خبر : تفسير 100 في المائة/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم 30/9/2012

الأحد 30 سبتمبر 2012 01:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
تفسير 100 في المائة/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم 30/9/2012



 لم توقف خطبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن الخط الاحمر أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، في نهاية الاسبوع آلات الطرد المركزي الايرانية التي تواصل دورانها على الدوام. لكن الخطبة كشفت أمام العالم في أوضح صورة وأبسطها عن خطر قنبلة ذرية ايرانية. ربما نشأ في الاشهر الاخيرة انطباع لدى المواطن في العالم أنه يوجد تقابل بين خطر القنبلة الايرانية والقنبلة الاسرائيلية وكأن الاثنتين خطيرتان بنفس القدر. لكن خطبة يوم الخميس أدخلت نظاما على الاشياء: فاسرائيل تُحذر "فقط" (في هذه الاثناء) وايران تُخصب "فقط" (طول الوقت). وكان يجب في القضية الايرانية العودة الى الأصول: فايران هي التي تهدد واسرائيل هي التي تدافع عن نفسها والولايات المتحدة هي شريكة اسرائيل لا العدو. وقد أفضت الخطبة والرسم البسيط ايضا الى ادراك ان القنبلة الذرية الاسرائيلية ليست هي حبة البطاطا الساخنة التي يجب ان يخاف منها العالم بل القنبلة الذرية الايرانية. قارنت الصحيفة الفرنسية المهمة "لاموند" أمس بين خطبة نتنياهو وسلسلة الكتب الامريكية الناجحة جدا في العالم "للأغبياء"، والتي تجعل موضوعات مختلفة ومتنوعة كالنبيذ أو الحواسيب أو اللغة الاسبانية بسيطة جدا ومفهومة حتى "للأغبياء"، ممن لا تعتبر تلك الموضوعات في مجال اختصاصهم. واستقر رأيهم في فرنسا على تغيير مصطلح "أغبياء" الى "أصفار" وهي شديدة الشعبية في حوانيت الكتب بين إميل زولا وفولتير. أسمت "لاموند" خطبة رئيس الوزراء "القنبلة الذرية الايرانية للأصفار". وتُبين الصحيفة ان "استراتيجية نتنياهو آتت أُكلها بسبب بساطة طريقة العرض والتصوير التي أفضت الى ان سيطرت الرسالة على الشبكة". وينبغي ان نعترف ان "لاموند" تميل على نحو عام الى التشدد مع نتنياهو خاصة. لكن الصحيفة لا تعلم الى الآن كيف ستؤثر الخطبة في زعماء العالم ولا نحن ايضا. ولا يستطيع أحد على الأقل بعد الخطبة ان يقول "لم نعرف". وكانت لخطبة نتنياهو ايضا انجازات اخرى: فقد ليّنت المواجهة بين القدس وواشنطن وربما يفترض بذلك ان تُزيل اسرائيل عن برنامج عمل الانتخابات الامريكية. أصبح واضحا للجميع في هذا الشأن، بعد الخطبة، أن الرجل السيء غير موجود في القدس ولا في واشنطن بل هو موجود في طهران. وهذا واضح لنا ولم يعد واضحا لنا فقط الآن. وفي الخلاصة قد يمكن ان نقول ان ايران ما زالت لم تصل الى الخط الاحمر الذي هو 90 في المائة من القدرة على انتاج السلاح الذري، لكن نتنياهو وصل الى 100 في المائة من التفسير للخطر الكامن في قنبلة ذرية ايرانية.