لا يختلف اثنان في طهران على ان ثمة امر عمليات بات واضحا ونهائيا على طاولة قادة القوات المسلحة الايرانية عنوانه الرئيسي: الضرب بقوة وحزم بنفس المستوى من العدوان وبنفس الحجم من النيران ليس فقط ضد المصدر الذي اتت منه، بل وضد كل من مهد او ساعد او هيأ او حول سماءه او بحره او ارضه مطية للعدو المهاجم، دون اي استثناء!صحيح ان رئيس اركان القوات المسلحة الجنرال فيروز آبادي قال مؤخرا ان ايران لن تغلق مضيق هرمز الا اذا تعرضت مصالحها لتهديد خطير او محدق، لكن ذلك لا ينبغي ان يفهم منه تراجعا او ترددا في عزيمتها على اغلاق هذا المضيق الواقع تحت سيطرتها العقلانية والذكية والحاذقة كما قال المسؤول الايراني، بل العكس تماما فان العزم بات مضاعفا حسب تسريبات يتم تناقلها هنا في الكواليس مفادها ان تضييق الخناق على صادرات النفط الايراني باي شكل من الاشكال قد يشعل حرب ناقلات واشتباك اساطيل ومن النوع الثقيل!نعم لن تكون طهران البادئة بالحرب، لكنها مصممة هذه المرة على ان تنهي تلك التي قد تشن عليها بالطريقة التي تغير قواعد الحرب والسلام تماما!بمعنى آخر سوف لن يكون اي طرف من الاطراف المؤتلفة حاليا او المتحالفة فيما بينها ضد محور المقاومة مستثنى من رد الفعل الايراني القاطع والحازم ايا تكن علاقته الحالية مع طهران!ربط النزاعات ايضا بات امرا منتهيا منه في اية حرب قد تشن ضد اي طرف من اطراف المحور الآنف الذكر!فقد بات واضحا لدى طهران ان محور تل ابيب واشنطن تمدد كثيرا وبات اكثر انكشافا واكثر وقاحة ايضا!فهو تمدد كثيرا حتى صار يلبس لباسا محليا مرقطا كأن يظهر باسم الاسلام مرة او يتقمص لباس العروبة اخرى، وفي الحالين انما ينفذ اجندة واحدة الا وهي ضرب كل من يرفع صوت التحرر من التبعية والاملاءات القادمة من وراء البحار او يصر على استقلالية قراره الوطني بعد ان ضاقت عليه الدنيا وباتت خياراته محدودة جدا!وهو صار يدعو علنا لتغيير انظمة حكم واسقاط رؤساء دول، وتسليح معارضات وتمويلها وهو الامر الذي يغاير كل القوانين والاعراف الدولية في احترام سيادة الدول واستقلالها ووحدة اراضيها، في سابقة خطيرة في العلاقات الدولية لا يمكن تحملها مطلقا حتى بات النظام العالمي يستعيد مع كل يوم يمر ايام الحرب الباردة الشهيرة بين الشرق والغرب!انه النفاق الدولي والاقليمي الذي بات مكشوفا للرأي العام خاصة بعد ان غدا مترافقا مع تحريض وقح وغير مسبوق على الارهاب والقتل على ’العمياني’ كما يقول المثل الشعبي ونفخ بذور الفتنة بين الاعراق والاديان والطوائف والمذاهب، مع اصرار مضاعف من قبل ارباب العولمة والدين العالمي الجديد حتى الامس القريب الى تحويل بلادنا واقطارنا ومجتمعاتنا الى فسيفساء لما تسميه بـ’المكونات’ احيانا و’الكيانات’ احيانا اخرى لا لهدف الا لتبرير ما لا يمكن تبريره الا وهو الكيان الصهيوني الدخيل.لكن هذا الائتلاف الدولي الهش نسي او يتناسى لغباء مستديم فيه او تغاب مستجد انه ولو دارت الدنيا على امتنا الف مرة ومرة فان احدا اي احد مهما امتلك من اموال او رفع من شعارات او تباكى على حريات او ديمقراطيات فانه لن يستطيع ان يمرر مشروع تطويب الكيان الصهيوني المصطنع والدخيل والغاصب والمحتل وصاحب الهولوكوست الاكثر وحشية في تاريخ المحارق والمجازر التي ارتكبت ضد البشرية على امتداد التاريخ الانساني الطويل حتى ولو قرر استخدام كل سبل الحيلة والزيف والخداع!فالامة قد استفاقت والحراك المنتشر كالحريق في الوطن العربي الكبير من اقصاه الى اقصاه انما هو صحوة ويقظة دينية وعروبية صادقة وحميمة باخوان مسلميها وناصرييها ويسارييها ودعاة العدالة والاحسان والتنمية الحقيقية فيها وكل صناع المستقبل الواعد المنبثقين من رحم هذا الحراك المستقل والرافض لركوب موجاته من قبل اجهزة مخابرات الامريكيين والاسرائيليين ومن يسمون انفسهم بمعسكر الاعتدال والاعتدال منهم براء وهو الذي بات يقتل ابنائنا على الهوية!لقد سدت الطرق كل الطرق على السيد الامريكي المستعمر وامبراطوريته التوسعية باتت غير قابلة للتمدد اكثر مما تمددت وكيانه السرطاني الذي زرعه على ارض اقدس قطعة من عالمنا الاسلامي بات محبوسا في قفص العنصرية لا يستطيع مقاتلتنا الا من وراء جدر وهو التعبير القرآني الذي يتحقق اليوم على ارض الواقع وميدان المعركة!هذه هي رؤية المقاومين الصابرين على الفتن المتنقلة لبعض الوقت الاضافي قبل سماع هدير صافرة الحكم من جديد منذرة بتغير قواعد اللعبة والاشتباك، ولكن هذه المرة على غير ما عهدت ساحات الحروب والمعارك!مرة اخرى من يظن ان روسيا والصين هما رهاننا وان دول البريكس هي من ستحمي اطار النظام العالمي الجديد مخطئ تماما، فالحالتان هما من نتاج صمودنا نحن دول وقوى محور المقاومة من فلسطين الى لبنان الى بلاد الشام الى ايران الاسلام ومن لا يصدق او يعتبرنا نبالغ في حسابات القوة والمقادير ليس امامه الا ان ينتظر الحتف المقبل للعدو على يد مكن بات بيدهم احسن التدابير!