خبر : لا يمكن ان يُكذَبْ على الجمهور/بقلم: درور إيدار/اسرائيل اليوم 10/9/2012

الإثنين 10 سبتمبر 2012 05:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا يمكن ان يُكذَبْ على الجمهور/بقلم: درور إيدار/اسرائيل اليوم 10/9/2012



 نشر في نهاية الاسبوع الماضي "مقياس الديمقراطية الاسرائيلية" لسنة 2012 عن المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، وكان يمكن ان نسمي نتائج الاستطلاع "يوم غفران الاعلام الاسرائيلي" لولا ان هذا المصطلح قد أصبح كليشيها مبتذلا. يثبت الاستطلاع للمرة الألف الفرق الذي لا يمكن تصوره بين الواقع البائس والسيء الذي يظهر في أكثر وسائل الاعلام المكتوبة والمذاع والموجه وبين صورة رؤية الجمهور المختلفة تماما لها. اعتدنا على مقالات الندب والبكاء لمسؤولي الصحف الكبار و"المفكرين" عن المستقبل السيء المتوقع لاسرائيل. اليكم سؤالا من الاستطلاع: "أأنت متفائل أم متشائم لمستقبل اسرائيل؟" ان نحوا من 80 في المائة من الجمهور اليهودي متفائلون بل يوجد 60 في المائة من المتفائلين في الجمهور العربي. ان أكثرية مطلقة من الجمهور تعتقد ان اسرائيل ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها عسكريا وأمنيا وأنها لن تصبح دولة أكثر تدينا وأنها لن تفقد صبغتها اليهودية وأن العزلة الدولية لن تزيد وأنها ستحافظ على مكانتها باعتبارها دولة تقنية عالية رائدة. واليكم معطيات اخرى: ان أكثر الجمهور يُقدر ان وضع اسرائيل جيد الى لا بأس به. وحتى لو كان عند أكثر الجمهور انتقاد لأداء الحكومة (انتقاد من اليمين واليسار) فان الثقة بها قد زادت على الدوام في السنين الاخيرة. ويمكن ان نسجل ارتفاعا مطردا ايضا للثقة بمؤسسات الدولة بل سُجل ارتفاع للثقة بالمحكمة العليا في السنتين الاخيرتين، فقد كانت 68.7 في المائة في 2011 وصارت 73.4 في المائة هذه السنة. ويتبين بعكس سلب رئيس الحكومة الشرعية الدائمة من جهة الاعلام ان الثقة به قد زادت باطراد منذ 2009 الى هذه السنة: 33.8 في المائة، 38.5 في المائة، 49.6 في المائة الى 56.4 في المائة من الثقة اليوم. أربما لا يقرأ الجمهور "يديعوت احرونوت" أو "هآرتس" أو لا يشاهد القناتين الثانية والعاشرة؟. ونتابع الى الأمام: ان أكثر من 80 في المائة من الجمهور اليهودي يرون أنفسهم صهاينة. وظهر ما يشبه المفاجأة في تقسيم النتائج، فأكثر من 60 في المائة من الجمهور الحريدي يُعرفون أنفسهم بأنهم صهاينة. وقارنوا هذا بمقالات التحريض الدائمة على الجمهور الحريدي. كتبت في الماضي ان الابحاث الاجتماعية تُظهر مسار أسرلة مطردا عند الجمهور الحريدي، فهناك مشاركة واهتمام بوضع اسرائيل لا في المستوى الديني فحسب بل في المستوى الوطني والدولي؛ وتوجه متعجل الى الجامعات وانكشاف واسع للخطاب الاقتصادي، بل هناك تحول ديمقراطي في داخل الوسط الحريدي كما يمكن ان نستدل على ذلك من المنتديات الفوارة في الانترنت. وينبغي التوسع في ذلك، لكن من الواضح ان المجتمع الحريدي يتم تصويره في وسائل الاعلام من خلال أهواء الصحفيين المتنكرة بحسب حالات متطرفة، ولا يعتمد ذلك على قاعدة معطيات حقيقية صادقة. من المهم ان نقرأ الاستطلاع كي نفهم لماذا سُجل في مقياس واحد انخفاض وهو انخفاض ثقة الجمهور بوسائل الاعلام (46.3 في المائة). يشير محررو التقرير الى "الفرق الواسع" بين "التحذيرات المكررة لخبراء حظوا بشهرة كبيرة في وسائل الاعلام من تدهور اسرائيل" فيما يتعلق بمقدار الديمقراطية في اجهزة السلطة والحياة العامة – وبين "الاستقرار في تقدير الأداء الحكومي السلطوي مع تحسن المعايير الديمقراطية في نفس الوقت". يعترف الكُتاب بأنه "بازاء كثرة الأخطار المشتقة من الوضع وكثرة التحليلات الانتقادية جدا لخبراء من مجالات مختلفة على الجهاز السياسي... وبازاء المزاج العام المتشائم الذي ميز هذه السنة أكثر الاستعراض الاعلامي... توقعنا كآبة للرأي العام في المقابل ايضا. لكن لا تلاحظ في تقدير الجمهور العريض للوضع السياسي ولمستقبل اسرائيل المتوقع علامات تدهور كبيرة... وليس عند الرأي العام علامات على ثناء أخذ يقترب". وهذه مشكلة في الحقيقة. ان الجمهور غير مطيع ولا يستدخل نشيد جوقة الغربان الذي ينعق دائما "شر، شر، شر". وذلك كما يقول المحررون "برغم أحاديث الصالونات في أيام الجمعة، ونقاشات الشبكة وبرامج الاستضافة في الراديو والتلفاز عن الدولة التي ستفنى قريبا. يتبين ان التنبؤات (السيئة) في الداخل والخارج، لم يستدخلها الجمهور الاسرائيلي في نفسه ولا سيما الجزء اليهودي منه". فماذا نقول؟ ان الجمهور أكثر صحة من صحفييه. واليكم اقتباسا مهما آخر: "يبدو ان الجمهور العريض بعامة – برغم وجود من يميلون الى الاستخفاف بحكمته الجماعية (ألسنا نعرف المستخفين؟) – هو في هذا الوقت شبه "جزيرة سلامة عقل" نسبية في بحر الديمقراطية الاسرائيلية الهائج". فهل يوجد اذا نفاذ لمطلبنا المتكرر ان يعبر الاعلام الاسرائيلي عن موقف أكثر الجمهور "ايضا"؟ لا من حيث من تُجرى معهم المقابلات الصحفية بل من حيث المراسلون والمذيعون ومقدمو البرامج. لأنه ربما يضيق الفرق آنذاك.