عرض الرسم الصبياني للقنبلة من على منصة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك والخط الاحمر الذي رسمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جذب الانتباه الى الفصل الايراني من خطابه. فقد تجاهل نتنياهو الدعوة التي اطلقها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من على المنصة ذاتها، للتوقيع على اتفاق سلام على أساس مبادرة السلام العربية – الصيغة التي تعرض على اسرائيل اعترافا بحدود الخط الاخضر وعلاقات طبيعية مع كل الدول العربية. ولم يتناول رئيس الوزراء ايجابا أم سلبا تحذير الزعيم الفلسطيني من انهيار السلطة والقضاء على حل الدولتين. وبدلا من ذلك وبخ عباس في خطابه إذ قال: "لن نحل النزاع بيننا بخطابات تحريضية في الامم المتحدة".وحيال النظام الايراني، الذي أسماه "قوى العصور الوسطى للاسلام المتطرف"، وضد "خطاب التحريض" لعباس، عرض نتنياهو اسرائيل كعضو عزيز في اسرة الحداثة، التي تعيش فيه اليهودية، المسيحية والاسلام بسلام واحترام متبادل. وتباهى رئيس الوزراء بانجازات اسرائيل في التعليم، في العلم وفي التكنولوجيا. وافتخر بالمساعدات التي تقدمها اسرائيل الى المتضررين بالكوارث الطبيعية في أرجاء العالم وبمساهمتها في منع الجوع في العالم الثالث، بل ومجد رئيس الوزراء وضع حقوق الانسان في اسرائيل ومكانة المرأة والاقليات في الدولة. وفي الوقت الذي يتباهى فيه نتنياهو بتنور اسرائيل، فان رجال الدين عنده يطلقون الفتاوى في مواضيع الامن والسلام، ويمنع الحاخامون عن الاطفال حق التعليم الاساس والنساء يدحرن الى مؤخرة الحافلات. وتحرم حكومة نتنياهو شعبا آخر من حريته، تطرد اللاجئين الى موتهم، تطارد منظمات حقوق الانسان وتمس بالحرية الاكاديمية. في الوقت الذي يعرض فيه نتنياهو خطوطا حمراء أمام الجيران، فان كل طفل ثالث في اسرائيل في العام 2012 يعيش تحت خطر الفقر وكل عالم رابع يبحث عن مستقبله خلف البحر. وبالفعل، لقد حققت اسرائيل انجازات مثيرة للانطباع واكتسبت لنفسها مكان شرف في عالم العلم، التكنولوجيا والثقافة. وتحت قيادة نتنياهو، ترسم قوى العصور الوسطى لليهودية المتطرفة ونزعة القومية المتشددة خطوطا سوداء لصورة اسرائيل.