خبر : الانتخابات الحاسمة: في الاستعداد لـ 14 حزيران / بقلم: يوسي بيلين / اسرائيل اليوم 5/10/2012

الجمعة 05 أكتوبر 2012 02:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
الانتخابات الحاسمة: في الاستعداد لـ 14 حزيران / بقلم: يوسي بيلين / اسرائيل اليوم  5/10/2012



 بعد انتهاء جولة خطب زعماء دول العالم في الجمعية العامة للامم المتحدة، يمكن ان نتناول موضوعين يخصاننا بصورة مميزة، الاول هو الشأن الفلسطيني الذي فضلا عن أنه لم يسقط عن جدول العمل، تبوأ مكانا مركزيا في الكلام السياسي لاشخاص مثل فرانسوا هولاند، رئيس فرنسا، ومحمد مرسي، رئيس مصر (الذي نجح مرة اخرى في ان يخطب خطبة كاملة من غير ان يذكر اسم اسرائيل).             لا يمكن اسقاط هذا الموضوع عن جدول العمل حتى حينما تشغل موضوعات اخرى العالم، فهو سيكون هناك وفي كل مكان الى ان يُحل.             وثانيا – ان التفسير المقبول الآن هو ان الولايات المتحدة تجري اتصالات غير رسمية مع اسرائيل من جهة، ومع ايران من جهة اخرى عن التزام ان تمنع ايران من الحصول على السلاح الذري، وأن العمل العسكري – اذا تم – لن يقع قبل الصيف القريب.             كان رئيس الولايات المتحدة براك اوباما الذي تتنبأ له استطلاعات الرأي بأنه سيستمر في عمله فترة ولاية اخرى، كان حازما جدا في التزام امريكا ألا تُمكّن الايرانيين من تعريض سلام اسرائيل وسلام العالم للخطر، أما نتنياهو فقدم لمشاهديه درسا في الفيزياء جعلهم يفهمون ان عنصر تخصيب اليورانيوم هو الأسهل علاجا، وأن هذا العلاج يجب ان يتم – اذا لم يكن مناص من ذلك – في مدة اشهر لا اسابيع.             اذا كانت توجد محادثات مع ايران حقا من وراء ستار، فمن المنطقي ان نفترض ان يُعبر عن نتائجها بعد الانتخابات في امريكا فقط. فاوباما ليس له اهتمام قبل الانتخابات بأن يظهر بمظهر من يستعد لحرب اخرى في الشرق الاوسط، ولا بمظهر المستعد لمصالحات وتنازلات لايران.             بعد الانتخابات سيكون عرض مختلف. ان عناصر المصالحة (تحصل ايران على مساعدة لتطوير مشروعها الذري من اجل الطاقة والبحث، ويؤخذ منها اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المائة وأكثر ويُعاد على هيئة قضبان فقط ويُباح لها التخصيب بدرجة 3.5 في المائة) يتم التباحث فيها علنا منذ زمن بعيد، وقد لا يكون اتفاق كهذا غير ممكن في المستقبل القريب (لن تحبه حكومة اسرائيل لكن سيصعب عليها جدا ان تخرج على أثره في عملية من طرف واحد).             اذا لم يمكن بعد انتخابات الولايات المتحدة ايضا التوصل الى اتفاقات مع الادارة الايرانية فمن المنطقي جدا ان نفترض ان يطلب اوباما ان ينتظر الى الانتخابات القريبة للرئاسة في ايران في 14 حزيران 2013 وهي انتخابات ستنهي ولايتي محمود احمدي نجاد.             انه يعلم جيدا ان احمدي نجاد ليس هو متخذ القرارات الايراني الأعلى، وأن علي خامنئي هو الذي يقرر الامور، وبرغم ذلك لا شك في ان كلام رئيس ايران المتحدي في السنين الثماني الاخيرة قد فعل فعله.             لا يمكن ان نعلم من سيكون الرئيس القادم في ايران. والغرب يعرف عددا من المرشحين المحتملين لكن لا يعني هذا ان واحدا منهم سيتم انتخابه، فقد يكون من يشغل المنصب شخصا غير معروف لجهات من خارج ايران كما كان محمود احمدي نجاد نفسه الى ان تم انتخابه.             اذا كان من يُنتخب سياسيا متطرفا مثله واذا عارض كل تسوية مهمة مع الغرب، فسيثور البديل العسكري من جديد.             واذا انتُخب في المقابل شخص أشبه بالرئيس السابق محمد خاتمي (الذي دفع الى الأمام بالمشروع الذري الايراني لكن لم تصاحبه حماسة وريثه)، فمن المنطقي ان نفترض ان تُبذل محاولة مكثفة للتوصل معه الى تسوية والامتناع عن مواجهة عنيفة.             سيكون وضع ايران حتى حزيران القادم أصعب كثيرا. فقد انخفضت قيمة عملتها انخفاضا كبيرا، وستكون أشد عزلة، ومن الممكن جدا ان تكون حليفتها الأقرب ألا وهي سوريا تحت سلطة سنية لا تنسى لها تأييدها لبشار الاسد.             اذا وجدت صلة بين تصويت الجماهير وبين نتائج الانتخابات (ورأينا أنها وجدت صلة ضعيفة شيئا ما في الثاني عشر من حزيران 2009 في الانتخابات السابقة)، فمن المنطقي ان نفترض ألا يكون الرئيس الذي سينتخب متابعا لنهج احمدي نجاد، ومن المنطقي ان نفترض ان يحاول البحث عن طريقة تُخلص بلاده من العقوبات التي تزداد شدة ومن العزلة الدولية مع آثارها القاسية.             حتى لو أطال الحديث في حق ايران في ان تطور مشروعها الذري كما تفعل منذ خمسينيات القرن الماضي، فمن الممكن جدا ان يفضل التوصل الى تسوية مع الدول الست التي تفاوض بلاده. وسينتج عن ذلك ان يُعرف هذه التسوية المحتملة بأنها لا تضر بحقوق ايران وتترك في يدها امكانية الاستمرار في تطوير المشروع الذري بمساعدة الغرب هذه المرة.             لن يحدث شيئان في ايران: لن يُنتخب رئيس يعلن وقف التطوير الذري، ولن يُنتخب فيها من يعلن تطوير سلاح ذري. لكن المسافة بين هذين الاحتمالين كبيرة بحيث تتيح التوصل الى اتفاقات ترضي اولئك الذين يريدون بما أوتوا من قوة منع ايران من تطوير سلاح ذري.             قد يتوصل رئيس معني بانقاذ ايران وانعاش اقتصادها ومكانتها الدولية، وإن لم يكن "معتدلا" على حسب تعريفنا، قد يتوصل سريعا الى اتفاقات ويحاول اقناع خامنئي بأن الحديث عن اجراء يتساوق وسياسة "الهامة المرفوعة" في مواجهة الغرب مع عرض الاتفاقات على أنها انتصار ايراني.             ان الانتخابات القادمة في ايران في مطلع الصيف التالي قد تكون المفترق الحاسم الاخير قبل قرارات مصيرية. انتظروا الـ 14 من حزيران.