خبر : زعيم اليسار/بقلم: بن – درور يميني/معاريف 11/9/2012

الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 02:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
زعيم اليسار/بقلم: بن – درور يميني/معاريف 11/9/2012



 ايهود اولمرت هو حالة خاصة. العنقاء. مشكوك أن يكون شخصية عامة مطاردة بهذا القدر، مكروهة بهذا القدر، في تاريخ دولة اسرائيل. لقد عانى الرجل مما يسمى في القانون الامريكي fishing expedition (حملة صيد). وبالترجمة الحرة – ملاحقة. معقول الافتراض انه لو كان ممكنا لمثل هذه الملاحقة ان تتم لشخصيات عامة اخرى – لكانت النتيجة مماثلة. يخيل أن افيغدور ليبرمان فقط وصل الى ذات الدرجة، وصحيح حتى هذه اللحظات ليس واضحا بان هذا سينتهي بلائحة اتهام. اما لدى اولمرت فان هذا حتى لم ينته.  غير أنه حتى قضية الفساد الاكبر هولي لاند تتخذ صورة مختلفة بعض الشيء في ضوء التحقيق عن الشاهد الملكي. وها هو بعد الافول الكبير توجد بوادر عودة. فليست التبرئة القضائية الجزئية وحدها توجد هنا. ليس التنازل عن وصمة العار في الصفقة الغريبة التي تنم عنها رائحة سيئة يوجد هنا. لقد عاد اولمرت الى الساحة العامة حتى قبل ودون صلة بنهاية المحاكمة. فقد كان ضيف شرف في منصات عامة هامة، خطيبا مركزيا في مؤتمرات ليس فقط لرجال الاعمال بل وايضا في محافل تتماثل مع اليسار، او بالاساس مع اليسار – جي ستريت مثلا. هل التنازل عن وصمة العار ترمز الى العودة الى السياسة؟ حقيقة أن هذه المسألة توجد في الجو تدل على شيء ما عن السياسة الاسرائيلية. قبل سنة كان يخيل أن بنيامين نتنياهو وكتلته سيأخذان الانتخابات حتى دون حاجة الى صرف أغورة واحدة على الدعاية. الاحتجاج الاجتماعي، بشكل غريب بعض الشيء، فعل له الخير. قوته تعاظمت فقط. وهذه مفارقة اخرى، واحدة من مفارقات عديدة، في السياسة الاسرائيلية. غير أن هذه انتهت. "الساحر" تمكن من أن يكبو وان يخطيء. سلوكه الممتاز حيال التهديد الايراني يتشوش في ضوء مواجهته الزائدة مع الادارة الامريكية والبيت الابيض. ومسرحية المساواة في العبء اوضحت بان نتنياهو يفضل المصلحة السياسية الضيقة على المصلحة الرسمية والوطنية. والاقتصاد الرائع يعرج. هكذا بحيث ان النتيجة ايضا سارعت في الوصول.  في كل استطلاع ممكن نجد أن الفوارق بين الكتلتين آخذة في التقلص. ليس التعادل بعد، ولكنهما يقتربان منه. غير أن هذا تعادل اشكالي بعض الشيء لان القصة عندنا ليست الكتلة بل رئيسها. وها هو، امام كتلة اليمين ليس لكتلة الوسط مرشح حقيقي. شيلي يحيموفتش ويئير لبيد يحظيان بالعطف، ولكن حتى المصوتين لهما لا يزالون لا يرون فيهما مرشحين مناسبين لرئاسة الوزراء. ليس بعد سنة. هكذا بحيث اننا نقترب من وضع يكون فيه لكتلة الوسط، او الوسط – اليسار، يوجد احتمال بالانتصار في الانتخابات. ليست انتخابات عاجلة بل انتخابات حقيقية. كلما كان واضحا بان نتنياهو هو المرشح الحصري للانتصار لم تكن مسألة الزعامة في الوسط ذات صلة. اما الان فتوجد مشكلة. من سيقود المعسكر؟  والازمة طرحت الاسماء المعروفة. تسيبي لفني، ايهود باراك وايهود اولمرت. غير أن للفني حتى حزب. ولباراك سبق ان كانت عودة واحدة – وهذه كانت أكثر قليلا مما ينبغي. بقينا مع اولمرت. الرجل فاسد، سيقول معارضوه. هم محقون. قرار المحكمة يوضح بانه لا توجد أي صلة بين التبرئة في بعض من الجرائم وبين الافعال المنسوية للمتهم. غير أن سحابة الفساد لم تزعج اولمرت في ايام المحكمة، لا السابقة ولا الحالية، وفي صحبة زعماء من العالم فان كل ما سيتبقى ليس اكثر من سحابة شقاوة او نزعة استمتاع. ليس هذا ما سيزعجه في الساحة الدولية.  الموضوع هو أن اولمرت اجتاز في هذه السنوات تغييرا آخر، يمكن أن نسميه "متلازمة بورغ"، على اسم ابروم. لقد كان اولمرت زعيم الوسط. لم يعد. السنة الاخيرة أثبت بان الصحبة مع بورغ يبدو أنها أثرت عليه. متلازمته أخف. فهو لم يصبح مناهضا للصهيونية. وهو لا يعتقد أن اسرائيل هي شبه نازية، ولكنه تحول، مثلا، الى محامٍ لابو مازن الرافض. الرجل الذي اقترح على ابو مازن مشروع سلام بعيد الاثر، يتهم اسرائيل بافشال السلام. وهو يبدو بقدر اكبر مثل الجناح اليساري لميرتس منه لزعيم حزب الوسط. هكذا بحيث أن اولمرت نجح في أن يتملص، حاليا على الاقل، من العار القضائي، ولكنه تبنى هوية سياسية جديدة. اولمرت يمكنه أن يكون زعيم اليسار. وهو لا يمكنه أن يعود الى الساحة بصفة مرشح الوسط.