خبر : مجلة ' ناشيونال إنترست': كيف يحافظ الربيع العربي على أمن إسرائيل؟

الأحد 05 أغسطس 2012 01:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
مجلة ' ناشيونال إنترست': كيف يحافظ الربيع العربي على أمن إسرائيل؟



واشنطن / وكالات / كتب مايكل كوبلو، وهو باحث في سياسات الشرق الأوسط في جامعة جورج تاون، مقالاً نشرته مجلة ناشيونال إنترست تحت عنوان «كيف يحافظ الربيع العربي على أمن إسرائيل»، استهله مشيراً إلى أن التركيز في المباحثات التي سيجريها المسؤولون الأميركيون مع القادة الإسرائيليين خلال الأيام القادمة سيكون على الملف الإيراني. حيث تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتجنب أي هجوم إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية. ولكن هناك سبب آخر يدفع المسؤولين الأميركيين إلى محاولة طمأنة القادة الإسرائيليين، وهو سبب يتعلق بالدول الجوار لإسرائيل. ويشير الكاتب إلى أنه قبل أن يسفر سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن موجة من الاحتجاجات والتغييرات في حكومات المنطقة، كانت إسرائيل محاطة بمجموعة دول غير صديقة ولكن مستقرة إلى حد كبير. إذ امتلكت إسرائيل معاهدات سلام مع كل من مصر والأردن بينما جمعتها علاقات باردة ولكن مستقرة مع كل من سوريا والسعودية. ومع ذلك، تهيمن على إسرائيل اليوم حالة من الذعر لدى النظر إلى دول المنطقة: حيث أصبحت مصر تمتلك رئيساً إخوانياً؛ وتزايدت حالة عدم الاستقرار في الأردن مع استمرار الاحتجاجات؛ بينما تخوض سوريا حرباً أهلية؛ وهدد الرئيس السوري بشار الأسد بإمطار الصواريخ على تل أبيب حال تدخل حلف شمال الأطلسي للإطاحة به؛ وحتى السعودية تعاني من احتجاجات في الجزء الشرقي من البلاد. وعلاوة على ذلك، يرى علماء السياسة أن الديمقراطيات الحديثة أكثر عرضة للدخول في حروب مع تخفي الأحزاب السياسية الجديدة وراء عباءة القومية في سبيل كسب المزيد من أصوات الناخبين. وفي ضوء كل ذلك، يعيش الإسرائيليون في حالة من القلق بشأن التهديدات الإستراتيجية الناشئة حديثاً على حدودهم. ويرى الكاتب أن السؤال هو هل توشك إسرائيل على دخول حقبة من عدم الاستقرار وتهديدات مستمرة من قبل الدول المجاورة، أم هل تنجح هذه الدول في الحفاظ على الوضع الراهن على الرغم من الاضطرابات التي تؤرق سياساتها الداخلية؟ ويقول الكاتب إن الخيار الثاني هو الأكثر ترجيحاً لعدد من الأسباب، أولها أن الدول المجاورة لإسرائيل لم تعد تمتلك القدرة على تشكيل تهديد حقيقي على إسرائيل بسبب مشكلاتهم الداخلية وعدم وجود قوة خارجية داعمة لهم. كما تعاني هذه الدول من صعوبات اقتصادية وصراعات سياسية داخلية تجعلهم يفتقرون إلى الأموال الكافية للشروع في حرب مع إسرائيل، إذ تحتاج كل من مصر والأردن بشدة إلى المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة والتي من شأنها أن تتوقف حال إلغاء معاهدات السلام مع إسرائيل. ويشير الكاتب إلى أن الربيع العربي في الواقع قد أفاد إسرائيل من خلال إزالتها من على الطاولة كأحد أهم شواغل السياسة الداخلية، ففي السابق كانت الحكومات العربية تسعى لتخفيف الضغوط الواقعة عليهم من خلال الحديث عن محنة الفلسطينيين وإعادة توجيه الاستياء الشعبي نحو إسرائيل، ومن ثم تخفي حقيقة تقاعسها عن خدمة شعوبها. ولكن مع اكتساب الشعوب العربية دور متزايد في شؤون السياسة الداخلية، أصبحت قضايا الاقتصاد والمعيشة تحتل الأولوية القصوى عوضاً عن سيناريو غدر الصهاينة. فبينما لا يزال 61 % من المصريين يرغبون في إلغاء المعاهدة مع إسرائيل، لا يعد ذلك دليلاً على رغبتهم في الدخول إلى الحرب أو وضع القتال مع إسرائيل كأولوية قبل تحسين الاقتصاد أو إرساء دولة القانون. ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه بينما قد تلجأ الأحزاب الإسلامية التي تولت السلطة مؤخراً في العالم العربي لاستخدام خطاب معاد لإسرائيل، فإن ذلك هو الهجوم الوحيد الذي قد تتعرض له إسرائيل خلال المستقبل القريب.