خبر : محلل اسرائيلي: الغرب حذر جدا من التدخل العسكري في سورية لعلمه أن الجيش يقف إلى جانب الأسد وبمقدوره أن يرد الصاع صاعين

الأربعاء 03 أكتوبر 2012 12:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
محلل اسرائيلي: الغرب حذر جدا من التدخل العسكري في سورية لعلمه أن الجيش يقف إلى جانب الأسد وبمقدوره أن يرد الصاع صاعين



القدس المحتلة / سما / رأى البروفيسور ايال زيسر، محلل إسرائيلي مطلع على الشأن السوري ومحاضر في جامعة تل أبيب، أنه على ضوء مجريات الأمور في سورية، فإن العالم الغربي تحديدًا يخشى من التدخل عسكريًا في بلاد الشام، مشددًا على أن الجيش العربي السوري ما زال حتى اليوم يقف إلى جانب الرئيس السوري، د. بشار الأسد، ومؤكدًا على أنه كما هو معلوم، فإن الحديث يجري عن جيش قوي ويمتلك القدرة الكافية لرد الصاع صاعين على أي تدخل أجنبي ضد سورية. وأضاف البروفيسور زيسر، المجتمع الدولي سيترك الأمور على ما هي، على أمل أنْ يضعف النظام السوري ويسقط من تلقاء نفسه، على حد وصفه. وتابع قائلاً أنه إذا واصل السوريون، الذين يجلسون على الجدار، أي لا يتدخلون في تبني هذا الموقف الحيادي، فإن سقوط الرئيس الأسد سيبقى بعيد المنال، على حد قوله. أما في ما يتعلق بالغرب، فقال الخبير الإسرائيلي، إنه سيُواصل دعم المعارضة السورية بالأموال والأسلحة والعتاد العسكري بهدف المساهمة غير المباشرة في إسقاط الأسد، لافتًا إلى أن العالم مرة أخرى يُثبت أنه لا يؤيد من هو على حق، بل إنه يُساند القوي دون أنْ يأخذ بعين الاعتبار الأخلاقيات، لأن ما يُحرك العالم اليوم، على حد قوله، هي المصالح، وفقط المصالح، مثل السيطرة على النفط، وهذه المصالح هي التي تُقرر السياسات الخارجية للدول في العالم، وفي مقدمتها الدول الغربية، على حد قوله. علاوة على ذلك، تطرق البروفيسور زيسر، في مقال نشره بصحيفة (غلوبس) العبرية، إلى ما أسماها بنقاط الضعف لدى النظام السوري ونقاط قوته. وعرض مراحل الأزمة السورية وقال إنها: بدأت على شكل احتجاجات فلاحين وفقراء، وكان طابعها سلمياً، قصدت قضايا اجتماعية، وانتشرت في أطراف سورية وبدت محدودة النطاق. وبعد هذا الانطلاق توسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مناطق قريبة من المركز. وأضاف أنه في الوقت الراهن تبدل الطابع الجماهيري للاحتجاجات في سورية ليصبح حربًا، بين جماعات مسلحة أو ما يسمى المعارضة، وبين قوات الأمن والجيش السوري. وأوضح: أنها ثورة ضد النظام، وأصبحت معركة حقيقية. وتابع البروفيسور الإسرائيلي قائلاً: نسمع تقارير عن إنجازات المعارضة وسيطرتها على مناطق حدودية، كذلك سمعنا عن مقتل قادة في الجهاز الأمني، من دائرة الأسد المقربة، تلوح أن مجرى الإحداث يتغير، فيبدو أن النظام يخسر في حين تكسب المعارضة. وأشار زيسير إلى نقطة ضعف لدى النظام، تكمن في أن الجيش السوري موزع ومُفرق، والسيطرة عليه أصبحت مهمة صعبة، حتى أن الجيش تخلى عن أجزاء من البلاد مثل المناطق الحدودية، متمركزا في المدن الرئيسية، أهمها حلب ودمشق. وحسب زيسر، رغم الإشارات الواضحة التي تدل على أن النظام بدأ ينهار، فإن القضية ليست بسيطة لهذه الدرجة، وقال: ثمة توجه آخر للازمة، وهو أن ركائز النظام ما زالت ثابتة ومنها: الأقليات، والجيش، والجهاز البيروقراطي. فالأقليات ما زالت تدعم الأسد، وأردف: الدروز والمسيحيون لم يقوموا بعد ضد الأسد، هذه الفئات ما زالت تدعم الأسد خوفاً من البديل. وأضاف أن المسيحيين يريدون بقاء نظام الأسد، خاصة عندما يشاهدون وضع أشقاءهم في مصر والعراق، بعد صعود الأنظمة الإسلامية الجديدة التي أفرزها ما يُطلق عليه الربيع العربي، على حد قوله، وساق قائلاً: مركز دعم آخر هو الطبقة الوسطى والوسطى العليا، معظمهم متمركزون في مدن سورية، ولم يُشاركوا حتى الآن في جهود المعارضة، ويصعب الحديث عن احتجاجات في مركز المدن مثل: حلب وحمص. ولخص زيسر أن هذا التوجه يلوح بأن المعركة لم تحسم بعد. وقارن زيسر الثورة السورية بما جرى ثورة ميدان التحرير، قائلاً إن ثورة ميدان التحرير بمصر بدأت من المركز، أي القاهرة، وشدت إليها الأطراف، ولكن في سورية الاتجاه معاكس، فالمركز، أيْ دمشق، لم تنضم إلى الأطراف بعد، كما أشار إلى أنه خلافًا للثورات الأخرى في تونس ومصر، فإن الثورة السورية، على حد تعبيره، هي ليست ثورة شباب شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك). بالنسبة للجيش السوري شدد زيسر قائلاً: لم نشهد بعد انشقاقات مفصلية لقادة مركزيين في فرق الجيش الرئيسية وأردف على سبيل المثال: في حالة المنشق مناف طلاس، عمه ما زال مع النظام.وفي ما يتعلق بهاجس الأسلحة الكيماوية والموقف الإسرائيلي، قال زيسر: إن الخطر بهذا الصدد مصدره حزب الله وليس النظام أو المعارضة، وإنْ وضعت المنظمة يدها على هذه الأسلحة قد نرى حربًا ضدها من قبل إسرائيل. وأضاف زيسر أن الأسلحة الكيماوية تقلق دولاً أخرى غير إسرائيل في المنطقة والعالم. وحول المخاوف الإسرائيلية ذكر زيسر أيضًا: مسألة اللاجئين السوريين وهضبة الجولان. وقال: إذا قرر النظام أن يُصعد هجماته وأنْ يدمر القرى والمدن على نحوٍ شامل، ربما مسألة اللاجئين قد تصبح ملحة، ونرى نزوحًا نحو إسرائيل. كما قال إن هنالك خوفا من أنْ تتحول هضبة الجولان العربية السورية المحتلة إلى سيناء جديدة، موضحًا أنها منطقة حساسة، وقد نشهد استقرار مجاهدين ومقاتلين إسلاميين في الهضبة، جراء فقدان النظام السيطرة على أجزاء من البلاد، مثل منطقة الهضبة، على حد تعبيره. علاوة على ذلك، قال المحلل الإسرائيلي إن الرئيس الأسد بحاجة إلى جنود في هذه المرحلة، وهذا لأن البلاد كلها تشتعل وفرق الجيش موزعة، وأن إيران وحزب الله لا تستطيعان مده بالجنود، ولكن العون المالي محتمل، كذلك أشار إلى أن الوضع الاقتصادي سيء للغاية، والأسد بحاجة إلى المال، وإيران تستطيع مده بالمال، لافتًا إلى أن روسيا ما زالت تساعد الأسد في جبهة الأمم المتحدة.  أما عن المعونات المقدمة للمعارضة قال زيسر: لولا المساعدات السعودية والأمريكية والتركية للمعارضين والمسلحين، لما شهدنا تقدمهم وانجازاتهم اليوم، على حد تعبيره، وخلص إلى القول إنه اليوم، بعد مرور سنة ونصف السنة على اندلاع الأحداث في سورية، لا يُمكن التنبؤ متى ستنتهي المعركة ولصالح من، الأسد أمْ المعارضة.