خبر : الأزمة السورية، حالة حرب حقيقية!! .. بقلم : سميح شبيب

الجمعة 29 يونيو 2012 10:08 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الأزمة السورية، حالة حرب حقيقية!! .. بقلم : سميح شبيب



أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، علانية أمام مجلس الوزراء الجديد، بأن بلاده في حالة حرب حقيقية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. لم يحدد الرئيس الأسد، الطرف المقابل في هذه الحرب، ولا الاشارة اليه تلميحاً على الأقل. جاء هذا الاعلان الصريح، بعد وصول مهمة المبعوث الأممي والعربي، كوفي عنان الى طريق مسدود، وبعد اسقاط الطائرة التركية فوق المياه الدولية واجتماع حلف الناتو، وفي حمأة تصاعد العنف الداخلي في سورية، ووصوله حد المجازر الدموية. لعله من نافلة القول، ان النظام السوري آثر اللجوء الى حسم الأمور عسكرياً، والاستعانة بقوى اقليمية لها مصالح حيوية في سورية وببقاء النظام القائم فيه، وهي تحديداً روسيا وايران. هذا الخيار تحديداً، هو ما فتح الباب على مصراعيه لتدخلات خارجية مباشرة، أو غير مباشرة، وساعد على تغذية حروب داخلية ذات طابع طائفي. أخذت الأمور في الاتساع والتعمق خلال العام والنصف الفائتة، الى أن وصلت الى ما وصلت اليه. تدرك سورية، مدى أهمية الجارة تركيا، ومدى قدراتها العسكرية، ومع ذلك أقدمت على ما أقدمت عليه، باسقاط الطائرة العسكرية التركية، وكان ذلك بدعم واسناد روسيا مباشرة، لولا هذا الدعم والاسناد لما اقدمت سورية على ما أقدمت عليه. اعتبرت تركيا ما حدث عدواناً يستحق الرد، وبأنه عدوان على حلف الناتو. حلف الناتو من جهته، لا يزال يتريت في الرد، وفي التدخل العسكري في سورية، ولا يرى في الوقت الراهن، وقتاً مناسباً لتدخل كهذا. لكن ذلك لا يعني بأن حلف الناتو، يقوم بانضاج الظروف للبدء بتدخل واسع، كما لا يعني مطلقاً، بأن تركيا، لن تقوم برد عسكري، تسترد من خلاله ما فقدته من هيبة قواتها المسلحة. بات النظام السوري على يقين، باستحالة فرض الهدوء وعودة النظام الى البلاد، بعدما بدأ يفقد السيطرة الجغرافية على أجزاء من سورية، وصلت حد المدن الاساسية، دمشق وحلب، كما بات النظام على يقين، بضرورة اسناده عسكرياً وسياسياً من دول اقليمية لها وزنها، مثل ايران وروسيا، ولو جاء ذلك على حساب سيادتها الجغرافية والسياسية، وكل ذلك في سبيل الحفاظ على النظام واستمراره. هذه العوامل مجتمعة، ادخلت الأزمة السورية، في دوائر التشابك والتعقيد، وجعلت منها بؤرة لتصارعات دولية قادمة، ترى روسيا فيها، بأنها المنطلق لاعادة التوازنات الدولية. مستقبل الأزمة السورية، بات مرهوناً بمجموعة توازنات واعتبارات دولية شديدة التعقيد، في وقتٍ لا يزال فيه النظام السوري، يخسر في معركته الداخلية نقاطاً تتراكم، لتصل حد الجدار.