خبر : مقبرة اسلامية فوق قبر المسيح../ معاريف

الجمعة 06 يوليو 2012 06:15 م / بتوقيت القدس +2GMT
مقبرة اسلامية فوق قبر المسيح../ معاريف



  خلاف سياسي ديني من شأنه أن يعرض للخطر العلاقات الحساسة بين المسلمين والمسيحيين في القدس: مدراء حديقة القبر في شرقي القدس، التي يعتبرها البروتستانت مكان دفن المسيح، يدعون بان رجال الاوقاف يدفون موتاهم دون اذون تماما فوق الموقع المقدس. خلافا لباقي التقاليد المسيحية، التي تعتقد بان المسيح دفن في المكان الذي توجد فيه كنيسة القيامة في البلدة القديمة في القدس، فان البروتستانت يعتمدون على اوصاف الزمن الجديد، حيث تذكر تلة وحديقة. الموقع الحالي اكتشفه باحث بريطاني يدعى تشارلز غولدون في 1883، والذي شخص التلة امام باب العامود، خارج أسوار البلدة القديمة، وبجوارها مغارة دفن كبيرة. وحسب ريتشارد مايرون، مدير الموقع عن "جمعية حديقة القبر" البريطانية، في كل سنة يزورها نحو ربع مليون نسمة. في ايار 2010 بدأ رجال الاوقاف الاسلامية في أعمال توسيع للمقبرة الاسلامية، التي تقع على امتار قليلة فوق حديقة القبر. في البداية لم تزعج الاشغال مديري الموقع، ولكن لاحقا نصب رجال الاوقاف جدارا استناديا من الاسمنت المسلح بطول نحو ثلاثة امتار فوق الحديقة. وفي اثناء هذه الاشغال بدأت اجزاء من الاسمنت تنهار من الجدار باتجاه الموقع وعرضت الزوار للخطر. اضافة الى ذلك، بدأ يتسرب الاسمنت باتجاه الموقع. رجال الحديقة استأجروا خدمات مستشار جغرافي تقني، هو آريه كلاين، بهدف فحص سلامة المكان. في فتواه كتب كلاين بان الجدران ستفشل في اثناء هزة ارضية وهي غير مستقرة على مدى الزمن حتى دون هزة أرضية. وأوصى بتنفيذ أشغال عاجلة لتعزيز الجدران. في شهر نيسان تفاقم الوضع اكثر فأكثر – رجال الاوقاف بدأوا ينفذون في المكان طقوس دفن ونصبوا قبورا جديدة من فوق قبر المسيح. وبزعم رجال الحديقة، فان القبور تفرض ثقلا على منظومة الجدران وتعرض للخطر أمن الزوار في الموقع. "يجب أن نفهم، توجد هنا مشكلة ثيولوجية وسياسية كبرى"، يقول ميرون. "نحن لا نبحث عن حروب ولكننا نحرص على الزوار. ماذا سيحصل اذا ما سقطت القبور والجدران على الزوار الذين يصلون الى هنا كل يوم؟"             في الاسبوع الماضي رفعت الجمعية طلبا عاجلا الى محكمة الصلح في القدس لاصدار امر لرجال الاوقاف وبلدية القدس بوقف اجراءات الدفن في المكان. كما أن مدراء حديقة القبر يطلبون تعيين خبير حيادي يفحص عن كثب المجال ويقرر اذا كانت أشغال الاوقاف تعرض المكان للخطر. في الطلب، الذي رفعه المحامي ميخائيل دكر، جاء أن "انهيار الحائط او اجزاء منه قد يشعل نزاعا زائدا لا داعي له بين المسيحيين والمسلمين لا تحمد عقباه". مدير الاوقاف في القدس عزام الخطيب، عقب قائلا: "المقبرة الاسلامية موجودة منذ أكثر من مائة سنة. بنينا جدارا بين المقبرة وبين الحديقة بعد أن حصلنا على رخصة من بلدية القدس. في الماضي، رجال حديقة القبر رفعوا دعوى الى المحكمة وخسروا. ليس عندنا مشكلة في فحص الامان في المكان. نحن لا نضر باي شيء مقدس يعود الى أخواننا المسيحيين في القدس". وجاء من بلدية القدس ان المقبرة الاسلامية تعمل حسب القانون. رخصة نصب القبور صدرت قبل فحص معمق من مهندس المدينة وفي ظل بحث مشترك مع ممثلي حديقة القبر والاوقاف.