خبر : حماس تتجلد كي تحافظ على الحكم / بقلم: عاموس هرئيل / هآرتس 7/9/2012

الجمعة 07 سبتمبر 2012 08:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
حماس تتجلد كي تحافظ على الحكم / بقلم: عاموس هرئيل / هآرتس 7/9/2012



 ايهود باراك، غابي اشكنازي، يوآف غالنت – الاشخاص الذين أداروا حملة "رصاص مصبوب" في غزة قبل نحو أربع سنوات، سيظهروا هذا الصباح في مقر سلاح الجو في هرتسيليا، في ندوة تعنى بسياقات اتخاذ القرارات في اثناء الحملة وآثارها. عن صورة مشتركة للمتحدثين لا يوجد على ما يبدو ما يمكن قوله، بسبب رواسب قضية وثيقة هيرباز. ولكن مشوق النظر في نتائج الحملة اياها بالذات على خلفية تبادل اطلاق النار على الحدود في غزة في اليومين الاخيرين والذي قتل فيهما ستة فلسطينيين مسلحين بنار الجيش الاسرائيلي.             في الاسبوع الاخير سجل تصعيد ما في حجم اطلاق النار على البلدات الاسرائيلية في غلاف غزة. ففي بداية الاسبوع اطلق خمسة صواريخ الى منطقة سديروت، الحقت ضررا بعدة مشاريع. وليلة أول أمس، عندما شوهدت في منطقة مخيمات اللاجئين في وسط القطاع خلية اسلامية متطرفة كانت توشك على اطلاق الكاتيوشا الى مدى بعيد، على ما يبدو نحو بئر السبع، ضربها سلاح الجو. ذات الخلية سبق أن اطلقت صواريخ من المنطقة في الماضي.             اما صباح أمس، فقد اصيب مسلحون فلسطينيون زرعوا عبوة ناسفة قرب الجدار الحدودي في شمالي القطاع هم ايضا. في الحالتين لم تقع اصابات في صفوف الجيش الاسرائيلي. في الحدث الاخير استخدم الجيش الاسرائيلي قوة مشتركة – من لواء جفعاتي، من لواء المدرعات 401 ومن سلاح الجو. فقد لاحظ جنود جفعاتي الفلسطينيين الثلاثة يقتربون من الجدار فيما كان احدهم يحمل عبوة ناسفة وصفت بانها "استثنائية في حجمها". قذيفة دبابة احدثت انفجارا للعبوة التي حملها الفلسطيني. ثلاثة القتلى الذين اصيبوا شرقي بلدة بيت حانون، كانوا اعضاء في جناح انشق عن حماس، وان كان يحتمل ان تكون لا تزال علاقة بينه وبين المنظمة الاكبر. وافادت وكالة انباء فلسطينية بان أحد القتلى في هجوم الجيش الاسرائيلي هو زكريا الجمل. والقتيل هو ابن ممدوح الجمل، من قادة الذراع العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام، الذي قتل في القطاع في أثناء "رصاص مصبوب".             ولكن، رغم الضحايا، لم تظهر شهية فلسطينية لتحويل هذه الخسائر الى سبب لمناوشة واسعة، حاليا على الاقل. السبب الاساس في ذلك لا يزال يرتبط، على ما يبدو، بنتائج "رصاص مصبوب". فالرد الاسرائيلي العدواني في أواخر 2008، والذي جسد بالملموس علاقات القوى العسكرية الحقيقية بين الطرفين، لا يزال واضحا جدا لحماس – ويخيل أن ليس للمنظمة مصلحة خاصة في تكرار التجربة. وحاليا، الجهاد الاسلامي أيضا يجلس بهدوء هو الاخر. الى جانب الاعتبار الاستراتيجي (التخوف من ان  تؤدي مواجهة عسكرية الى ضياع سيطرة حماس في القطاع)، توجد أيضا اعتبارات ثانوية لحماس. علاقات قيادة حماس مع الشقيق الاكبر، حزب الاخوان المسلمين في مصر، حساسة والمنظمة تجد صعوبة في ان تقرأ كيف سيرد الحكم الجديد في القاهرة على تصعيد واسع بين غزة واسرائيل.             في الخلفية يوجد ايضا تحسن ما في الوضع الاقتصادي في القطاع. فالتعاون الاقتصادي غير المباشر (والمنفي رسميا) بين اسرائيل وحماس هام للقيادة الغزية ويخيل انها في هذه الاثناء تحذر من تعريضه للخطر. في حماس أيضا لا يشعرون عطفا خاصا على قتلى الفصائل المتطرفة أكثر. فهذا الاسبوع فقط اعتقلت أجهزة أمن المنظمة نحو عشرين من اعضاء الفصائل السلفية.             ولا يزال، الجولة الحالية لم تنتهي بعد. الفصائل المتطرفة، قد تحاول المبادرة الى اطلاق الصواريخ كانتقام في الساعات القادمة – أما الخسائر الاضافية في الطرف الفلسطيني فكفيلة بان تدفع حتى حماس الى تغيير موقفها.             الى جانب التصعيد في حدود القطاع، يجدر الانتباه ايضا الى الاحداث الاخيرة في الضفة الغربية. فتدنيس دير اللطرون، في نطاق دولة اسرائيل، حظي بانتباه أكبر من عمليات الارهاب اليهودي ("شارة ثمن") الاخرى في الضفة نفسها، من محاولات اشعال النار في المساجد وحتى الاقتلاع المنهاجي لاشجار الزيتون. ومع أن اخلاء بؤرة ميغرون الاستيطانية مر بلا مصاعب، الا ان الغضب منه سيجد تعبيره بوسائل اخرى – وعلى رأسها اعتداءات نشطاء اليمين المتطرف، والتي ستشجع في النهاية عمليات ثأر من الطرف الفلسطيني ايضا. الفشل المتواصل للمخابرات والشرطة في العثور على منفذي حملة الاعتداءات ضد الفلسطينيين، أملاكهم ودور عبادتهم وتقديمهم الى المحاكمة، من شأنه أن يشعل لاحقا نارا أكبر في الضفة، رغم المصلحة المشتركة لاسرائيل وقيادة السلطة الفلسطينية للحفاظ على الهدوء.