خبر : د.عماد جاد: أميركا وقطر شاركتا في ترتيب "الخروج الآمن" لـ "العسكري" والرئيس ضحية لجماعته

الخميس 11 أكتوبر 2012 08:44 ص / بتوقيت القدس +2GMT
د.عماد جاد: أميركا وقطر شاركتا في ترتيب "الخروج الآمن" لـ "العسكري" والرئيس ضحية لجماعته



القاهرة/ وكالات /  قال نائب رئيس الحزب المصري الديموقراطي الدكتور عماد جاد إن الرئيس المصري ضحية لحزبه "الحرية والعدالة" وجماعته "الإخوان". واشار جاد، وهو برلماني سابق ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، في مقابلة مع صحيفة «الراي» الكويتية الى ان كلا من اميركا وقطر ساهمتا في ترتيب «الخروج الامن» للمجلس العسكري من الحياة السياسية في مصر. وفي الاتي نص الحوار: • كيف تقيم اداء الرئيس مرسي بعد مرور 100 يوم على توليه منصبه؟ - أداء الرئيس مرسي مضطرب ومثير للمشاكل منذ البداية، بأكثر مما حقق استقرارا وتوازنا، حيث إنه أثار مشكلات منذ حلف اليمين بالمحكمة الدستورية العليا، فالرئيس مرسي قام بإثارة القلاقل قبل أن يقوم بأي استحقاقات وعد بها، وقبل أن ينتهي من بناء مؤسسة الرئاسة والمستشارين وتشكيل الحكومة. • كيف ترى علاقته بالقوى السياسية؟ - الرئيس اشتبك بجميع مؤسسات الدولة التي من المفترض أن يطوعها للإصلاح والتطوير، ما ضاعف من حالة الصراع والانقسام في البلاد، وهي الحالة التي لن تنتهي سريعا، خصوصا أن كل خطوة يقوم بها، يكون بها مشكلات وتناقضات وهذا ما يرجع إلى أن مرسي ضحية حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان، وما ينفذه ليست سياساته إنما مخططاتهم، فهو مجرد منفذ لمخططهم ومطالبهم، ولكن أداء مرسي يمكن أن يتحول للأداء الجيد والمختلف لو استقل بقراراته. • كيف ترى الأوضاع في المنطقة الحدودية الشرقية؟ - كنت مع قرار غلق معبر رفح إلى أجل غير مسمى لحين الفصل في ملابسات الحادث الأليم، خصوصا أن إسرائيل توقعت حادث رفح الإرهابي قبل حدوثه وقامت بتحذير رعاياها من السفر إلى سيناء. والسؤال هنا: لماذا لم نر من قتل المصريين يهاجم الإسرائيليين وهم موجودون أمامه على بعد أمتار من الحدود؟ وهو ما يؤكد أنه آن الأوان للأجهزة الأمنية أن تعمل بعيدا عن مؤسسة الرئاسة ولا تجاملها، لأن علينا أن ننظم حدودنا دون مجاملة لأحد. • كيف رأيت قرار الرئيس مرسي بإحالة المشير طنطاوي وقيادات المجلس العسكري للتقاعد؟ - هذا القرار هو انقلاب أكثر منه توافق، خصوصا أن الطريقة التي جاءت بها كانت غير مناسبة وأعتقد أن قرارات الرئيس مرسي بإقالة عدد من القادة العسكريين كانت نتيجة لتوافق بين العسكري وجماعة الإخوان لإيجاد صيغة لما سمي بـ «الخروج الآمن» للقيادات الكبيرة في المجلس العسكري الذين عينهم مستشارين له حماية لهم من المحاكمة وأعطاهم قلادة النيل، وهي أعلى وسام في الدولة المصرية. كما ان المجلس العسكري لظروف إقليمية ودولية لم يكن لديه أي شيء ليفعله سوى قبول عرض «الخروج الآمن»، فكل ما فكروا فيه من البداية هو حماية أنفسهم. • ماذا عن الموقف الأميركي من قرارات مرسي؟ - علينا أن نتذكر تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون منذ فترة حين صرحت بأنه ينبغي على القادة العسكريين في مصر العودة إلى ثكناتهم، وأظن أن الإدارة الأميركية مشاركة في الترتيب الذي يتم داخل أروقة السلطة في مصر، كما أعتقد أن هناك ربطا بين زيارة أمير قطر لمصر والقرارات الأخيرة لمرسي، وأرى أن قطر وواشنطن نسقتا بشكل ما مع رئيس مصر الجديد حول حسم العلاقة مع جنرالات المجلس العسكري. • كيف ترى الأحداث الأخيرة أمام السفارة الأميركية بعد الفيلم المسيء للرسول الكريم؟ - الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو صناعة غربية يهودية، والأقباط في مصر يعتبرون الفيلم المسيء شذوذا فكريا وغرضه إشعال الفتن الطائفية، كما أن هناك بيانات إيجابية ظهرت من جانب الكنائس المصرية والأميركية والحركات القبطية التي دانت هذا العمل الحقير، وجميع القوى السياسية مجتمعة على رأي واحد وهو ضرورة تشريع قانون مصري من أجل محاكمة من يحاول إثارة الفتن من خلال استخدام الدين. ولكن الاقتراب من السفارة الأميركية ومحاولة اقتحامها أضعف حكومة مرسي، فضلا عن الأصوات التي تريد إسقاط الجنسية ضد أقباط المهجر لأنه لا يجوز أن يتحمل مجموعة خطأ فرد. • هل تشعر بالقلق من أداء الكيانات الإخوانية والسلفية؟ - أن الشهور الستة المقبلة هي أخطر المراحل في تاريخ البلاد، وهناك مجموعات سلفية وإخوانية تحاول التدخل في مؤسسات الدولة، وإذا ما استمرت هذه المجموعات في عملها ستكون ضررا كبيرا على الرئيس مرسي، وستشهد المرحلة المقبلة صراعا ما بين دولة القانون، ودولة ما قبل القانون. • ما مشكلة الأقباط الأساسية في مصر؟ - مشكلتهم في أنهم لا يشاركون في الحياة السياسية، ولكن الانتخابات الأخيرة أثبتت العكس، ولكني طالبت الأقباط بأن يتمتعوا بسياسة النفس الطويل والصبر وعدم الاهتزاز بسهولة. • كيف تقيم ما يحدث حتى الآن في تأسيسية الدستور المصري؟ - أقسى الدول الديكتاتورية في العالم لديها أفضل الدساتير، وما حدث في مصر تغيير كبير ولكن الطريقة التي يتم بها حاليا وضع الدستور في الجمعية التأسيسية تسير عكس الكتالوغ وعلى طريقة «ودنك منين ياجحا»، كما أن بعض أعضاء التأسيسية يحاولون إضفاء صبغة الدين على القرارات والبنود. وهناك تخوفات وبحكم القراءات التي تخرج من تأسيسية الدستور، وكل هذا يوحي بوجود ضغوط من الرئيس مرسي وجماعة الإخوان ومكتب الإرشاد على الجمعية التأسيسية للدستور، وفي النهاية نظام الحكم المختلط هو الأنسب للدول التي على أعتاب الديموقراطية، كما أن زمن حزب الأغلبية انتهى. • وماذا عن عمل التيار الثالث والتيار الشعبي الذي أسسه حمدين صباحي؟ - لقد عولت على اندماج كل من التيار الثالث والتيار الشعبي الذي أسسه حمدين صباحي، للدخول بقائمة موحدة في الانتخابات البرلمانية المقبلة لحصول القوى المدنية على الأغلبية داخل البرلمان المقبل، لأنني اتوقع أن تكون بنسبة 45 في المئة ويتراجع الإخوان المسلمين إلى 25 في المئة والسلفيون الى 10 في المئة. • هل ترى أن قوى الإسلام السياسي تسعى لكتابة دستور ديني؟ - الإخوان لا يريدون دستورا دينيا، لأنهم بذلك لن يستطيعوا التعامل مع دول العالم، ومثال ذلك طلب قروض من صندوق النقد الدولي، لذا فمن مصلحتهم إقرار الدستور المدني، وكل ما قدم من اقتراحات حول وضع كلمة «دولة ديموقراطية شورية» والسيادة لله، لا يمثل خطرا حقيقيا لأن العبرة بالمنتج النهائي.