خبر : مطلوب لجنة تحقيق دولية مستقلة تماماً !! ...محمد رشيد

السبت 07 يوليو 2012 02:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
مطلوب لجنة تحقيق دولية مستقلة تماماً !!  ...محمد رشيد



" لست محاسبا على ما تقول، انت أيضاً محاسب على ما لم تقل حين كان لا بد ان تقوله "مارتن لوثر كينج مطلوب، وفورا تشكيل لجنة تحقيق دولية متخصصة ومستقلة تماماً لتسلم ملف اغتيال الزعيم الراحل ياسر عرفات ، بلا لف او دوران، وبلا مناورات سياسية  او ارهاب إعلامي، والأهم من كل ذلك،   بلا أية " مطمطة " وإضاعة وقت ثمين لم يتبق منه الا القليل القليل، بعد إضاعة ثمانين بالمئة منه على امتداد السنوات الثمانية الماضية من عمر ملف اغتيال الزعيم الراحل، ثماني سنوات والشعب الفلسطيني يعيش كل يوم  في عتمة الانتظار الطويل  والممل وغير المفهوم، لكنه لم يسلم . ملف اغتيال الزعيم، وبعد كل ما جاء من شهادات طبية وعلمية، لم يعد ملفا عائليا او تنظيميا او سياسيا، واغتيال الزعيم يعد اليوم هما وطنيا وقوميا ودينيا بامتياز، وتاثيرات الجريمة وعواملها وآثارها تخطت كل الحدود، فهي إنسانية أيضاً بامتياز، ولا بد من وضع كل المعلومات والبيانات والوثائق بتصرف هذه اللجنة الدولية المطلوب تشكيلها بصورة فورية، ومنحها كل الصلاحيات، بل ووضع الجميع بتصرفها دون أية حصانة لأي كان، فالموقف خطير للغاية ولا يحتمل إثارة المزيد من الشكوك والشبهات سواء في الداخل او في الخارج . للأسف البعض يتصرف بارتباك لا يعكس ما يرمي اليه هذا البعض لإظهار حسن نواياهم تجاه الجبهة الداخلية الفلسطينية ، وذلك الحرص المبالغ به قد يصبح تطيرا مثيرا للشكوك، والحالة العامة اصلا لا تحتمل، ويجب ان يعمل الجميع لإعادة المعالجة الى اللغة والأرضية الطبيعية في معالجة أية جريمة بهذا المستوى العالي .تفويض اللجنة المستقلة يجب ان يكون شاملا وواضحا ولا يستثني اي عنصر من عناصر كبرى الجرائم التي عرفتها القضية الفلسطينية، من إثبات الجريمة، وتحديد الجهات المستفيدة منها، والبحث عن الفاعل او الفاعلين، وفحص احداث وتصرفات ومواقف ما بعد وفاة الرئيس عرفات، فهل كان هناك من تلاعب بمسرح الجريمة، وهل كان هناك من قصر او اهمل او حرف او تلاعب او أخفى، سواء عن عمد او غير عمد، اي شيء مهما كان صغيرا من المعلومات والدلائل والاثار . لا يكفي، و لن يرضى الشعب الاكتفاء بتحميل دولة اسرائيل مسؤولية الجريمة، فذلك امر يعتبره الشعب الفلسطيني تحصيل حاصل، وبديهية لا تعفي العناصر الاخرى المكونة  لهذه الجريمة من المسؤولية والعقاب الصارم، فقطعا لا شارون و لا موفاز من ذهبوا الى المقاطعة ليضعوا " البولونيوم " النووي الفتاك في طعام او شراب او أدوية الزعيم الشهيد، بل يد آثمة فعلت ذلك، وتلك اليد كان من الاستحالة ان تكون وحدها . كما ان دولة اسرائيل لم يكن بإمكانها التأثير على مسار علاج الزعيم، الا اذا حصلت على دعم فرنسي مباشر أو جزئي، ان اسرائيل لم تستطع التلاعب في فرضية تعرض الزعيم للاغتيال السمي، وسيكون للجنة التحقيق ان تفحص لماذا استبعدت تلك الفرضية، وعلى النقيض من ذلك شكلت لجان هامشية لم تفعل الكثير، وعندما كلف عضو اللجنة المركزية توفيق الطيراوي، استمرت المماطلة وشح الموارد وحجب الكثير من المعلومات عن " لجنة الطيراوي " .وكذلك على اللجنة ان تفحص من اتخذ قرار عدم التشريح، خاصة ان الفرضية الاولى لدى كل الشعب الفلسطيني كانت ان الزعيم قد قتل، بل ان قاضي قضاة فلسطين الشيخ التميمي الذي رافق الزعيم في ايامه الاخيرة، وغسل جثمانه بعد اعلان الوفاة يقول انه كان يعرف من اطباء المستشفى بان ما يعانيه الزعيم هو السم، فلماذا لم يستفت الشيخ التميمي ؟ ولجنة التحقيق الدولية المستقلة عليها ان تفحص وفي العمق السلوك الغريب للحكومة الفرنسية ولإدارة مستشفى " بيرسي "  العسكري، عن اسباب التخلص بتلك السرعة من عينات رجل غير عادي، مات بين ايديهم بطريقة غير عادية، ليتخذوا بعد ذلك موقفا غير عادي، بإعلان الملف سرا قوميا فرنسيا حتى هذه اللحظة . وعلى اللجنة أيضاً التدقيق في كيفية دفن الزعيم لاحقا في رام الله، فوفق معلومات أكيدة لم تراع السلطة الفلسطينية المسؤولة عن ذاك،   القواعد الاسلامية الصحيحة في دفن الزعيم، وتم استخدام كميات كبيرة من الأسمنت ومواد اخرى غير مؤكدة بعد، وبالتالي لا يجب ان يفتح قبر الزعيم الا بحضور اللجنة المستقلة، والا ستبقى الشكوك وتتسع اكثر من ذي قبل، بل ان على الأخوين ابو علاء رئيس الوزراء وروحي فتوح الرئيس المؤقت الخروج عن صمتهما الان ليكشفا لنا ما يعرفان من حقائق . وطبقا لقواعد التحقيقات الجنائية، فان اللجنة الدولية المستقلة عليها ان تنظر وتدقق في حياة وسلوك ومآلات من كانوا مع الزعيم منذ بداية شهر اكتوبر 2004، او حتى قبل ذلك ان تتطلب الامر، ولغاية لحظة وفاته، ولا يعد ذلك التدقيق تشكيكا بأحد، ولكن أيضاً لا احد من داخل او خارج " المقاطعة "، من داخل او خارج فلسطين، يستطيع ان يفترض انه خارج حدود الفحص والمساءلة، وليس هناك متهم الى ان تثبت إدانته، لا بد من فحص من كان هناك، واين اصبح الان، وما هي المتغيرات التي طرات على حياتهم، فواحد ممن كان هناك يستطيع ان يصل طعام وشراب وأدوية الرئيس ارتكب تلك الجريمة . أخيرا، لا اقصد إحراج او محاججة احد، ولست من يوجه الاتهامات او يوزعها،   لكني اعرف يقينا ان هناك من كان يعرف بما حدث مسبقا، وكان يعرف ان رحلة ابو عمار الى باريس كانت الاخيرة، وانه لن يعود سائرا على قدميه، بل محمول على الأكف الفرنسية والمصرية والفلسطينية، هناك من كان يعرف ان الزعيم مات سريريا فجر اليوم الخامس لوصوله الى مستشفى " بيرسي "، وان اعلان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش من بروكسل موت الزعيم في اليوم السابع كان على اساس معلومات مؤكدة تبلغ بها وجها لوجه من الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك .لكل تلك الأسباب، والعشرات غيرها، لا مفر من الانصياع للإرادة الشعبية الفلسطينية والضغط من اجل اتخاذ قرار بلجنة تحقيق دولية مستقلة بحضور عربي وإسلامي، واتمنى ان تبادر احدى الدول الخليجية لتبني الإنفاق على هذه اللجنة وبالسرعة القصوى .