خبر : التقديرات: الهجوم سيعيق ايران لسنة – سنتين../ هارتس

الجمعة 03 أغسطس 2012 04:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
التقديرات:  الهجوم سيعيق ايران لسنة – سنتين../ هارتس



سنة تأجيل، وسنة اخرى لاعادة التنظيم – هذا حسب التقدير السائد هو التأخير المتوقع في المشروع النووي الايراني اذا هاجمت اسرائيل مواقعها النووية. وحسب التقدير، فان مثل هذا الهجوم سيؤدي الى تأجيل "فني" لسنة في تقدم ايران نحو هدف انتاج قنبلة نووية، وسنة اخرى "سياقية" – تحاول فيها ايران التغلب على الاثار الجانبية للعملية والتي ستتسبب بتأجيلات اخرى، اكثر مما هو مقدر الان.             الفجوة في القدرة العسكرية بين اسرائيل والولايات المتحدة، ومثلها فجوة المواقف بين الدولتين في مسألة ايران، كانت في بؤرة زيارة وزير الدفاع الامريكي ليئون بانيتا هذا الاسبوع في اسرائيل. ولكن رغم التصميم الذي تبثه القيادة الاسرائيلية علنا ومن خلف الكواليس، بالنسبة للحاجة الى الهجوم على ايران، يخيل أن عاملين مركزيين يقلصان احتمال الهجوم الاسرائيلي قبل الانتخابات للرئاسة الامريكية في تشرين الثاني القريب القادم.             الاول هو المعارضة الواضحة من جانب ادارة اوباما لمثل هذا الهجوم في التوقيت الحالي، وذلك ايضا لانه قد يضر بالرئيس براك اوباما في مساعيه لاعادة انتخابه (بسبب التأثير المتوقع على غلاء أسعار الوقود للمستهلك الامريكي). والثاني يرتبط بتحفظ داخلي: توصية كبار رجالات القيادة المهنية، في الجيش وفي الموساد، بعدم المسارعة للهجوم في ايران قبل الانتخابات، ولا سيما بسبب القلق من ضرر استراتيجي في العلاقات مع الامريكيين.             مؤيدو الهجوم، ولا سيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك يخشون من أن معارضيه يقصدون في واقع الامر واقع "مبكر جدا، مبكر جدا... اخس، متأخر جدا". بتعبير آخر: أن كل التحذيرات من الهجوم في الاشهر الثلاثة القريبة القادمة ترمي الى تأجيل غير محدود للعملية العسكرية، حتى موعد يكون فيه واضح انه لن يكون ممكنا العمل. في هذه المرحلة، يشكون في أن الاسرة الدولية ستنتقل الى سياسة "الاحتواء" تجاه ايران، بالضبط تلك السياسة التي تعهد الرئيس براك اوباما بعدم اتخاذها، في خطابه امام مؤتمر ايباك في اذار من هذا العام.             كلما مر الوقت، يدعي نتنياهو وباراك، فان نجاعة الهجوم الاسرائيلي في تأجيل وصول ايران الى القنبلة ستقل. ومنذ الان، فان قسما مما كان ممكنا تنفيذه قبل سنتين يصبح صعبا حتى متعذرا. واذا انتظرنا أكثر مما ينبغي، فستنقضي تماما الفترة الزمنية التي يكون فيها الهجوم لا يزال ذا صلة. الامريكيون، من جهتهم، يدعون بانه عند الحاجة القصف من جهتهم سيكون بلا قياس اكثر نجاعة، وان كان لم يحن بعد الوقت لذلك.             على اي حال، التقديرات بشأن تأثير القصف الاسرائيلي تتراوح الان حول تأجيل سنة حتى سنتين في اقصى الاحوال.             يوجد، بالطبع، ادعاء بان كل هذا حرب نفسية. وحسب هذا النهج، فان نتنياهو وباراك في تهديدات الهجوم المتواترة التي يطلقانها، يواصلان ادارة حملة تضليل عالمية. الخوف الامريكي والاوروبي من قصف اسرائيلي يشجع تشديد العقوبات على ايران، التي قد تجبر اخيرا آيات الله على قبول حل وسط يكبح جماح تقدم برنامجهم النووي؛ الانشغال الذي لا يتوقف بموضوع ايران يعفي اسرائيل حتى من بقايا الضغط الدولي في مسألة النزاع مع الفلسطينيين؛ بينما التلويح بالنووي الايراني (ومؤخرا ايضا بالسلاح الكيماوي السوري) يحرف النقاش العلني في اسرائيل من انعدام العدالة الاجتماعية والاقتصادية الى الوضع الامني.             هذه ادعاءات لا يمكن استبعادها تماما. باراك، على نحو خاص، حل لغزه معقد. وزير المالية الراحل، سمحا ارليخ، ادعى ذات مرة: "أنا لا أقول ما أقصد ولا أقصد ما أقول". منطق باراك ذكي وملتو لدرجة أن من الصعب احيانا متابعة التطورات في لعبة البلياردو الاستراتيجية التي يديرها باسمنا جميعا.             من الجهة الاخرى، في القصة الايرانية، يخيل أن باراك منذ زمن بعيد لم يكن مصمما واضحا أكثر. فهو يبدو كمن يتحدث انطلاقا من قناعة ذاتية عميقة. النماذج التاريخية، من بن غوريون وحتى بيغن، تطرح باستمرار. والاستنتاج الذي ينشأ عن ذلك: فقط الزعماء بعيدو الرؤية يفهمون عظمة الخطر ويعملون بناء على ذلك، رغم العوائق التي يضعها أمامهم زملاء عديمو الرؤية الاستراتيجية من الداخل. ويدعي باراك انه في الهجوم على المفاعل النووي في العراق في 1981، توقع الخبراء تأجيلا لسنتين وفي النهاية تبين أنه كان يكفي قصفا واحدا لشل البرنامج تماما.             اذا تبين في النهاية أن كل هذه الحملة الكبيرة هي مسرحية فقط، فان هذه صنعة مدروسة. يخيل أن ايتي تيران يمكنه أن يعتزل بهدوء من "ريتشارد الثاني" و "ريتشارد الثالث". فقد وجد له بديل مناسب. يجدر بالذكر ايضا أن الاغلبية الساحقة من رجال القيادة المهنية يأخذون الان نوايا نتنياهو وباراك بجدية. هذا ايضا القلق في اوساط رجال الاعلام.             أمس تطرقت الى ذلك ايضا صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير في صفحتها الاولى وتقتبس الصحيفة عن رئيس الموساد السابق افرايم هليفي يقول انه لو كان ايرانيا "لكان قلقا جدا" من هجوم اسرائيلي في الـ 12 اسبوعا القادم. ومع ذلك، في التقرير يؤتى ايضا بتقديرات من رجال الادارة، يعتقدون بان اسرائيل ستستجيب للضغوط الامريكية وتؤجل الهجوم على ايران على الاقل حتى بداية السنة القادمة.             الموضوع هو، بالطبع، أن الايرانيين ايضا يشاهدون كل هذا. حسب الخط المتصلب الذي عرضوه في اتصالاتهم مع القوى العظمى في الاشهر الاخيرة، والتي لم يتراجعوا فيها ميلمتر واحد عن موقفهم ولم يبدوا اي استعداد لحل وسط، يبدو ان في طهران لا يصدقون بان اسرائيل توشك على الهجوم في الاشهر القريبة القادمة.