خبر : الثوار في سوريا ينتقلون من هجمات حرب العصابات الى حرب استراتيجية../هآرتس

الأحد 22 يوليو 2012 01:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
الثوار في سوريا ينتقلون من هجمات حرب العصابات الى حرب استراتيجية../هآرتس



مكالمة هاتفية تلقاها أمس محافظ نينوا في العراق – لم تفاجئه. "أحد ما اتصل من معبر يعربا، احد أربعة المعابر التي تربط العراق بسوريا، وأبلغ بأن القسم السوري من النطاق استولى عليه مسلحون". في نفس الوقت، أفادت محافل رسمية في الاردن بان محاولة مقاتلي الجيش السوري الحر السيطرة على معبر نسيب بين الاردن وسوريا فشلت، ولكن المعارك مستمرة في محيطه. على طول الحدود التركية – السورية نجح الثوار في السيطرة على سبعة من اصل ثمانية معابر. الهجوم  على مقر الامن القومي في قلب دمشق يوم الاربعاء، رفع الصراع بين الثوار والنظام الى مرحلة استراتيجية جديدة كفيلة بان تكون أهم بكثير من مجرد تصفية أربعة من الرجالات الاكثر قربا من الاسد. فالسيطرة على معابر الحدود تعني قطع النظام في دمشق عن مصادره اللوجستية ومحاور ارساليات السلاح البرية عبر العراق. كما أن السيطرة على المعابر تنقل الى ايدي الثوار ذخرا استراتيجيا هاما، وذلك لانها تمر من هناك منتجات الغذاء، البنزين وغيرها من المنتجات الحيوية. وعليه، فان السيطرة على الحدود كفيلة بان تتبين ناجعة أكثر من العقوبات التي فرضتها الدول الغربية. وهكذا، ينتقل الجيش السوري الحر والميليشيات المستقلة من مرحلة القتال التكتيكي الى مرحلة جديدة. من حرب عصابات سعت الى حماية المواطنين في ظل ضرب اهداف نوعية وتصفية مسؤولين كبار في الجيش السوري، الى حرب استراتيجية هدفها عزل النظام عن الشريان الداعم له. هذه الخطة الاستراتيجية منسقة مع الدول الغربية التي توفر معلومات استخبارية هامة، ومع دول مثل السعودية وقطر توفر التمويل. ولكن السيطرة على معابر الحدود من شأنها أيضا أن تثير صراعات قوى داخلية بين قوات الثوار. فهذه من شأنها أن تجعل معابر الحدود أوراق مساومة في المفاوضات على الحكم المستقبلي بل وأن تشعل حربا عرقية داخل سوريا. وهكذا مثلا من شأن نجاح الثوار الاكراد في السيطرة على أربع مدن في محافظة الحسكة في شمالي الدولة تشجيع تطلعات كردية لاقامة اقليم مستقل مثل الاقليم الكردي الذي في العراق. هذه الامكانية تشغل بال تركيا التي قررت في هذه المرحلة اغلاق قسم من المعابر في جانبها.على خلفية التخوف من تدهور العصيان المدني المسلح الى حرب طائفية، يشتد الضغط سواء في صفوف المعارضة ام في الدول الغربية على حث اقامة حكومية سورية بديلة. وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دعا المجلس الوطني السوري الى أن يقيم على الفور حكومة كهذه كي يكون ممكنا البدء بادارة الشؤون المستقبلية لسوريا. بالتوازي، تفيد مصادر دبلوماسية بجهود لتعيين مناف طلاس، الجنرال الذي فر قبل نحو اسبوعين ويمكث في باريس في رئاسة المجلس العسكري المؤقت لتوحيد كل القوات المسلحة. في الاسبوع الماضي نقل هنا أن طلاس بالفعل ينتظر تعيينا كبيرا، ومن يحث تعيينه، اضافة الى أبيه مصطفى طلاس الذي شغل في الماضي منصب وزير الدفاع، هو عبدالحليم خدام، الذي كان نائب الاسد وفر الى باريس قبل سنوات عديدة. وحسب تقارير لم تتأكد حتى الان تجري مفاوضات سرية مع الاسد على مغادرة سوريا الى احدى الدول العربية ومنها الى احدى الدول الاوروبية، مقابل الا ترفع ضده لائحة اتهام في المحكمة الدولية في لاهاي. يبدو أن في الغرب اتخذ القرار في أنه في ضوء الفشل في تغيير موقف روسيا، وفي ضوء عدم الرغبة في التدخل العسكري دون قرار دولي، تصبح المعارضة السورية المنقسمة الرهان الجدير الوحيد. الحاجة الى تسريع انهاء الازمة في سوريا تنبع أيضا من ضغوط عشرات الاف اللاجئين الذين يمكثون في الاردن، تركيا ولبنان. في حالة الاردن، ينضم هؤلاء اللاجئون الى مئات الاف اللاجئين العراقيين الذين لا يزالون يمكثون في المملكة منذ حرب الخليج. والتخوف هو أن يكون من شأن هذه الجيوب السكانية الاجنبية داخل هذه الدول ان توقع بنفسها مناوشات وصراعات عنيفة، على خلفية الضغط الاقتصادي الذي يشكله اللاجئون على الدول المضيفة.