خبر : أنباء طيبة من طهران/بقلم: دافيد منشاري/هآرتس 7/10/2012

الأحد 07 أكتوبر 2012 11:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أنباء طيبة من طهران/بقلم: دافيد منشاري/هآرتس 7/10/2012



عاد الاحتجاج العام الى شوارع طهران في الاسبوع الماضي. فقد عاد الرئيس محمود احمدي نجاد من الجمعية العامة للامم المتحدة ليتبين له ان الانتقاد عليه وعلى حكومته يطغى في الداخل. حتى لو كان من الصعب الى الآن ان نُقدر كيف ستتطور الامور فمن الواضح الآن انه حدث شيء في ايران. على خلفية الغضب العام المستمر بسبب عدم قدرة الثورة على تلبية توقعات القائمين بها، سُجل مؤخرا تدهور حاد للوضع الاقتصادي هو تأليف بين ادارة فاشلة والعقوبات التي زيدت منذ مطلع الصيف وسياسة اقتصادية غوغائية. وقد ضاعف الدولار سعره قياسا بالريال الذي خسر 40 في المائة من قيمته في عشرة ايام فقط. والتضخم (يزيد على 30 في المائة كل سنة) والبطالة (للشباب المتعلمين خاصة) هما عرضان آخران من أعراض الازمة. انه واقع شعب فقير في دولة غنية يُذكر كثيرين بنهاية أيام الشاه، وهذه مقارنة غير مُطرية للنظام الثوري. لا يقل عن ذلك أهمية ان الاحتجاج وصل الى داخل بازار طهران الذي هو قلب الحياة الاقتصادية وأداة قياس مشاعر رجال الاعمال. وليس صدفة ان بدأت هناك ايضا حركات الاحتجاج الايرانية ومنها حركة 1979. وللاحتجاج في البازار معنيان رئيسان: الاول ان عدم الارتياح للوضع الاقتصادي يقوى عند رجال الاعمال ايضا. ويمكن ان نجد شهادة على ذلك ايضا باعلان التأييد (المُستدعى) للحكومة الذي نشرته المكاتب التجارية للبازار في يوم الخميس. ان الاعلان يؤيد الحكومة في الحقيقة لكنه يتحفظ على ذلك بقول: "برغم الانتقاد عندنا" للسياسة الاقتصادية. والثاني ان الثورات الايرانية دارت دائما حول محورين مركزيين: النضال من اجل العدل الاجتماعي والنضال من اجل العدل السياسي – أي الخبز والحرية. كان الاحتجاج عقب الانتخابات الرئاسية في ايران في 2009 محصورا في النضال من اجل الحرية. وانضمام الجانب الاقتصادي قد يضيف اليه البعد الأوسع. ان التأثيرات في نظام الحكم ما تزال غير واضحة لكن يمكن ان نلاحظ عددا من علامات التغيير: فمن المريح أكثر للنظام ان يجعل احمدي نجاد كبش فداء. وقد زال حُسنه في نظر علي خامنئي منذ زمن، والحرس الثوري - طُرح مساعده في السجن حينما كان في نيويورك – وسياسته الاقتصادية والادارة الفاشلة ليست قليلة المسؤولية عن الازمة. سيؤثر هذا الشيء في انتخابات الرئاسة المخطط لها في حزيران 2013. سينهي احمدي نجاد فترة ولاية ثانية – هي الاخيرة بحسب الدستور – واذا تجاوز الازمة ايضا فلن يستطيع ان يرشح نفسه لولاية اخرى. وقد يضاف الى طائفة المرشحين للمنصب مرشحون جدد قد يكونون من صفوف الاصلاحيين ومن بين رجال الاقتصاد. وقد يُدعى آخرون مثل هاشمي رفسنجاني، والد خطة اعادة البناء الاقتصادي بعد الحرب مع العراق وهو أكثر براغماتية في علاقته مع امريكا، الى خدمة العلم لمناصب مختلفة. وقد يكون لهذه التطورات تأثير في البرنامج الذري ايضا. ان ايران بخلاف الانطباع الذي نشأ هي دولة ضعيفة قابلة للضغط عليها. وقد كان النظام الاسلامي يسلك سلوكا عقلانيا، الى الآن على الأقل مع الأخذ في الحسبان الثمن الذي تجبيه سياسته. أشارت ايران مؤخرا في الحقيقة الى رغبتها في التوصل الى تفاهمات مع الغرب، لكن التنازلات التي اقترحتها لم تجدها الولايات المتحدة كافية. والآن وقد أصبح العالم يرى ان العقوبات تؤثر فهناك احتمال جيد لأن يستمر في التمسك بموقف صارم. وسيُمتحن هذا الشيء بعد بضعة ايام حينما تبدأ جولة اخرى من المباحثات الذرية بين ايران والقوى الكبرى.