سجل في الايام الاخيرة تصاعد واضح في التوتر بين اسرائيل وحزب الله. والخلفية لذلك مزدوجة: دور حزب الله، بزعم اسرائيل، في العملية الانتحارية في بلغاريا والتي قتل فيها خمسة مواطنين اسرائيليين وسائق حافلة الباص البلغاري، وتفاقم وضع الرئيس السوري، بشار الاسد، الذي يبعث ضعفه تخوفا في اسرائيل من تهريب السلاح الكيماوي والصواريخ من سوريا الى المنظمة الشيعية في لبنان. وكان حزب الله وايران نفيا في الاونة الاخيرة المسؤولية عن العملية في بلغاريا، بل وصدر أمس بيان على موقع انترنت في لبنان باسم منظمة تسمي نفسها "قاعدة الجهاد" تتبنى فيه المنظمة المسؤولية عن العملية. وحسب صيغة البيان، تبدو هذه ظاهرا منظمة ترتبط بحركات الجهاد العالمي، تتلقى الالهام من القاعدة. ولكن في اسرائيل وفي الغرب يتعاطون بشك مع هذا البيان، الكفيل بان يكون محاولة من حزب الله للتملص من اتهامه بالمسؤولية عن العملية. وكان رئيس الوزراء ووزير الدفاع ادعيا في الاونة الاخيرة بان حزب الله، بتكليف من ايران، نفذ العملية وان الايرانيين وفروا المعلومات الاستخبارية والمساعدات اللوجستية للعملية. كما أن الادارة الامريكية انضمت الى هذه الاتهامات. في اسرائيل يستندون ضمن امور اخرى الى وجه الشبه بين العملية في بلغاريا والخطط التي انكشفت في قبرص قبل نحو اسبوعين. هناك، اعتقل مواطن سويدي من أصل لبناني بعد أن جمع معلومات عن مسارات سفر الباصات التي تنقل السياح الاسرائيليين في الجزيرة. وقدرت محافل امنية مختلفة في اسرائيل بعد العملية في بلغاريا بانه قد تقع في الايام القريبة القادمة محاولات مشابهة للمس بتجمعات سياحية اسرائيلية في ارجاء العالم. وتنبع المصاعب الاسرائيلية ايضا من عدم امكانية حماية مجموعات السياح في كل مكان وغياب المعلومات الكافية ذات الصلة. وحسب بلاغات الشرطة البلغارية يبدو أن وكالات الاستخبارات المختلفة (التحقيق يجري على نحو مشترك مع اسرائيل، الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية) لا تزال تتحسس خطاها بقدر كبير في الظلام. واذا لم يعثر بعد على الخلية الارهابية المسؤولة عن العملية، فسيكون من الصعب جدا العثور على خلايا اخرى لحزب الله (على فرض أن الحديث يدور بالفعل عن حزب الله) قد تكون انطلقت ربما للقيام بعمليات في دول اخرى. بعد بضع سنوات نجحت فيها اسرائيل في أن تثبت لنفسها ميزان ردع فاعل نسبيا ضد حزب الله في لبنان، وفي معظم الحالات نجحت في احباط محاولات لعمليات مشترك بينه وبين ايران في ارجال العالم، يحتمل أن تكون تقف الان امام وضع جديد. خطر العمليات في المدى القريب في ظل المصاعب المتزايدة لاحباطها. يخيل أنه في هذه الظروف، فان الاغراء للرد بهجوم على اهداف لحزب الله على أمل أن يكون في هذا ما يردع المنظمة اللبنانية – ليس قليلا. غير أن ردا عسكريا اسرائيليا في لبنان سينطوي بالطبع على خطر لا بأس به من التدهور في الجبهة الشمالية الى حالة قتال. رئيس الاركان بيني غانتس يقظ جدا أيضا على ما يجري داخل سوريا والمتابعة الاستخبارية بالنسبة لما يجري هناك تشتد. فتصفية أربعة من القيادات الامنية – الاستخبارية، تقرب حسب التقديرات نهاية نظام الاسد. في مثل هذه الظروف، كفيل الرئيس السوري بان يقرر نقل السلاح الكيماوي والصواريخ الى حزب الله، او أن تقوم المنظمة نفسها بالاستيلاء على جزء من هذه المخزونات. وكان وزير الدفاع ايهود باراك قال أول أمس في مقابلة مع قنوات التلفزيون بان اسرائيل تتابع محاولات تهريب السلاح من سوريا الى حزب الله، "صواريخ مضادة للطائرات، صواريخ أرض – أرض وسلاح كيماوي". وقال انه وجه تعليماته للجيش الاسرائيلي، بان "يعد ما ينبغي كي نتمكن من النظر في عملية" اذا ما وقع هذا. ومع ذلك، اضاف بان على اسرائيل قدر الامكان "ان تنتظر سقوط الاسد. فلا مصلحة لنا في أن نجد أنفسنا مشاركين باستثناء المنع بالقوة لنقل وسائل قتالية متطورة الى حزب الله". وبالنسبة لهوية منفذ العملية في بلغاريا، اضاف باراك بان اسرائيل لا تزال تجمع المعلومات عن ذلك. وقال: "وعندما يحين الوقت وبالشكل السليم، سنعمل. أعتقد وآمل الا تكون حرب في الصيف ولكن هذا كل ما يمكن قوله في هذه اللحظة".