خبر : يا بيبي عُد الى ميدان صهيون بقلم: يوئيل ماركوس هآرتس -24/8/2012

الجمعة 24 أغسطس 2012 10:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
يا بيبي عُد الى ميدان صهيون  بقلم: يوئيل ماركوس  هآرتس -24/8/2012



 لم يذهب بيبي لزيارة الشاب العربي، ضحية التنكيل المزعزع من مجموعة شباب يهود في القدس. فقد خشي ألا يمنحه هذا التفضل الانساني شعبية بين مؤيديه القريبين. وينبغي ان نفترض انه لو كان الضحية يهوديا لزاره في المستشفى منذ زمن والتقطت له صورة قربه. لكن يجب عليه ايضا بغير هذه الزيارة ان يستنتج استنتاجات مما حدث وان يعمل.             عليه ان يمضي الى ميدان صهيون، وان يصعد الى الشرفة التي يعرفها جيدا وان يأتي معه برؤساء الاحزاب وبالحاخامين الرؤساء وبرئيس "يد واسم" وان يعلن بأن العنصرية العنيفة ارهاب خطر. وان يعلن بأن كل من أضر به هذا العنف سيعتبر متضررا من الارهاب. وان يعلن بأن منفذي التنكيل اليهود هم بالضبط كالارهابيين العرب الذين لا يُفرقون بين يهودي ويهودي. فالجميع أغراض للمس بهم وكل من يمس بعربي لأنه عربي فقط ارهابي وعنصري.             لماذا يجب على بيبي ان يفعل ذلك؟ لأنه لشدة اشتغاله بايران يُهمل الجبهة الداخلية لا تلك التي نقلها فلنائي الى ديختر بل المجتمع الاسرائيلي، فهو في خطر. وليست الملاجيء هي التي ستساعد في ذلك بل علاج الداء، بأخذ كل هؤلاء الفتيان الذين يأخذونهم للتنزه في الخليل والاتيان بهم الى "يد واسم" ليفهموا خطر العنصرية، وكيف تبدأ وكيف تنتهي.             ينبغي توسيع دروس المدنيات في المدارس بدل اقالة المسؤولين عن هذا المجال. يرسل بيبي رسلا الى الحاخام عوفاديا لاحراز أكثرية للهجوم على ايران. أفلم يكن أفضل من ذلك ان يقنعه ويقنع ذوي تأثير بالحديث الى مؤمنيهم الشباب عن معارضة العنصرية بل بالتهديد بالاقصاء والطرد لمن يساعد على العنف؟.             نحن نشهد إفلاس مجتمعنا، وإضرارا بكل شيء يفترض ان ترمز الدولة اليه. وليس الحديث الآن عن شباب هامشيين ولا عن عنف يطغى في النوادي الليلية التي تُصب فيها الفودكا كالماء، وتُستل السكين في طرفة عين ويُسفك الدم بين اليهود واليهود.             ان الحديث هنا عن فتيان يوحى اليهم بكراهية العرب من أعلى. وتوجد فروق بين المتدينين وغير المتدينين لكن الكراهية هي نفس الكراهية. ونحن نرى بالنظر الى الوراء مراحل التدهور. في المظاهرات التي تنشأ هنا وهناك نلقى لافتة "الموت للعرب" أو "شارة ثمن". وحينما يُسأل هؤلاء لماذا يتظاهرون نجد دائما الاحتجاج الساذج وهو ان الحديث عن عرب. كان ذلك مرة لأن خمس درزيات أُدرجن ليكُن ممتحنات في امتحان تقويم عام في بات يام، وكان مرة بسبب حارس غير يهودي عُين في موقف للسيارات. ويكفي ان نرى ما يحدث في ملعب تيدي في القدس كي نفهم ما الذي يجري على الجمهور الاسرائيلي ونضرب "أبناء سخنين" مثلا على ذلك.             كتب واحد حكيم من كُتاب الاعمدة الصحفية انه لو نُفذ تنكيل في يهودي في القدس لثارت البلاد. ما الجديد بربك؟ وأضاف: "لا يحدث هذا في القدس فقط بل في ستوكهولم واوسلو ايضا". وهذا يُهديء النفوس حقا. انهم في فرنسا يأكلون لحم الخيل، فلا يعني هذا ان نأكل نحن ايضا هذا الطعام.             تُذاع في هذه الايام في قناة "ناشيونال جيوغرافيك" فصول وثائقية عن الايام الاولى لتولي هتلر الحكم وكيف شق طريقه مُعلما اليهود كغرض. وقد عانت المانيا في تلك الفترة ازمة اقتصادية وتضخما ماليا شديدين. وتُظهر الصور التي تثير القشعريرة كيف وجهت الكراهية على اليهود بعنف لا يمكن تصوره.             يتذكر كثير منا مطر الشتائم الذي نال البروفيسور ليفوفيتش حينما تحدث عن "اليهود النازيين". وحينما نرى أو نقرأ عن العنف من هذا النوع الذي كان في القدس، يتسلل الينا الخوف من ان هذا الاستاذ الذي يكرهه كثيرون ربما كان على حق. ان ما يحدث يناقض في الحقيقة تصورنا ووجودنا باعتبارنا يهودا. لكن تعبيرات عنصرية من النوع الذي كان في القدس قد تخرج عن السيطرة.             لو كان خطر ببالي ان الموضوع قد استُنفد ولا يجب الكتابة فيه مرة اخرى لتراجعت عن ذلك. كل ما استطيع ان أكتبه وأتحدث فيه واؤثر به يجب ان ينشيء صراخا عاليا لوقف الجنون في الداخل.