خبر : الحد الاقصى لاوباما/بقلم: اليكس فيشمان/يديعوت 5/9/2012

الأربعاء 05 سبتمبر 2012 02:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحد الاقصى لاوباما/بقلم: اليكس فيشمان/يديعوت  5/9/2012



 تعول الادارة الامريكية على ان تشنف اسرائيل آذانها لسماع خطاب الرئيس اوباما في مؤتمر الديمقراطيين في صباح يوم الجمعة (حسب التوقيت الاسرائيلي).  وحرص اوباما حتى على ان تنشر "نيويورك تايمز" نبأ بشر أول أمس بان الرئيس يعتزم طرح خطوط حمراء لايران ومنح اسرائيل مساعدة عسكرية حيوية اضافية. ظاهرا، بعد هذا الخطاب يفترض باسرائيل أن تشعر بارتياح شديد؛ فضغوط نتنياهو على إدارة اوباما أعطت أُكلها. فقد اقتنع الرئيس وسيعلن على الملأ بان لديه "خطوط حمراء" اذا اجتازتها ايران فانها ستتلقى الضربة من الولايات المتحدة. غير أنه بانتظار اسرائيل، على أي حال، خيبة أمل.  فمنذ بضعة أسابيع ومكتب رئيس الوزراء يلمح علنا بان لاسرائيل قائمة من الشروط إذا ما تحققت، فان هذا سيسمح لها بان تتخلى عن خيار الهجوم الذاتي ضد ايران. وللدقة، يلمح رئيس الوزراء: "انا مستعد لان ترتبوا لي سلم خطوط حمراء، وعندها سأنزل عن شجرة الحرب التي تسلقتها.  مثل هذه الاشارة وردت، مثلا، في مقال نشره قبل نحو اسبوعين اللواء احتياط عوزي ديان في صحيفة "امريكية". أعطونا خطوطا حمراء، كتب ديان، ولن نهاجم. ديان لم يخترع هذه الفكرة: فقد سمعها في حديث أجراه مع رئيس الوزراء. الخطوط الحمراء الذي يبدي نتنياهو اهتماما بان يطرحها الامريكيون على ايران هي أولا وقبل كل شيء موضوعا اسرائيليا، سياسيا – داخليا. فرئيس الوزراء يخطط لحجة غيبة تشرح كيف حصل أنه قرع على مدى اشهر كل طبول الحرب – وفجأة امكانية أن تهاجم اسرائيل بنفسها ايران تشطب عن جدول الاعمال.  غير أن في هذه الاثناء لا يطرح تعبير الخطوط الحمراء في المحادثات بين اسرائيل والولايات المتحدة. فاسرائيل تجتهد الا توفر معلومات ملموسة وتفصل خطوطها الحمراء وجداولها الزمنية لعملية عسكرية محتملة. كلما عرفتم أقل، هكذا تعلل اسرائيل للولايات المتحدة، فان هذا سيلزمكم أقل. اسرائيل تخشى من أن تعتبر في نظر الجمهور الامريكي كمن جرت امريكا الى حرب مع ايران – تماما مثلما اتهمت في حينه في أنها جرت إدارة بوش الى الورطة في العراق.  والامريكيون ايضا لا يتطوعون بالخطوط الحمراء. لا يمكن ولا يرغب أي رئيس في أن يقيد نفسه بالتزام (وبالتأكيد ليس علنيا) الخروج الى حرب لارضاء دولة اخرى، مهما كانت صديقة.  في الاتصالات السرية يسمح الامريكيون لاسرائيل بان تفهم بانه عندما يقرر الزعيم الروحي الايراني، آية الله خمينئي اصدار تعليماته لعلمائه بانتاج القنبلة – فعندها كفيلة الادارة باستخدام القوة. هذا هو الاقرب الى الخطوط الحمراء الذي سمعه الاسرائيليون من الامريكيين؛ الحد الاقصى الذي يبدي أوباما استعداده للوعد به.  يحاول الامريكيون اقناع إسرائيل بانهم سيعرفون ليس فقط متى سيقرر الايرانيون انتاج القنبلة، بل وأيضا متى سيجتازون الحافة التي تسمح لهم بعمل ذلك. أما في اسرائيل فلا يصدقونهم.  التقارير الاخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية والاستخبارات القومية الامريكية – وكذا المادة الاستخبارية الموضوعة على طاولة زعماء بريطانيا، فرنسا والمانيا – تشير الى أن الايرانيين توصلوا الى قدرات في المجال النووي، تتجاوز ما ينشر علنا.  هكذا بحيث أنه مشكوك جدا إذا كان الغرب، ولا سيما الاستخبارات الامريكية، سيعرف كيف يشير الى النقطة التي تقرر فيها اسرائيل انتاج القنبلة. فضلا عن ذلك، في اسرائيل يقدرون بان حتى أمريكا الكبرى ستصل الى النقطة التي يكون لها فيها قيد عسكري لتنفيذ هجوم ناجع، مع تأثير بعيد المدى، على المنشآت النووية الامريكية. وعليه، فان الخلاف بين اسرائيل والولايات المتحدة سيبقى أيضا بعد خطاب اوباما في المؤتمر الديمقراطي. وفضلا عن ذلك، فان الرئيس الامريكي لا يعتزم اضاعة دقائق البث الاغلى التي لديه – بث حي من الشاطيء الى الشاطيء، أمام أكثر من 50 مليون مشاهد – على موضوع اقل إثارة لاهتمام جمهور الناخبين. فالانشغال باسرائيل وايران لا يمكنه أن يحتل مكانا محترما ومفصلا في خطابه. اوباما سيصل الى شيء ما لطيف قد يسمح لنتنياهو التمسك به ليعرضه كتغيير هام في الموقف تعبر عنه الولايات المتحدة علنا. وربما، الى جانب تكرار الالتزام الامريكي بامن اسرائيل ومعارضتها القاطعة لتحول ايران الى قوة عظمى نووية، فان الرئيس سيقول ايضا ان الولايات المتحدة لن تمتنع عن استخدام القوة. ولعله حتى سيذكر الخيار العسكري بالكلمات الصريحة.  ولكن هل سيكون في هذا تحول في الموقف الامريكي؟ هل سيطرحون على الايرانيين، علنا، خطوطا حمراء محددة؟ الجواب هو لا.