خبر : شماعة الأجندات الخارجية ...د. عبير عبد الرحمن ثابت

الأربعاء 18 يوليو 2012 11:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
شماعة الأجندات الخارجية ...د. عبير عبد الرحمن ثابت



كان الله بعون هذا الشعب الصامد الصبور ... فالفلسطيني منذ عام 1948 وهو يحيا تحت القمع الإسرائيلى وفاقد لحريته ودفع خيرة أبنائه وشبابه  لنيل هذه الحرية .. وقَدِمت السلطة الوطنية الفلسطينية واستبشر خيراً .. وبأن فجر جديد قد بدأ وحياة أفضل بانتظاره .. ولعل ابتسامة شهيدنا الرمز بإقامة الدولة القائد ياسر عرفات رافقت الشعب  فى كل آماله وطموحاته .. وحلم ككل شعوب الأرض بتحقيق الحرية ..  ولكنه عاد ودخل فى نفق مظلم بحدوث الانقسام الأسود بين الأخوين .. وأصبح هذا الشعب بين المطرقة والسنديان .. فليس من حقه أن يعبر عن رأيه .. فلقد تمت مصادرة حرية التعبير .. ولا يجب أن تكون له أى طلبات أو شكاوى على أى حال .. فلقد تم منع حرية الرأي لأنها تخل بالأمن العام .. المطلوب من هذا الشعب  السمع والطاعة .. والشكر على أنه ما زال حياً .   هنا فى غزة إن خرج مواطنون شرفاء من شباب ومثقفين وأكادميين وبسطاء وكافة شرائح المجتمع وطالبوا بإنهاء الانقسام ودعوا للوحدة الوطنية وصرخوا تعبنا .. تلصق بهم تهمة منفذي أجندات خارجية ومدعومين من حكومة رام الله  ... وإن فكرت مجموعة بالتعبير عن معاناة كافة شرائح المجتمع الغزى بأزمة الكهرباء التى أصبحت تهمنا أكثر من المصالحة والعملية السلمية ومن كافة القضايا السياسية يصبحوا عملاء ويثيروا الفتنة والشغب ويجب معاقبتهم .   وهناك فى رام الله إن خرجت مجموعات شبابية ترفض زيارة موفاز للمقاطعة احتراما لروح الشهيد ياسر عرفات الذى حاصره هذا القاتل المطلوب للعدالة الدولية .. أصبحوا مدسوسين وينفذوا أجندة خارجية .   أصبح مصطلح أجندة خارجية مصاحب لكل صوت حر يرغب بالتعبير عن رأيه .. وتلقى التهم على هؤلاء بأنهم ضد أمن الوطن واستقراره ووحدته والنيل من مواقفه الثابتة اتجاه قضاياه المركزية  .. ويصبح أمريكي إسرائيلي دحلانى عباسى حامل للأجندات الخارجية .   هذا الأسلوب المهين والمعيب بحق شعبنا والذي تستخدمه القيادات المفلسة .. أصبح لا يقنع الشعب .. المواطن الفلسطيني الذى ضحى بحياته وبيته ومستقبله وكل ما يملك من اجل حريته ... لا يستحق من قيادته هذه المعاملة ... وهو بحاجة للتعامل معه على قدر المسؤولية ..   فلماذا تمنع مسيرة احتجاج سلمية على وضع الكهرباء فى غزة ويتهم منظموها بأنهم خارجين عن القانون ومثيري للشغب .. لماذا لا تصارحنا حكومتنا الرشيدة بخطة حل أزمة الكهرباء .. فلنشرك الجمهور فى هذه المأساة .. حينما نعلم ماذا يحدث وما هى الحلول والإجراءات المتبعة .. سنصبر وننتظر .. لا تتركونا هكذا .. رمضان قادم والحر يشتد ولا حلول فى الأفق . وما هى إخبار لجنة التحقيق الذى عينها وزير الداخلية الفلسطينية حول قمع المسيرة السلمية المنددة بزيارة موفاز ؟   المواطن الفلسطيني أصبح لا تعنيه فتح ولا حماس ولا المصالحة .. هموم الحياة أصبحت اكبر منا .. الراتب لدى الموظف الحكومي أهم من فلسطين .   كلنا فلسطينيون وحريصون على الوطن.. فلا داعي إن عبر مجموعة من المواطنين فى غزة حول أي قضية يتهموا بأجندة عباسية .. وإن احتجوا برام الله يصبحوا أجندة دحلانية .. كلنا أجندتنا فلسطينية ونحبها أكثر منكم  . Abber