خبر : صهيونية فلسطينية / بقلم: نير حسون / هآرتس 4/9/2012

الثلاثاء 04 سبتمبر 2012 08:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
صهيونية فلسطينية / بقلم: نير حسون / هآرتس 4/9/2012



 دخل مستوطنون من ممثلي ارفين موسكوفيتش أمس غرفة في بيت عائلة حمد الله في رأس العمود في شرقي القدس، ويتمتع رُسل موسكوفيتش كما هي الحال في الحالات الاخرى بميزة ليست لسكان القدس العرب وهي ان يستردوا أملاكا تُركت في 1948. ان الغرفة ومساحتها 15 مترا مربعا تضيف لبنة صغيرة الى نظرية "عدم العكس" التي تستولي على الخطاب. وأساس النظرية هو انه لم يعد ممكنا ان يُبحث في جدية تقاسم البلاد واخلاء المستوطنات لأن قرارات الحكومة والجمود السياسي ونشاط المستوطنين بتت الامر لمصلحة حل دولة واحدة – ثنائية القومية. ولم يُحسم بعد فقط طابع الدولة، بين الفصل العنصري والاتحاد الفيدرالي.             ان من شاء ان يرى ما هو "عدم العكس" يحسن ان يأتي الى القدس. في الاسبوع الماضي نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرا صحفيا تناول طموح الشباب الفلسطينيين من شرقي القدس الذي أخذ يزداد الى تربية "اسرائيلية". فلم تعد تكفيهم شهادة الثانوية العامة الفلسطينية التي تسد أمامهم اماكن العمل ولا يريدون الوقوف في صف الانتظار في الحاجز في الطريق الى المؤسسات الاكاديمية الفلسطينية. فهم يفضلون شهادة الثانوية العامة الاسرائيلية (البغروت) والجامعة العبرية.             ان اغلاق السور والتمييز الواقع على المؤسسات الفلسطينية يدفعان الشباب نحو الغرب. ويضاف هذا الامر الى علامات اخرى لـ "الأسرلة" عند الجمهور الفلسطيني في شرقي القدس حيث أصبح يوجد انخفاض في خصب العائلة الفلسطينية، وزيادة في مشاركة النساء في القوة العاملة، وانتقال الى أحياء اسرائيلية وشيء آخر لا يقل أهمية وهو حضور أخذ يزداد في الفضاء "اليهودي" في القدس في: حديقة ساكر والمجمع التجاري في المالحة وشارع يافا وغيرها.             وتُبين استطلاعات الرأي ايضا زيادة تزداد في رغبة الفلسطينيين في ان تكون القدس تحت حكم اسرائيلي. وينبغي ان نقول في فضل بلدية القدس تحت حكم نير بركات ان استطلاعات الرأي تُبين ايضا زيادة في الرضى عن خدمات البلدية في شرقي القدس. ويبدو ان الهجمات العنيفة والعنصرية ايضا مثل عمل التنكيل قبل اسبوعين ورمي الفلسطينيين بالحجارة في السبت الماضي في حي شعفاط لا تقهر المسير الذي يشجع التقارب بين فئتي السكان في المدينة.             توجد عدة تفسيرات للسلوك الفلسطيني، يقول أحدها ان الحديث عن مسار "أسرلة" واندماج يشبه ما جرى على عرب اسرائيل منذ خمسينيات القرن الماضي. ويقول توجه آخر ان الحديث عن تدبيرات حفظ بقاء وسلوك هو نتاج اهمال سياسي للجيل الشاب الذي يبحث لنفسه فقط عن طريقة للعيش في كرامة تحت الاحتلال. وتتحدث نظرية ثالثة عن نشوء هوية فلسطينية جديدة تختلف عن هوية الضفة الغربية وغزة وعرب اسرائيل.             اذا كانت نظرية "الأسرلة" صحيحة حقا فان المرحلة المطلوبة القادمة هي دخول فلسطينيي القدس الى السياسة المحلية. فقد اختار الفلسطينيون الى اليوم إظهار هويتهم المخالفة بعدم المشاركة في الانتخابات البلدية. وعدم تمثيلهم قد سهّل تمييزهم بمخصصات بلدية وحكومية. ومنذ عدة سنين يقول ممثلون عن الجمهور الفلسطيني انه قد حان الوقت لكسر الحظر على الانتخابات وللمشاركة فيها. فاذا وُجد مثل هذا القرار واستجاب الجمهور الفلسطيني الى الدعوة فسيكون ذلك قفزة ضخمة نحو الدولة الثنائية القومية.             تستطيع قائمة فلسطينية موحدة (اذا وُجدت) بحسب نسبتهم من السكان ان تنال ما بين 10 الى 13 مقعدا من بين 31 مقعدا من مقاعد المجلس البلدي. وهناك من يؤمنون ايضا بوجود سيناريو ضعيف يقول انه اذا استمر المعسكر اليهودي في الفصل بين العلمانيين والحريديين ونجح الفلسطينيون في الحفاظ على الوحدة فسيكون رئيس البلدية القادم لعاصمة اسرائيل فلسطينيا من شرقي المدينة. وآنئذ سيتم بصورة ساخرة نصر موسكوفيتش وناسه. ان بيت عائلة حمد الله لن يُقسم مرة اخرى سواء أكان ذلك حسنا أم سيئا وكذلك القدس وكذلك ارض اسرائيل كلها ايضا.