يوفال شتاينتس عثر على المذنبين بأمراض المجتمع والاقتصاد في اسرائيل – وسائل الاعلام، بالطبع. "مكور ريشون" كشفت النقاب عن تصريحاته في اجتماع مغلق لنشطاء الليكود في رأس السنة. وبين الجواهر التي وزعها الدكتور كانت أقوالا مثل "وسائل الاعلام فقدت احترامها لكلمة الحقيقة، لم يعد احترام للحقيقة... فقد غذت نار الاحتجاج، حتى اني بدت أنا أومن بانه يوجد احتجاج... فجدول الغلاء لم يرتفع، الاسعار لم ترتفع... أول أمس كان عنوان رئيس عن الصدع مع الولايات المتحدة الذي يبلغ ذروته... آخر ضيف لي هنا قبل أن آتي الى الاجتماع كان السفير دان شبيرو الذي قال لي أن صحيح توجد خلافات، دوما كانت، ولكن لا يوجد صدع". لو لم يكن هذا وزير ماليتنا، لكان يمكن لهذا أن يكون مضحكا. فلم يعد هذا يوفال المرتبك، بل يوفال المشوش. وسنبدأ بالموضوع الاقتصادي. يسعدني أنك أنت أيضا كدت تؤمن بانه كان احتجاج في الصيف السابق، يا سيد شتاينتس. أنت تعرف، حتى أنا كانت لي لحظات ضعف (ولا سيما عندما كنت في المظاهرات)، لحظات كدت أعتقد ان الناس غير راضين في هذه البلاد. فيا له من حظ أنه تبين في النهاية أنه لم يكن هنا احتجاج. نصف مليون شخص في الشوارع؟ خرجوا ببساطة لانهم كانوا يشعرون بالحر، ولم يعد لديهم المال ليدفعوا فاتورة الكهرباء على المكيف. شتاينتس يأتي بجدول الغلاء الادنى كمثال على أنه لم يكن ارتفاع للاسعار وأنه كله ادعاء. وبالفعل، يا سيد شتاينتس يمكنك أن تأخذ هذا الجدول وتحاول أن تشتري به في البقالة. في الواقع ارتفعت الاسعار هنا بعشرات في المائة. فهل فحصت ماذا حصل لاسعار المياه في السنتين الاخيرتين؟ في "اسرائيل غالية علينا" سيشرحون لك كيف يمكن اجراء تلاعب بجدول الغلاء والبقاء على قيد الحياة. هذا بالضبط ما تفعلونه انتم في المالية، وكذا انتم في بنك اسرائيل. عن كلمة "حقيقة" لسنا نحن من ينبغي لنا أن نتعلم بل انت. كان احتجاج في صيف 2011، يا دكتور شتاينتس، كان حقيقيا، كان أصيلا، ووسائل الاعلام غطته بحماسة صحيحة. ما حصل هو انه في نهاية اليوم لم يغير الاحتجاج أي شيء هام في حياتنا، باستثناء تسريع نهاية بعض وسائل الاعلام التي غطته. وعلى هذا تعود كل الحظوة لك ولرئيسك. ننتقل الى العلاقات مع الولايات المتحدة. بينما يسخر شتاينتس من الازمة التي ليست قائمة، يتبين أن وزير الدفاع ايهود باراك سافر في ارسالية عاجلة الى شيكاغو في محاولة لاقناع رام عمانويل، مقرب الرئيس اوباما، بان بنيامين نتنياهو لا يتدخل في الانتخابات في الولايات المتحدة. لا يوجد في أمريكا محلل يحترم نفسه لا يسمي نتنياهو بأنه "مدير حملة ميت رومني"، ولكن يوفال عندنا يعيش في أضغاث أحلام مختلفة تماما. ما الذي نقوله، أن يكون شتاينتس خرج في هذه القضية بانه ميت رومني الاسرائيلي. وشيء ما للخاتمة: بدلا من محاولة الهرع لانقاذ وسائل الاعلام التي تنازع الموت في الدولة، يا سيد شتاينتس، تهزأ بها كآخر المعقبين. تعال ننعش ذاكرتك. قبل بضعة اشهر طرقت بنشاط وبزخم، بقدر ما تعرف فقط، بوابة ذات وسائل الاعلام اياها. فمراقب الدولة كان يوشك على نشر تقرير الحريق في الكرمل، وأنت حاولت ان تقنع (في محادثات استمرت على الاقل ساعة ونصف كل واحدة منها) كل من وافق على ان يستمع اليكَ بانه لا يوجد اي منطق في محاولة وزير المالية بتقليصات الميزانية، لان هذه هي مهمة وزير المالية. فهل تذكر ما حصل يا سيد شتاينتس؟ كلنا اتفقنا معك. كل المحللين تقريبا وقفوا الى جانبك، رغم انه ليس شعبيا الدفاع عن وزير المالية بل وليس سهلا أيضا. اقوالك كانت منطقية، حججك كانت صحيحة – وقد تلقيت المساعدة التي كنت تستحقها، بجدارة. والدليل، انهم لم يقيلوك. ما يصعب قوله عن 2.000 موظف من "معاريف" الذين سيقالون في الايام القريبة القادمة، في ورديتك، وغير قليل بفضل أفعالك وأفعال المسؤولين عنك. وها هنا، حقا كخاتمة، نقطة صغيرة من التفاؤل. رافي أدار من "برونتو" توجه اليه امس وروى لي بانه في الليلة بين الجمعة والسبت توجه الى محل بيتزا وطلب ان يشتري كعادته "معاريف" و "يديعوت". ولمفاجأته لم تكن هناك "معاريف". وشرح له صاحب المحل بانه منذ اندلاع الازمة توجد يقظة والناس يختطفون "معاريف" ربما انطلاقا من التضامن، ربما في موجة من الحنين. رسائل مشابهة أتلقاها من أناس كثيرين آخرين. عندما سنغلق، كما سيتبين، سيكون لنا نوع من المجد.