خبر : الرئيس المصري يرد الاعتبار لـ"هنية" والحصار لا زال مستمرا ..

الأحد 29 يوليو 2012 11:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس المصري يرد الاعتبار لـ



حسنا فعل الرئيس المصري المنتخب "محمد مرسي" عندما استقبل رئيس وزراء حكومة غزة في قصر الضيافة كنوع من رد الاعتبار للسيد "هنية" الذي عاني الامرين على يد النظام المصري السابق ويتذكر الجميع الساعات الطوال التي انتظرها هنية على رصيف معبر رفح في عام 2006 عندما غادر في جولة عربية والتي اثارت في حينه غضبا شديدا في اوساط الفلسطينيين عامة وحتى بعض الزعماء العرب. من الواضح ايضا ان الدولة المصرية العميقة انتصرت في فرض رؤيتها خلال الزيارة الاخيرة للسيد هنية والتي تمخضت عن بعض الاتفاقيات حول زيادة عدد ساعات عمل معبر رفح الى 12 ساعة لاستيعاب 1500 مسافر يوميا واعطاء 72 ساعة لكل مسافر يدخل مصر مبدئيا فيما تم التاكيد على الحل المتدرج لموضوعة كهرباء غزة على المدى القصير والطويل وهي ذات الافكار التي طرحها المجلس العسكري وحكومة الجنزوري عبر مدير المخابرات العامة المصرية اللواء موافي قبل انتخاب مرسي رئيسا لمصر. ومن نتائج الزيارة ايضا زيادة عدد شاحنات الوقود القطري الداخلة الى غزة عبر معبر "كرم ابو سالم" الى 10 شاحنات بدلا من 6 يوميا املا في زيادة كمية الوقود المتدفقة الى محطة الكهرباء لتخفيف جزء من ازمة الطاحنة التي يعيشها القطاع.واللافت ان مسؤولا مصريا صرح اليوم 29 يوليو 2012 لصحيفة "اليوم السابع" بان تطبيق الاجراءات الجديدة سياخذ بعض الوقت والحديث هنا يدور عن وقت "مصري" والجميع يدرك بطء حركة الدولة العميقة والتي قد تؤدي الى تلاشي الوعود مع الوقت والعقبات الامنية والادارية لتصبح احدى مسلمات التعامل بين غزة مصر. وبنظرة حسابية سريعة الى هوامش الاتفاق الذي اعلن عنه السيد "هنية" مع الرئاسة المصرية وحسب عدد سكان قطاع غزة فان كل غزي بامكانه التمتع بفرصة للسفر كل 3 سنوات تقريبا دون حسابات للعطلات والاعياد وخلافه.بعض المتحدثين من حكومة حماس بالغوا كثيرا قبل زيارة السيد هنية في تمنياتهم وتوقعاتهم من النظام الاخواني الجديد في مصر معولين على فضاءات الايديولوجيا الرحبة واملين في ان تتجاوب المؤسسة المصرية الجديدة مع تطلعاتهم في انهاء الحصار عبر البوابة المصرية ودعم اّفاق التعاون مع مصر في مختلف المجالات وعلى راسها انشاء منطقة تجارية حرة في رفح يتم من خلالها الاستغناء عن التواصل التجاري مع اسرائيل. الرد المصري كان واضحا من خلال تصريحات الناطق باسم الرئاسة المصرية الدكتور ياسر علي بان انشاء منطقة حرة بين مصر وقطاع غزة يحتاج الى موافقة اسرائيل لان هناك اتفاقيات تحكم العلاقة وتحتاج الى دراسة مستفيضة. وقال "علي" ايضا ان التحرك المصري باتجاه غزة يجب ان يكون منسجما مع المصالحة الفلسطينية وليس احادي الجانب صوب غزة كما امل البعض.ومما لا شك فيه ان الحملة الاعلامية الشعواء التي شنها الاعلام المصري الخاص وكتاب الراي في مصر وفلسطين حول امكانية اعلان حماس قطاع غزة منطقة محررة ساهم الى حد كيبر في تعزيز مخاوف الاخوان وارتباكهم من التقدم خطوات باتجاه مبادرات دعم حماس بغزة وانهاء الحصار فيما ساهم تأخر نفي حكومة حماس لتلك الاقاويل الى حد ما في اعطاء مساحات للاخرين لتثبيت رؤيتهم حول الموضوع والتنيبه من خطورته.   في تطور لافت لم ينفه احد حتى الان اوردت صحيفة "اليوم السابع" المصرية امس السبت 28 يوليو 2012 ان الدكتور محمد بديع، وقيادات مكتب الإرشاد ناقشوا مع السيد هنية عددا من القضايا على رأسها القضية الفلسطينية حيث اكدوا وقوف الإخوان قلبا وقالبا مع حل القضية الفلسطينية دون إراقة المزيد من الدماء. مصادر مطلعة من داخل جماعة الإخوان المسلمين والكلام لـ"اليوم السابع" اكدت أن الجماعة ستسعى مع الرئيس مرسى لإيجاد حلول مؤقتة لحل القضية الفلسطينية، بما يضمن عدم إراقة دماء خلال الفترة القادمة.وبغض النظر عن تفسير معنى "الحلول المؤقتة" وبعيدا عن الغلو في سوء نوايا المتصيدين في الاعيب السياسة فاننا سنتعتبر ان المقصود هو دعم اقامة دولة فلسطينية وان مصر الاخوانية غير مستعدة حاليا للدخول في معركة دموية مع اسرائيل من اجل عيون الفلسطينيين وان الجهود ستكون موجهة نحو حل ساسي لا عنفي. من الواجب ايضا الالتفات الى التصريحات التي ادلى بها المرشد العام للجماعة "محمد بديع" اثر لقائه الدكتور رمضان شلح الامين العام للجهاد الاسلامي قبل 3 ايام والتي دعاه خلالها الى بذل جهود كبيرة لانجاح المصالحة الفلسطينية باسرع وقت ممكن .لا يحتاج الامر الى عظيم جهد حتى يتاكد من ان مصر الاخوانية تسير طوعا او كرها على خطى مسلمات السياسة المصرية والتي تصر على التعامل مع قطاع غزة من البوابة الامنية بصفتها قضية امن قومي بعيدا عن الارتباط الايديولوجي بحماس غزة او تمنيات الغزيين بفك حصارهم فيما سيكون من الصعب الان على حكومة "حماس" في قطاع غزة اتهام "مرسي" بالتاّمر والعمل على مواصلة الضغط على غزة عكس ما كان يحدث زمن الرئيس المخلوع مبارك. وكي لا تضيع البوصلة في خضم التفاصيل والمعلومات المتواترة لا بد من التلميح الى تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي "بني غيتس" لصحيفة هارتس امس الاول والتي اكد فيها ان العلاقات الامنية والعسكرية مع مصر متواصلة دون توقف وانها تشهد تقدما ملموسا في كافة المجالات. التركيز والاجماع المصري على تحقيق المصالحة الفلسطينية ينبع من تفهم اساسي وصل اليه سادة الحكم الجديد في القاهرة "الاخوان المصريون" وهو فهم واجتهاد سياسي بامتياز يحسب لهم بان التقدم باتجاه غزة لن يتم الا عبر بوابة المصالحة الفلسطينية بشرط عدم تحطيم او خرق اي من الاتفاقيات الدولية وان التعامل مع موضوع معاناة سكان القطاع يجب ان يحل في هذا الاطار مع الاخذ بالحسبان كافة المتطلبات الامنية المصرية من غزة كالحفاظ على امن سيناء وعدم ايواء المطلوبين والانفاق وغيرها. الرسالة المصرية بعد زيارة السيد "هنية" واضحة لا تحتمل اللبس وهي بكل بساطة ان على الفلسطينيين التحرك باتجاه المصالحة اذا ارادوا مساعدتها والا فان الهرم المصري جاهز للغرق في تفاصيله بلا توقف.مصر القديمة تتجدد وثوابتها الامنية والسياسية لا تتبدل الا بشق الانفس ونظرتها لغزة متجذرة وعلى الجميع ادراك ذلك حتى لا تكون وجهتنا هضبة تيه جديدة في ظل اصرار اسرائيلي على انهاء المشروع الوطني الفلسطيني باكمله ودفع غزة عمليا صوب مصر حتى وان هتفت كل الحناجر باننا جزء من فلسطين لا نقبل عنها تبديلا.   وكالة "سما"