد اليوم هو أن إيران بدأت تبحث عن بديل لسورية في العالم العربي، على حد قوله. كما أن إيران تخشى من أن نجاح التمرد في سورية، قد يُشجع المعارضة الإيرانية في الداخل، ويدفعها إلى السير على خطى الشعب السوري. وتطرق الباحث الإسرائيلي في دراسته إلى الجانب الاقتصادي، زاعما أن إيران تقوم بتقديم المساعدات المالية الهائلة للنظام السوري، وبحسب أحد التقارير فإن حجم المساعدات الإيرانية لسورية بلغ حتى الآن مليار دولار أمريكي، كما أن طهران تُقدم المساعدة لدمشق في اختراق الحظر المفروض عليها، حيث فتحت أمامها الطريق لبيع نفطها عن طريق العراق، كما أن قادة إيران يحاولون مساعدة سورية من الناحية السياسية مستغلين علاقاتهم القوية مع كلٍ من تركيا وروسيا، وكل ذلك تقوم فيه إيران من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السياسية دون تغيير النظام الحاكم، ومنع أي عملية عسكرية أجنبية ضد سورية، على حد قوله.