رام الله/سما/قالت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات صفاء ناصر الدين، إن نسبة المحتوى الرقمي باللغة العربية على شبكة ’الانترنت’، شحيح بنسبة لا تتجاوز 1% إلى 1.5% من المحتوى العالمي، وهو ما يتطلب خطة واضحة للنهوض من هذا الوضع الصعب. وأضافت ناصر الدين، خلال ورشة عمل عقدت بمدينة رام الله بعنوان ’إثراء المحتوى الرقمي العربي’، إن إثراء المحتوى العربي على شبكة الانترنت والتي باتت بوابة المعرفة لشتى المجالات، أصبح حاجة وضرورة لا غنى عنها، وهو موضوع أدرج كأحد أهداف الإستراتيجية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في فلسطين، التي أعدتها وزارة الاتصالات للأعوام 2011-2013، لدعم خطة إقامة الدولة الفلسطينية وتعزيز وجودها على الشبكة العالمية. وتابعت ’لابد من أن تقوم المبادرات لصياغة المحتوى العربي والفلسطيني الذي يسخر تكنولوجيا المعلومات لخدمة القضية الفلسطينية بكافة جوانبها وتراثها وتاريخها، ووجود محتوى قوي ومناسب على ’الانترنت’ لتاريخ الشعب الفلسطيني ومنسجماً مع توجهاته وتطلعاته، يعتبر العنصر الرئيسي في تيسير النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات، شريطة أن يكون هذا المحتوى ملائما لكافة الأغراض، وجذابا وبلغة يفهمها الجميع’. ولفتت الوزيرة إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار إشكاليات صناعة المحتوى الرقمي العربي من حيث خصوصية اللغة العربية، وكتابة الحروف، والتشكيل، واتجاه الكتابة، وقلة مشاكل محركات البحث، مشيرة إلى عدم وجود انطولوجيا (علم الحاسوب وعلم المعلومات) عربية لتبادل سليم وفعّال للبيانات. من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ’بيكتي’ حسن القاسم إن ’موضوع المحتوى الرقمي يمثل إضافة إلى بعده العربي بعدا اقتصاديا، يمثل 400 مليون إنسانا يتكلمون العربية، وأضاف أن وجود هذا الكم الهائل يدفع إلى تطوير أنظمة وأدوات حتى نصبح قادرين على التواصل مع قطاعات مهمة’. وأوصى المجتمعون بضرورة تشكيل لجنة لمتابعة العمل على إثراء صناعة المحتوى الرقمي العربي في فلسطين، ودعم التشاركية بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية من جهة ومؤسسات القطاع الخاص المهتمة بالصناعة المعلوماتية وصناعة المحتوى من جهة أخرى، وإجراء مسح شامل لجميع مشاريع المعالجة الآلية للغة العربية الجارية داخل الوطن وخارجه وجمعها في قاعدة معطيات وتعزيز التواصل بين الجهات التي تقوم بتنفيذها منعا للتكرار والازدواجية ودعوة وزارات الإعلام (أو الجهات المعنية بالإعلام) في الدول العربية إلى تعميم استخدام الكلمات والمصطلحات العلمية التي وضعتها المؤسسات اللغوية وكليات المعلوماتية والمعاجم المصطلحية المتخصصة. وشددوا على أهمية توفير تدريب متقدم في مجال الترجمة للطواقم المختلفة للإطلاع على جديد الإصدارات والأبحاث والشروحات للدول المتقدمة لصياغة ودراسة هذه المواد وترجمتها إلى اللغة العربية وإثراء الشبكة العنكبوتية بالمحتوى العربي، وإصدار قوانين ولوائح وتشريعات لوضع المحتوى الرقمي على الانترنت، والبحث عن مبدعين في هذا المجال ودعمهم ماديا، وخلق توعية لاستخدام اللغة العربية، ومحاربة اللغة العربية المكتوبة بالأحرف الانجليزية والاهتمام بالترجمة.