خبر : "معركة عرفات الجديدة".. هل سننتصر بها؟! ..عبد الناصر النجار

السبت 07 يوليو 2012 09:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"معركة عرفات الجديدة".. هل سننتصر بها؟! ..عبد الناصر النجار



إذاً هي صفات الزعامة الحقيقية التي ترتبط بمفهوم الخلود.. كلما حاولوا دفن الشهيد عرفات، يخرج كطائر الفينيق من رماده.. عرفات لم يكن قائداً ولا رئيساً فحسب بل كان زعيماً بكل معنى الكلمة.. خاض مجموعة من الحروب وخرج منها أكثر قوة.. تعرض لعشرات محاولات الاغتيال.. ولم تفلح كل أجهزة المخابرات الدولية وعلى رأسها مخابرات الاحتلال الإسرائيلي في النيل منه، ولكنه في النهاية استشهد واقفاً، حسب رغبته عندما كرّرها: شهيـداً، شهيـداً، شهيـداً. ربما أكثر من طرف كان يرغب باختفاء الزعيم عرفات عن الحلبة الفلسطينية والدولية، خاصة وأن القضية الفلسطينية ارتبطت في أدق مرحلة تاريخية بهذا الزعيم. ومن بين هذه الأطراف عرب وعجم، شرق وغرب، عواصم كبرى وأخرى تابعة. تحقيق "الجزيرة" هو تأكيد على نصف القناعات لدى الشعب الفلسطيني، فيما يظل النصف الآخر من القناعات بحاجة إلى إثبات، وإن كان الدليل واضحاً كشمس الظهيرة. كل الفلسطينيين أطفالاً، شباباً وشيوخاً لديهم قناعة مطلقة بأن الرئيس الشهيد تم اغتياله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. نصف القناعات الأوّل هو الاغتيال، ولكن ما هي الوسيلة التي استخدمت، المؤشرات كانت تصبّ جميعها في فرضية التسميم، رغم أن الأطباء الفرنسيين المعالجين، حاولوا تعتيم الأمر رغم مئات الفحوص التي أجروها. تحقيق "الجزيرة" الذي خرج باستنتاجات مثيرة وخطيرة جداً بأن عملية التسميم حصلت بمادة البولونيوم المشعّ، ولكن حسب المختبرات السويسرية التي أجرت الفحوص على متعلقات الرئيس الشهيد بحاجة إلى إثباتات دامغة، وهي بحاجة إلى أجزاء من جسد الزعيم الراحل.. وعند الاتصال مع مستشفى (بيرسي) العسكري، كان الجواب تم إتلاف كافة العيّنات (الدم وخلافه) التي أخذت من جسد عرفات.. هذا الردّ غير المقنع لمستشفى مهم ولزعيم عالمي تثير هي، أيضاً، مجموعة من التساؤلات؟! وبناء على ذلك نتمنّى أن تتم الموافقة على استخراج الرفاة رغم الألم الذي سنعاني منه جميعاً في مثل هذه الحالة، لأن ذلك مرتبط بنصف القناعات الثاني، وهو تأكيد الجهة التي اغتالت عرفات بشكل رسمي، وهي حسب قناعاتنا إسرائيل..!! إن التحرّك العربي، وخاصة التونسي في هذا المجال، يجب أن يستمر فلسطينياً بشكل خلاّق من أجل الوصول إلى لجنة تحقيق دولية، لأن مثل هذه اللجنة هي بمثابة خوض معركة أممية.. مسرحها الأساس سيكون في مجلس الأمن الدولي، فهل ستوافق واشنطن في ظل احتدام الانتخابات الرئاسية على تشكيل مثل هذه اللجنة، وهل ستكون ذات صلاحيات كاملة، كلجنة التحقيق في استشهاد رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، لأن هذا سيترتب عليه لاحقاً الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية. دولة الاحتلال الإسرائيلي واللوبي الصهيوني العالمي ربما بدآ منذ أيام (إذا ما تأكد أنه تم وضع اليد على بداية الخيط الحقيقي لسبب الاغتيال) تحركات من أجل قتل فكرة لجنة التحقيق الدولية. أو على الأقل لن ترى هذه اللجنة النور في الأسابيع أو الأشهر المقبلة. إذاً هي "معركة عرفات الجديدة".. تونس الجديدة وعدد من الدول العربية والإسلامية الأخرى ستقاتل من أجل كسب هذه المعركة.. فيما ستصمت عواصم أخرى، بينما هناك البعض لا يزال اسم عرفات حتى وهو تحت التراب يثير فيها رغبة الانتقام. جزء من نجاح "معركة عرفات" هو المشاركة الجماهيرية الفلسطينية فيها.. من أجل تعرية كل أولئك المدافعين زوراً عن الحريات، والديمقراطية، التي هي، أيضاً، حريات بأكثر من معيار. مرة أخرى، الزعيم عرفات يوجد في الشعب الفلسطيني كما كان في حياته.. هو القادر على فتح المعارك حتى تحت التراب.. فهل ما زلنا جنوداً أوفياء لصاحب الكوفية الذي كان يحلم بمشاهدة طفل فلسطيني يرفع العلم فوق أسوار ومساجد وكنائس القدس؟!.