بعد ثماني سنوات من وفاته، التخمينات لسبب وفاة عرفات تصعد مرة اخرى الى العناوين الرئيسة. تحقيق لشبكة "الجزيرة" بُث أمس يدعي بأن وفاة رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، كانت نتيجة اغتيال بواسطة سُم فتاك من نوع بولونيوم، يبث الاشعاعات. ردا على ما نشر، قالت أرملة عرفات، سهى، انه "لا يمكن إبقاء هذا الملف مفتوحا الى الأبد". وبزعمها، فان "دولة فقط ذات قدرة نووية توجد لها امكانية انتاج مادة من هذا النوع". بل ان الأرملة طلبت من السلطة الفلسطينية استخراج جثمان زوجها من قبره في رام الله، لتأكيد النتائج الجديدة للتحقيق. وحسب "الجزيرة"، جرى التحقيق على مدى تسعة اشهر في اثنائها التقى محققو الشبكة بالأرملة سهى عرفات، ونقلت هذه اليهم الأغراض الشخصية للزعيم الفلسطيني التي كانت ملطخة بدمه، بريقه وببوله، بل وبعرقه، بينها قبعته وكوفيته، فرشاة أسنانه وملابسه. ومن الأغراض التي سُلمت للفحص في معهد الفيزياء النووية في مدينة لوزان في سويسرا أُخذت عينات بيولوجية، عُثر فيها على مستوى شاذ من السُم الاشعاعي الفتاك البولونيوم، الذي تسبب ظاهرا بوفاة عرفات. مدير معهد الفيزياء النووية في سويسرا، د. فرنسوا بوشو أكد نتائج التحقيق وقال للشبكة القطرية: "أوكد أن في الفحوصات التي اجريت على أغراض السيد عرفات الراحل الشخصية، والتي كان عليها بقع من افرازات جسده، عثر بشكل غير مفسر على مستويات عالية من بقايا سم اشعاعي من نوع بولونيوم 210". ومع ذلك شدد د. بوشو في التحقيق بان استخراج جثمان عرفات وفحص عظامه وحده سيسمح بالقول بيقين اذا كان بالفعل توفي بسم البولونيوم، واضاف بان "مطلوب فحص التراب الذي دفن فيه جثمان الراحل". وادعى د. بوشو بان علماء المعهد توجهوا من خلال سهى عرفات الى المستشفى العسكري بيرس في فرنسا وطلبوا منهم عينات دم وبول من الزعيم الفلسطيني الذي ادخل هناك قبل وفاته، ولكن قال المستشفى للارملة ان العينات دمرت بعد وفاة زوجها. واشار التحقيق أيضا الى أن محققي "الجزيرة" طلبوا الحديث مع الطاقم الطبي الذي عالج عرفات ولكنهم اصطدموا بعدم التعاون من جانب الاطباء الفرنسيين، الذين ادعوا بان هذه تفاصيل سرية ليس في صلاحيتهم البحث فيها. كما ادعت "الجزيرة" ان الاطباء من مصر وتونس الذين عالجوا عرفات رفضوا الكشف عما أدى الى وفاته بعد التدهور المفاجيء لحالته الصحية في تشرين الثاني 2004. ملابسات وفاة عرفات في المستشفى جنوبي باريس لم تتضح نهائيا بعد، وعلى مدى السنين ادعى الفلسطينيون غير مرة بان اسرائيل تقف خلف تسميم الزعيم الفلسطيني. كما طرحت تخمينات مختلفة بموجبها بقيت ملابسات وفاة الرئيس غامضة كونه مرض بالايدز. وحاول مقربوه طمس ذلك مدعين ان اسرائيل اغتالته، استنادا الى همس رئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون لرئيس الاركان في تلك الايام شاؤول موفاز: "يجب التخلص من عرفات".