القاهرة / سما / قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إن كبار عائلات البدو في سيناء قاموا بتخزين أسلحة مهربة من ليبيا استعدادا للرد على أي حملات اعتقال موسعة قد تنفذها الحكومة في أي وقت، وقد تحدث حاليا كرد فعل على أحداث رفح التي وقعت أمس. وأضافت الصحيفة إن خوف البدو من تكرار مشاهد اعتقالات 2004 و2006 الجماعية عقب تفجيرات طابا وشرم الشيخ هو السبب وراء هذا التحفز، مؤكدين أنهم "سيردون على الحكومة في حال رغبت في تنفيذ حملة اعتقالات موسعة". وأضافوا أن المتطرفين أقاموا معسكرات تدريب داخل سيناء وسبق أن نفّذوا هجمات أخف حدة بحق القوات الأمنية المتواجدة بالمنطقة. وكانت دورية تابعة للجيش المصري قرب معبر رفح الحدودي قد تعرضت لهجوم من مسلحين لقى على إثر ذلك 16 ضابطا وجنديا مصرعهم وأصيب ىخرون، في الوقت الذي اختطف فيه المهاجمون مدرعتين تابعتين للجيش انفجرت إحداهما أمام معبر كرم أبو سالم بينما استهدف الطيران الإسرائيلي الثانية. وترى الصحيفة الهجوم المسلح بشمال سيناء وصعود المد الإسلامي المتطرف عقب الانفلات الأمني في البلاد يشكلان تهديدا مباشرا للعلاقة المتوترة بين مصر وإسرائيل. وتابعت أن هدف الجماعات المسلحة المتواجدة بهذه المنطقة غير واضح حتى الآن، ولكن البعض يعتقد أنهم مدفوعون في تصرفاتهم تلك برغبة انتقامية من الشرطة فضلا عن تعاطفهم مع القضية الفلسطينية. وأكدت الصحيفة على لسانها أن إقصاء الرئيس السابق حسني مبارك من الحكم إبان ثورة 25 يناير العام الماضي تسبب في خروج المئات من الإسلاميين المتطرفين الذين احتجزتهم السلطات لسنوات طويلة بدون محاكمات، فضلا عن تدهور الأمن في المنطقة بأثرها منذ بداية الثورة وحتى الآن. أما صحيفة النيويورك تايمز فقد اعتبرت الحادث مجرد حلقة من سلسلة طويلة من العنف المتصاعد في سيناء التي -والكلام للصحيفة- تعرضت للإهمال طويلا من النظام وسقطت عنها قبضة النظام، وأن هروب القيادات الأمنية من مواقعها في أعقاب ثورة 25 يناير هو ما قادنا إلى الوضع الحالي. واختتمت الصحيفة كلامها بالتأكيد على أن الحادث هو أول كارثة أمنية حقيقية تواجه الرئيس المنتخب د.محمد مرسي لا سيما وأنها تضيف مزيدا من التوتر للعلاقات المصرية- الإسرائيلية. ومن المعروف أن السيطرة الأمنية المصرية على سيناء محدودة بحكم اتفاقية السلام الموقعة مع الجانب الإسرائيلي والتي تحدد عدد الجنود ونوعية العتاد المسموح لهما بالتواجد في هذه المنطقة.