خبر : الرئيس مرسي بين لقائين ..عماد الفالوجي

الأربعاء 18 يوليو 2012 04:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس مرسي بين لقائين ..عماد الفالوجي



لقد أحسن صنعا الرئيس المصري محمد مرسي حين أعلن موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية واهتمامه بتحقيق الحقوق الفلسطينية الثابتة للشعب الفلسطيني ولم يتأخر في تأكيد موقفه من الانقسام الفلسطيني الطاريء وأنه لن يدخر جهدا في إعادة الوحدة الفلسطينية الداخلية وأكد أنه يقف على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية ، هذه المواقف ليست مفاجئة لأحد ولكن الأيام القادمة ستكشف مدى انعكاسها على كيفية التعاطي مع الملفات المفتوحة وأهمها ملف المصالحة الفلسطينية وما يتبعها من تفاصيل كبيرة وكثيرة . أن يكون على جدول أعمال الرئيس المصري إجراء اللقاء الأول الرسمي مع السلطة الفلسطينية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس له دلالة سياسية واضحة وصريحة وهو احترام العمل الديبلوماسي الرسمي بعيدا عن فعل الفصائل ، وإشارة واضحة على الالتزام باحترام مستوى المسئوليات الفلسطينية وردا عمليا أوليا على بعض المراهنين بعدم قدرة الرئيس محمد مرسي على تجاوز العقدة التنظيمية كونه أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين وهذا قد يدفعه الى تقديم قادة حركة حماس على قيادة السلطة الفلسطينية كما توقع البعض ، وهذه الخطوة ستعطي بعض الطمأنينة على التعامل المنطقي مع أطراف الانقسام الفلسطيني .ومن البديهي أن يلتقي بعد اللقاء مع الرئيس محمود عباس مع الأخ خالد مشعل – رئيس المكتب السياسي لحركة حماس – وقيادة حماس كون الحركة تمثل القطب الآخر في حكم السلطة الفلسطينية ، ومن الحكمة أن يكون وفد حماس برئاسة الأخ خالد مشعل وليس الأخ اسماعيل هنية حتى لا يأخذ الانطباع السيء لدى بعض المشككين بأن الرئيس يستقبل وفد رسمي يمثل قطاع غزة وقد يشطح بعض المحللين وكأنه اعتراف بالكيان الغزاوي بشكل مستقل . وأعتقد أن الرئيس المصري سيكون حريصا على لقاء وفد فلسطيني يضم بقية الفصائل والمستقلين حتى يؤكد رؤيته بأنه يقف على مسافة واحدة من الكل الفلسطيني وحتى يستمع وجهات النظر من كل الأطراف وليس فقط من طرفي الانقسام الفلسطيني .ولكن أليس الأفضل والأجدى أن يجتمع الرئيس المصري الجديد مع وفد فلسطيني واحد يمثل كل الطيف الفلسطيني برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ؟ كان التوقع أن يلتقي الرئيس المصري مع الرئيس محمود عباس والأخ خالد مشعل سويا وتكون فرصة لدفع عجلة المصالحة وهي أهم من الإجراءات البروتوكولية التي حرص عليها البعض ، إن إنجاز خطوة لدفع عجلة المصالحة الوطنية أهم من بعض الخطوات الصغيرة  ، وأهم من تضخيم البعض من لقاء الرئيس مرسي مع الرئيس محمود عباس قبل لقائه مع خالد مشعل ، يجب التفكير بشكل وطني شامل وليس بشكل جزئي وتسجيل انتصارات وهمية تشكل دعم نفسي ومعنوي أكثر منها دعما حقيقيا .الأهم في اللقاء هو مدى قدرة الرئيس المصري الجديد على دفع عجلة المصالحة الوطنية الفلسطينية – كما وعد – لأن هذا ما يتمناه الشعب الفلسطيني ، وكذلك قدرة الرئيس على تقديم التسهيلات التي وعد بها في حرية حركة المسافرين عبر معبر رفح ، وكذلك قدرة الرئيس المصري على التدخل الحاسم لحل مشكلات قطاع غزة الخدماتية سواء الكهرباء والوقود وغيرها .الشعب الفلسطيني يتطلع الى ترسيخ وتصحيح العلاقات بين الشعبين لما فيه مصلحة المواطن الفلسطيني وتخفيف معاناته على كافة المستويات .