خبر : آيات الله الاسرائيليون/بقلم: أوري مسغاف/هآرتس 29/8/2012

الخميس 30 أغسطس 2012 03:03 ص / بتوقيت القدس +2GMT
آيات الله الاسرائيليون/بقلم: أوري مسغاف/هآرتس 29/8/2012



 انطلق التوجيه الامني العاجل من قبل رئيس الوزراء سرا. ومن الطبيعي ان حافظ جميع المشاركين على ضباب معركة في مراحل الاعداد والتنفيذ. فالحديث قبل كل شيء عن قدس الأقداس الاستراتيجي للدولة. وبعد ان أُتمت المهمة فقط أُعلنت. وما أُبلغته الشخصية الموجهة في الغرف المغلقة بقي بالطبع تحت تعتيم وإن كان كُشف عن هوية الموجَّه. ومن المنطقي ان نفترض ان المسؤولين الكبيرين لم يبحثا فقط في القضايا الامنية المصيرية الملحة بل الآثار الجغرافية السياسية للقضية. واستوعب الموجَّه عظم الساعة وكانت الثمرات في الميدان فورية. دعا الحاخام عوفاديا يوسف في موعظة السبت الاخير، وهو عالم جيدا بـ "مجال الحصانة" الذي أخذ يضيق، دعا الى عملية هجومية في مطلع السنة. وقد بيّن أنهم حينما يباركون التمر في طبق العيد يجب ان يدعوا الى ابادة ايران. واذا لم يكن هذا كافيا فيوجد صنف آخر يفترض ان يؤكد تناوله ان يُمحى الايرانيون كافة عن وجه البسيطة ("أهو خيار الضربة الثانية؟"). وقد استطاع فخامة الحاخام ان يوسع التصور الهجومي الاسرائيلي. فهو يرى انه ينبغي عدم الاكتفاء بعد الآن بخطاب آلات الطرد المركزي وإسفاف جراحي هو تثبيط المنشآت الذرية بل يجب ببساطة محو 70 مليون ايراني ويكون ذلك تخليصا لاسرائيل. ليست المشكلة الحقيقة وجود بابا يهودي ملتف بعباءة يضع على رأسه عمامة، يكفر على الدوام بسلطة جهازي القضاء والتربية الاسرائيليين. ان رجال الدين الاصوليين لهم حب معروف لأقوال بلا مسؤولية وملابس غريبة. ولا تتلخص المشكلة ايضا في وجود حزب كبير يخضع لسلطة ذلك المحرض الطاعن في السن، وهو عضو دائم في حكومات اسرائيل. ان الحركات الدينية تُكثر ان تبني لها قواعد قوة انتخابية وتطلب لنفسها تمثيلا سياسيا مناسبا. ان الشيء غير المحتمل هو التعزيز الذي لا ينقطع لهذا السيرك الظلامي على أيدي الاحزاب الحاكمة العلمانية. والزحف المستكين للصهيونية نحو مراكز ما بعد الصهيونية. وتقديس الطُفيلية والسلبية اليهودية على يد مؤسسة اسرائيلية يفترض ان تمثل العمل والانتاج. يوجد قدر كبير من السخرية في ارسال العميد (احتياط) يعقوب عميدرور "ليوجه" الحاخام يوسف. ليست هذه فقط بصقة في وجوه مواطني اسرائيل الذين يعارض أكثرهم الهجوم مثل كبار مسؤولي جهاز الامن، بل هي فساد قيم ايضا. لم يتم اختيار عميدرور لهذه المهمة بسبب ماضيه إذ كان ضابط استخبارات رفيع المستوى، ولا بفضل منصبه الحالي باعتباره رئيس مجلس الامن القومي؛ ونشك كثيرا ان يكون الهمس في أذن بابا يهودي متضمنا في تعريفات منصبه. تم اختيار عميدرور لأن له قبعة دينية كبيرة ولحية كبيرة، فهو يستطيع ان يُحدث الحاخام بـ "نفس اللغة". لكن ما هي هذه اللغة في الحقيقة؟ أقد تكون لغة عامل الدولة اليكيم ليفانون، الحاخام الاقليمي للسامرة، وحاخام مستوطنة ألون موريه، ورئيس معهد برخات يوسف ووالد المحاكم الحاخامية في السامرة؟ أهو ليفانون نفسه الذي أعلن في الماضي انه يفضل ان تُطلق النار عليه على ان يسمع غناء النساء؟ أهو الذي قضى انه "ستكون هنا في نهاية الامر دولة شريعة يهودية"؟ أهو الذي هدد هذا الاسبوع بأن يد بنيامين نتنياهو ستُقطع اذا أمر باخلاء ميغرون ثم بيّن أنه قصد فقط حكما من السماء يصيب كل من يؤدي دورا عاما في الانسحاب من غزة؟ أتوجد الى الآن ديمقراطية في العالم تُلح على تمويل ومكافأة القوى التي تسعى على الدوام في ضعضعة وجودها الديمقراطي، باجراء أهوج يؤسس أمام أعين الجميع لنظام آيات الله الاسرائيلي؟.