لازال كل أصحاب الضمائر الحية وشرفاء الأمة العربية والإسلامية وخاصة في فلسطين يستشعرون الصدمة الرهيبة والإجرامية التي وقعت ليلة أمس على الحدود الفلسطينية المصرية وقيام بعض المجرمين بارتكاب جريمتهم بحق عدد من ضباط وجنود الجيش المصري العظيم ، هذا الجيش الذي دفع من دمه من أجل فلسطين . ويجب الانتباه أنه لمعرفة الجهة التي تقف خلف هذه الجريمة يجب رؤية ما حدث من الزوايا التالية / - أن يقوم هؤلاء القتلة بارتكاب جريمتهم ضد جنود مصريين والاستيلاء على مركبتين عسكريتين والتوجه بهما نحو الحدود مع الكيان الإسرائيلي هي رسالة موجهة للنظام المصري أن أمن مصر مرتبط بأمن الكيان الإسرائيلي وأن أعداء مصر هم أعداء الكيان الإسرائيلي . - لابد من إعادة وتنشيط التنسيق الأمني الاستخباراتي المصري الإسرائيلي وعلى النظام الجديد في مصر تبني هذه السياسة . - وقف كل ما تعهد به الرئيس مرسي نحو قطاع غزة واستشعاره بالخطر الداهم عليه من غزة- في حال قيام الكيان الإسرائيلي بأي عدوان جديد على قطاع غزة فلن يكون هناك التعاطف المتوقع من النظام الجديد وتقليل رد الفعل للحد الأدنى وبالتالي انفراد الكيان الإسرائيلي بقطاع غزة خاصة وأن التهديدات تتصاعد في الآونة الأخيرة ضد قطاع غزة . - إيقاع القطيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني وهناك أبواق جاهزة للعب هذا الدور وهذه الحادثة تعطيهم المادة الدسمة لذلك . - على إثر هذه الجريمة سيطلب الكيان الإسرائيلي القيام بإجراءات أمنية خاصة لحماية الحدود ولن تكون معارضة فعلية من النظام المصري الجديد بحجة الدفاع عن النفس ومطاردة الإرهابيين . - العملية هي إرباك للرئيس المصري الجديد وأركان حكمه واختبار لمدى إلتزامه بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ تعههداته من أقوال الى أفعال . - أتوقع أن يتوجه وفد أمني إسرائيلي كبير للمشاركة في التحقيقات الجارية باعتبار أن المصيبة مشتركة حتى ولو لم يسقط أي إسرائيلي ، وقد يتطور الأمر للقاء مع مسئولين إسرائيليين على مستوى عال كنتيجة طبيعية للعملية . - حشر حكومة غزة وحركة حماس في زاوية ضيقة والضغط عليها لتحمل مسئوليتها الأمنية بحكم أنها الحاكمة لقطاع غزة ، وستدفعها العملية للقيام بخطوات قاسية لإثبات سيطرتها وقدرتها على حماية الحدود ، وهذا قد يكون بداية صدام إسلامي - إسلامي جديد وهي خطة موضوعة لزيادة الإرباك الفلسطيني .- العملية ستوحي وكأن هناك قوى متشددة قد أتمت بناءها الداخلي ومستعدة لإرباك المنطقة بشكل عام وقد ترتبط بمتغيرات لها علاقة بالأوضاع في سوريا أو إيران أو أجندات أخرى من كل ما سبق هل أصبح من الصعب تحديد الجهة التي خططت وسهلت لقيام هؤلاء بجريمتهم ، المستفيد الأكبر من العملية هو من خطط ورتب لتنفيذها ، فهل يتعامل الجميع بالحكمة والعقل دون المجازفة والتهور في مستقبل المنطقة ؟رحم الله شهداء مصر ورحم الله شهداء شعبنا ، واللعنة على أعداء الأمة .