اذا سألتم سكان رام الله من هي السيدة الاولى للسلطة الفلسطينية، قلة سيذكرون اسم من هي معروفة بلقب "أم مازن". ولكن في الاشهر الاخيرة، بعد نحو عقد من الزمان خارج ضوء الكشافات وبفضل المكانة السياسي المتدهورة لرئيس السلطة الفلسطينية، أمينة عباس تخرج مرة اخرى الى النور. محمود عباس (أبو مازن) يعتبر سياسيا يسعى جهده لابعاد عائلته عن وسائل الاعلام. أبناؤه لم ينجح في ابعادهم عن ضوء الكشافات عقب التقارير المرتبطة بأعمالهم التجارية، أما زوجته، التي هي في السبعينيات من عمرها وتضع الحجاب التقليدي، فانه يحرص على "اخفائها" في اثناء ولايته. غير انه مؤخرا طرأت انعطافة: السيدة عباس ظهرت مرتين في أحداث مغطاة اعلاميا. في شهر نيسان سافرت الى تركيا والتقت ضمن أناس آخرين بعقيلة رئيس الوزراء اردوغان وزوجة الرئيس عبد الله غول. يوم الخميس الماضي جلست جانبا تشاهد زوجها في العرس الجماعي لنشطاء فتح في قرية سلواد قرب رام الله. ويثير ظهور السيدة عباس في الشارع الفلسطيني اسئلة بشأن التوقيت، بعد أكثر من سبع سنوات من تسلم زوجها مهام منصبه. وحسب التقديرات، فان الخطوة ترمي الى تلطيف صورة أبو مازن، ولا سيما على خلفية استطلاعات الرأي العام غير المثنية، آخرها عرضت أقل من 50 في المائة تأييد له، الى جانب 44 في المائة تأييد لاسماعيل هنية، رئيس وزراء حماس في غزة. في الاسبوع الماضي فقط خرج شباب من جامعة بير زيت يهتفون ضد أبو مازن "بالخائن"، لاعتزامه استقبال الوزير شاؤول موفاز في رام الله. وحتى بعد الغاء الزيارة تظاهر في منتهى السبت في وسط رام الله عشرات الشبان واصطدموا بعنف شديد من جانب الشرطة الفلسطينية.