خبر : من يسيطر هنا؟سيرك بسياهو/بقلم: جلعاد شارون/يديعوت 26/8/2012

الأحد 26 أغسطس 2012 01:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
من يسيطر هنا؟سيرك بسياهو/بقلم: جلعاد شارون/يديعوت 26/8/2012



 ذات يوم، قبل سنوات، اطلعت أنا وأمي كتاب كتاب أطفال كتبه ورسمه جون لينون. وكانت رسوماته خاصة وأصيلة، وكان فيها نهج حديث وجديد. "العبقري" قالت أمي، "هو عبقري. في الموسيقى، في الرسم، لا يهم".  في الاسبوع الماضي بعث وزير خارجيتنا برسائل الى الامين العام للامم المتحدة، وزراء الخارجية في العالم، وفي الواقع لكل العالم وزوجته. ودعاهم فيها الى تنحية رئيس السلطة الفلسطينية. رئيس الوزراء سارع الى التنكر من وزير خارجيته. هذه ليست المرة الاولى التي يحصل فيها هذا. "الخرقة البالية"، فكرت في إعادة لصياغة أقوال امي "هو خرقة. في كل شيء، لا يهم".  ماذا يعني أن يعلن وزير خارجيتم لكل العالم عن سياسة معاكسة لسياستك؟ كيف يفترض بأحد ما في العالم (أو في البلاد) أن يأخذك على محمل الجد؟ ماذا يساوي رئيس وزراء لا يسيطر على حكومته، وزراؤه يستخفون به، يتوجهون الى العالم من فوق رأسه ويعلنون عن سياسة مستقلة؟ موقف من سيشرح سفراؤنا في العالم؟ موقف رئيس الوزراء أم موقف وزير الخارجية؟  لا بد أن رئيس الوزراء يفكر بينه وبين نفسه – "ما الذي يمكننه عمله؟ بدون ليبرمان لا حكومة لي. من الافضل أن أحتمل هذه الاهانة". وهذا يجسد المشكلة جيدا. في نظر نتنياهو الاهم من كل شيء هو الالتصاق بالكرسي، في كل الظروف، تحت كل إهانة، المهم أن يكون لك مكتب. في حالته المشكلة هي في الرجل وليس في طريقة الحكم. كان يمكنه منذ البداية ان يشكل ائتلافا مختلفة. كان يمكنه أن يجيز قانون تجنيد متساوٍ ويبقي على ائتلاف واسع. ولكن لا، هو يريد أن يبقى متعلقا بشاس وبليبرمان. كم ضعيفا ينبغي للمرء أن يكون كي يصل الى وضع يختار فيه بارادته الحرة ان يكون محجوزا في الاسفل بربطة قوية من قبل ايلي يشاي وافيغدور ليبرمان معا.  نتنياهو لا يفهم بانه توجد أوضاع لا يكون فيها ممكنا المرور عنها مرور الكرام. والا فان هذا سيبدو كالسيرك، بل وليس في منصب مدير السيرك. اذا كنت لا تستطيع أن تملي السياسة المعلنة لحكومتك – فلماذا أنت رئيس وزراء؟ افضل لك أن تحل المصلحة.  لو كان الوزراء في الحكومة يعرفون بان لديه خطوطا حمراء، وان هناك أمورا لا يقبلها ومستعد هو أن يفجر كل شيء عليها، ومن ناحيته فلينقلب العالم – فانه سيسير حتى النهاية، حتى الى البيت، فانهم ما كانوا ليتجرأوا على التصرف هكذا. كانوا سيكنون له الاحترام. وفي العالم ايضا كانوا سيأخذوه على محمل أكبر من الجد، بل وربما كانوا سيصدقونه.  وفي واقع الامر لو كان لديه احترام ذاتي قليلا، فلعل ايضا امكانية الذهاب الى البيت ما كانت على هذا السوء والتهديد. الحقيقة الحيوانية متينة: بس في البيت لا يصبح أسدا في العمل.