خبر : نريد كلبا مربوطا ومروضا/بقلم: عوفر شيلح/معاريف 23/8/2012

الخميس 23 أغسطس 2012 01:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
نريد كلبا مربوطا ومروضا/بقلم: عوفر شيلح/معاريف  23/8/2012



أنا بالطبع لا أتظاهر بالموضوعية عند الحديث عن  القناة 10. فقد كانت بيتي التلفزيوني على مدى ست سنوات، تمتعت فيها بحرية فعل وتعبير كاملة. كنت شريكا في برنامج، "الجمعة" و "المصدر"، اللذين تحتاج القناة التلفزيونية التي تكافح في سبيل وجودها وتتردد على أبواب السلطة الى ايمان حقيقي كي تبقي عليهما. ولكن ليس بسبب ذكرياتي الطيبة ينبغي الحرص على ان تواصل القناة 10 الوجود: هذا يجب أن يحصل للسبب البسيط الذي يجعل، في الواقع الاقتصادي – الاعلامي في اسرائيل، اذا ما اغلقت قناة اعلامية فانه  لن يكون لها بديل. فهذا ليس لانه يقلق أحدا على نحو خاص، اذا ما حاكمنا الامور حسب انعدام الرد الجماهيري على التطورات الاخيرة. ففي الشهر الذي اقيل فيه عدد غير مسبوق من الاشخاص فاني لا اتوقع ان يخرج احد ما الى الشوارع بالذات بسبب قناة تلفزيونية، ولكن النتيجة هي ان السلطة لا تشعر بأي تهديد كنتيجة لانها تقود الاعلام التجاري الى الضياع. وعندما لا تشعر السلطة باي تغيير، فانها تواصل الحالة كما يحلو لها.  وضع الاعلام الاسرائيلي ينبع من هرم من الاسباب، أسفله وأوسعه هو انهيار نماذج الاعلام المؤطرة في كل العالم. نموذج الدخل من الاعلانات في وسائل الاعلام الالكترونية والمكتوبة انهار تحت ظل التغييرات التكنولوجية، الاقتصادية والثقافية للعقود الاخيرة. احد لا يعرف كيف سيبدو النموذج الجديد. وهذا صحيح بالنسبة لـ "نيويورك تايمز" وهو صحيح بالنسبة لوسائل الاعلام في دولة صغيرة ومكتظة كاسرائيل. على هذا الوضع الاساس تراكمت نماذج استهلاك اسرائيلية مميزة تخلق احتكارات في كل مجالات الحياة، وكذا دخول عناصر خارجية، تسعى من خلال كميات مالية لا نهاية لها بالتعابير المحلية الى تغيير خريطة الاعلام في البلاد. وفوق كل شيء، تربض فوقه سلطة تريد الاعلام المؤطر في وضع دائم من الركوع، ينهار تحت الاجراءات الادارية المتعذرة والشروط الاقتصادي  غير المعقولة. كان ينبغي للقناة 10 أن تعيش من التغطية الاعلامية التي تحققها منذ اليوم. وهذا بالتأكيد صحيح للهيئة بقدر ما هو صحيح للشبكة. عمليا، هذه تخضع لرحمة لجنة الاقتصاد واعتبارات السلطة، وهذا بالضبط ما يريده السياسيون. هكذا يبقون على الكلب مربوطا ومروضا.  صحيح أن أرباب المال الذين يحوزون القنوات وقعوا على كتب الامتيازات بعقل صاف، والتعهدات يجب ان تنفذ. ولكن ها هو الواقع بتجسده: وسيلة اعلام تغلق لن يكون لها بديل. من يعتقد أنه بدلا من الاعلام الحالي الذي لا يعجبه – أصفر اكثر مما ينبغي، يساري أكثر مما ينبغي، مسكر بالاحساس بالقوة أكثر مما ينبغي، اختاروا أنتم – سيقوم اعلام جديد وآخر، يجب أن يعرف بان هذا ببساطة لن يحصل. لن يكون لكم لندن وكرشنبوم اكثر شعبية أو رفيق دروكر اقل لجاجة. ليس في اسرائيل شخص يكون مستعدا لان يخسر ما خسره حتى الان أصحاب اسهم القناة 10. هذا لا يعني أنه لم ترتكب اخطاء في الادارة، ولكن حتى لو كان يديرها عباقرة، فالحديث يدور عن استثمار لا يوجد أي انسان يمكن ان يقف اليوم خلفه، وسيحمل كل مستثمر الى ذات الوضع. اذا ما اعطيت المستثمر الجديد شروطا أفضل، فسيكون بوسع اصحاب التلفزيون التجاري اليوم الادعاء عن حق بانهم ظلموا. الحال هو أنه إما الادوات الاعلامية القائمة أو لا شيء. آه، نعم، هناك آناس يمكنهم أن يسمحوا لانفسهم بهذه المغامرة. باستثناء أنهم لا يعيشون في اسرائيل. هذا ما سيكون هنا في نهاية المطاف، اذا لم تتراجع السلطة عن طريقها السيء: سلطة بث عامة يتصرف فيها السياسيون كملك لهم، واعلام خاص بملكية اناس لا يعيشون هنا والاثار العامة لافعالهم لا تلمسهم على الاطلاق. اذا لم يكن هذا يقلقكم فيبدو أننا جميعنا نستحقه.