لندن وكالات العامل الاسلامي المتطرف يعقد من وضع الانتفاضة السورية، وفي طرابلس اللبنانية تحكمها الفصائل المسلحة حيث تزداد المخاوف من انتقال عدوى الحرب الطائفية الى لبنان، التي تشير عملية الاختطافات المتكررة بين الطوائف الى بلد يقف على قنبلة كبرى.وفي وقت يدفع فيه الجيش السوري بقواته في احياء وريف دمشق، ويزيد من ضرباته في حلب يرتفع عدد الضحايا وتتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات حول المقابر الجماعية وكل هذه لم يوقف الحرب.قطعوا رأسه امام الاطفال والنساءوفي سياق تعقيدات الثورة والعامل المتشدد فيها اشارت صحيفة ’لوس انجليس تايمز’ الامريكية الى ممارسات جبهة النصرة التي يعتقد انها مرتبطة فكريا بتنظيم القاعدة مشيرة الى حادثة تم فيها القاء القبض على رجل قال افرادها انه من شبيحة النظام حيث قطعوا رأسه حالا وبدون محاكمة ولم يمنعهم وجود اطفال ونساء عن العدول عن فعلهم وعلى الرغم من مناشدة مقاتلين اخرين من الجيش الحر كانوا متواجدين، فهم وان وافقوا على قتله الا انهم اعترضوا على قتله علنا ورمي جثته في الشارع، ونقلت عن مقاتل قوله انهم لا يطلقون الرصاص على من يشتبه انهم من شبيحة النظام بل ’يذبحونهم’، واضاف المقاتل الذي يطلق عليه ’حلاق الثورة’ بسبب عمله السابق ان ما قاموا به ليس اخلاقا اسلامية.وترى الصحيفة ان وجود قوة جبهة النصرة المكونة بشكل كبير من مقاتلين سوريين وعدد من المقاتلين الاجانب يهدد الانتفاضة التي مضى عليها اكثر من 18 شهرا، وتعتقد انه في ظل مواصلة الجيش دكه للاحياء في حلب ورفض المجتمع الدولي تسليح المعارضة فهناك فرص كبيرة لان تقوم القاعدة بملء الفراغ بسبب قلة سلاح المقاتلين. ويعبر عدد كبير من المقاتلين عن ترحيبهم بأي دعم ايا كانت طبيعته حتى من تنظيمات موالية للقاعدة طالما ساعدتهم في التخلص من الاسد، ومع ذلك فهم يرحبون بدعمهم العسكري ولكنهم لا يوافقون على اساليبهم الوحشية. ويرى محللون ان الساحة السورية تعتبر الان ساحة جذب للمقاتلين من القاعدة، ولكنهم يقللون من حجمهم حيث لا يزالون قوة صغيرة ضمن المعارضة المسلحة التي تقاتل للتخلص من نظام الاسد، والخوف كما يقول اندرو تابلر الباحث في مركز واشنطن لدراسات الشرق الادنى هو امكانية زيادة حجمهم في المستقبل كلما طال امد الحرب.علم الرسول هو علمناويعتقد مقاتلون ان وجود مقاتلي جبهة النصرة متعلق بشكل كبير بالقتال لرفع الظلم وانهاء نظام ديكتاتوري وانهم مهتمون بتحقيق هذا الهدف ولا خطط لهم بعد انهيار النظام. ويقول مقاتل من كتيبة التوحيد التي تجمع كل الفصائل الاسلامية في مدينة حلب ان كل مقاتلي الجبهة هم من السوريين وان عدد الجهاديين الاجانب يعد على اصابع اليد. ومنذ اشهر والتقارير تتحدث عن اختراق القاعدة للصراع حيث اشارت الى تعاون بين مقاتليها والجيش الحر في ادلب، وقيام الجهاديين بالسيطرة على معابر حدودية وتقديرات استخباراتية امريكية عن مسؤولية التنظيمات هذه عن تفجيرات في حلب ودمشق، كما ان ارتفاع علم القاعدة الاسود على مبان وسيارات نقل للمقاتلين ملمح اخر لبروز دور التنظيم.ولا يرى مقاتلون اي غضاضة برفع العلم حيث يقولون انه علم الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يملكه احد وانهم اي المقاتلين يرفعونه مع ان شعار الثورة هو شعار الثورة السورية ضد الفرنسيين. ويقول مقاتل ان افراد جبهة النصرة ليسوا متطرفين ويدخنون كما يدخن الاخرون، ولم يصوموا اثناء رمضان حيث اخذوا بالرخصة. وعلى الرغم من هذا الحديث الا ان شابا اشتكى من عناصر الجبهة الذين طالبوه بخلع قميصه لان عليه صورة بشر. ويرى مقاتلون ان مهمة الحكومة هي ان تراقب التصرفات والاخلاقيات لا المقاتلين، وفي النهاية يقول ناشطون انهم ليسوا قلقين من امكانية قيام دولة اسلامية لان السوريين يفهمون الاسلام بشكل مختلف، وبحسب ناشطة مسيحية في حلب ففي النهاية سيختار السوريون من يطعمهم ويعطيهم الكرامة لا من يهتف الله اكبر. ويقول حلاق الثورة ان الجهاديين لن يكون لهم دور في مرحلة ما بعد الثورة حيث سيتركون سورية بحثا عن ساحة جهادية اخرى.نريد حكومة جديدةلكن وجود الجهاديين لا يعقد فقط الحرب في سورية، بل الانتفاضة السورية نفسها بدأت تؤثر على لبنان المعقد طائفيا مثل سورية، فقد تحولت مدينة طرابلس في شمال لبنان الى ساحة صراع بين المقاتلين السنة والعلويين، وترى صحيفة ’اوبزيرفر’ ان المدينة تحولت الى محور حرب حيث يواجه المقاتلون بعضهم بالقنابل اليدوية. ويشير مراسل الصحيفة الى ان شارع سورية اصبح مركز المواجهة حيث التقى الشيخ بلال المصري الذي يقود مجموعة من المقاتلين في الشارع والذي اعتذر للصحافيين لانه اخذهم من طريق مختلف لان وجهه معروف كما يقول. والشيخ بلال هو واحد من عدد من قادة فصائل في حي التبانة الفقير والذي تنتشر فيه الجريمة في الاوقات العادية، حيث يواجه مقاتلو الفصائل مقاتلين علويين في جبل محسن. وحتى الآن قتل بسبب المواجهات 17 شخصا وجرح اخرون معظمهم من المدنيين حيث حاول المسؤولون السياسيون التوصل الى وقف اطلاق النار واستمراره لكن الشيخ بلال يقول ان وقف اطلاق النار مرهون بدخول الجيش اللبناني للمنطقة الاخرى ووقف القناصة وان لم يفعل فسيقوم هو وجنوده بالمهمة انفسهم.ويشير المصري الى ان القناصة بالمرصاد يطلقون النار على اي شخص يعرفونه. ويضيف ان القتال سيستمر طالما لم تتغير الحكومة في بيروت حيث يقول ’نريد حكومة جديدة بدلا من عصابة المجرمين السوريين الذين يقودوننا الان’ و’حتى يحدث هذا فالقتال لن يتوقف’.عدنا للحديث عن سني وشيعيوفي تقرير اخر كتبه مراسل الصحيفة مارتن شلوف تحت عنوان ’لبنان يخشى عاصفة، حيث تفتح الانقسامات التي قادت للحرب الاهلية مرة اخرى’. ومع ان المسؤولين يقولون انهم لا يخشون من عودة الايام المظلمة حيث اشار الى ما قاله الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ’عشناها ولا احد يريدها مرة اخرى’ مؤكدا ان الازمة في سورية اندلعت لاسباب مختلفة. ومع كل هذا يقول التقرير ان هناك احساسا في بيروت وطرابلس ان التصدعات التي دفعت باتجاه الحرب الاهلية عام 1975 هي التي تحرك الازمة الحالية. ونقل مراسلها عن احد سكان الحمرا في بيروت قوله ان الناس يتحدثون علن ’السنة والشيعة مرة اخرى’، وعلى الرغم من اهتمام اللبنانيين بهوية الشخص ومن اين جاء الا ان ما يحدث الآن له معان مختلفة.ويبدو الوضع اوضح في طرابلس حيث تفجر الوضع منذ ايار (مايو) وكلما خف عاد واشتعل، وكل شهر يمر تزيد معه الكراهية بين السنة والعلويين. ويقول التقرير ان طرابلس اصبحت ميكروسوما صغيرا لما يحدث في سورية، وصورة مصغرة عن حمص السورية التي تقع شرقها وتتصل معها بصلات النسب والقرابة، ففي حمص تقف الخلافات الطائفية وراء المواجهات اضافة الى ظروف تاريخية وتركيبة المجتمع.ومن هنا فقدر طرابلس ان تظل مرتبطة بالاحداث في سورية نظرا لموقعها الجغرافي وتركيبتها السكانية. ومع انه بامكان القادة في لبنان التدخل وحل المشكلة الا ان سياسة الدولة الرسمية هي ابعاد نفسها عن المشاكل في سورية حسب مسؤول طائفة في لبنان، ولكن هذا الموقف ’ما هو الا عباءة، فكل شخص متورط بالطريقة اللبنانية القديمة، ويجب ان لا ننسى النظام السوري خرج جسديا من لبنان ـ بعد مقتل الحريري عام 2005 ـ لكن السوريين لم يخرجوا ابدا’.ويشير التقرير الى اعتقال الوزير السابق ميشيل سماحة الذي قال الامن اللبناني انه كان يحمل متفجرات من سورية لاحداث الشغب في طرابلس، حيث اعتبر التقرير اعتقال سماحة خطوة غير عادية من قوات الامن اللبناني التي لم تكن قادرة او مستعدة لتأكيد استقلاليتها عن اللاعبين الرئيسيين في لبنان والمرتبطة بطريقة او باخرى مع النظام السوري ان دعما او معارضة.ويشير زعيم الطائفة الى اعتقال سماحة وموقف كتلة الثامن من اذار ـ حزب الله وشركائه - الوقوف امام هذا الاستفزاز والقاء اللوم على القاعدة مشيرا الى ان قضية سماحة هي فحص لهذا الموقف خاصة ان الادلة واضحة ولا يمكن للتيار الدفاع عنه.ويأمل سكان بيروت وطرابلس باحتواء الازمة ودفع اشباح الحرب الاهلية وان لم يحدث فلبنان سيكون المحطة الاولى للعاصفة التي ستضرب المنطقة كلها.واشار التقرير الى المواجهة الدائرة في لبنان بين الجيش الحر وعائلات شيعية، حيث اختطف الجيش الحر 11 لبنانيا كانوا في طريقهم من ايران الى لبنان بعد زيارة دينية، اضافة الى فعل قامت به عائلة مقداد حيث اختطفت حوالي اربعين سوريا ورجل اعمال تركيا في الثالث عشر من الشهر الحالي، وذلك انتقاما لابن العشيرة حسن مقداد الذي اظهره الجيش الحر في فيديو وهو مدمى الوجه ويعترف انه جزء من فرقة لحزب الله ارسلها للدفاع عن النظام السوري. وايا كان فالحرب الاهلية بدأت بعمليات اختطاف قبل ان يشتعل لبنان، وفي هذه المرة لا يريد اللبنانيون العودة للايام الحالكة فهل يقفون امام العاصفة؟مفاجاة النظامعلى الجانب الاخر من المعركة يكتب روبرت فيسك مراسل اندبندنت في عددها يوم الاحد ’اندبندنت اون صندي’ مقالا تحت عنوان ’الحقيقة الدموية عن الحرب الاهلية السورية’ حيث جاء فيه ان من يحاولون الاطاحة بنظام الاسد فاجأوا النظام بقوتهم النارية واساليبهم الشرسة. ويقول فيسك ان وزير الاعلام عمران الزعبي، تحدث الى الصحافيين في دمشق متسائلا عن وجودهم في العاصمة قائلا ’يجب ان تكونوا في رفقة القوات المسلحة’، وبعدها تغيرت الصورة في التلفاز الرسمي من صورة الاسد المتعب وهو يقبل الاطفال الى ارتال من القوات وهي تقاتل في شارع بغداد، حيث قال احدهم لفيسك لقد طهرنا هذا الشارع، و’الان سنقوم بملاحقة بقية اولاد الحرام’. ويقول ان المعركة في دمشق تقاتل فيها الفرقة سيئة السمعة - الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس، ووصف خبير سوري مطلع على الجيش ان المعركة هي ’ذبح ومذبحة’ و’جثث كثيرة منتفخة، ويمكنك مع ذلك ان تتعرف على ان بعضهم ليسوا سوريين، فهناك مصريون واردنيون وسوادنيون واتراك’ وقال ان الخبير احصى 70 جثة في موقع منهم42 مقاتلا غير سوري، وقال ان الجيش الحر خسر 20 مقاتلا ، واكد على فكرة المقاتلين الاجانب مشيرا الى ان الجيش لا يحب اطلاق النار على اخوانهم السوريين فهم ’يشعرون بالراحة حالة اعتقادهم انهم يطلقون النار على مقاتلين اجانب’.ويعلق فيسك ان احصائيات القتلى هي دائما موضع خلاف بين الاطراف المتقاتلة، وان كل طرف عادة ما يضخم عدد شهدائه وعندما تنتهي الحرب فان العدد الحقيقي للقتلى من المدنيين سيظل مجهولا وحتى هويات القتلى لن يتم التعرف عليها. ويقول انه خلال اسبوع مع الجنرالات والجنود في حلب لم يعثر الا على ضابط واحد اعترف بشكل جزئي بوجود الشبيحة، حيث قال ان ’الشبيحة ليسوا موجودين،انهم من صنع الخيال، وهناك مدافعون على القرى’، ويقول ان نفس الوضع حدث في الجزائر اثناء الحرب الاهلية حيث اطلقت الحكومة هناك على معارضيها بانهم مقاتلون اجانب. والآن نفس الشيء يحدث في سورية حيث تقول الحكومة انها تقاتل جماعات اجنبية بدون ان تفرق بين مقاتلي كتيبة الوحدة ولا الاخوان المسلمين او السلفيين ولا حتى الجيش الحر.