خبر : اليوم ايران وغدا فلسطين ...محمد صادق الحسيني

الإثنين 04 يونيو 2012 07:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اليوم ايران وغدا فلسطين ...محمد صادق الحسيني



ليست هي الحرب تماماً، ولا هو السلام المستحيل أصلاً مع نظام عنصري مقيت يلهث للخروج من صورته المهشمة على يد الراحل عماد مغنية صانع انتصاري ايار وتموز اللذين نعيش ايامهما في الوقت الراهن، بل هو الانحدار المتسارع لهذا الكيان نحو الزوال بيقين سيد المقاومة وصواريخ إيران الجديدة العابرة منها للفضاء كما الأخرى المحطمة لكل انواع الدروع الصاروخية واخرها وليست الاخيرة الصاعقة التي اشار اليها الامام الخامنئي يوم امس وهو يحذر الكيان الصهيوني منها في حال ارتكابها اي حماقة في المنطقة.رن جرس الهاتف عندي قبل ايام وظهر على الطرف الآخر صوت هز مشاعري دون ان اعرف في البداية السبب ومن هو المتكلم اصلا وماذا يريد مني بالضبط وما هي الحكاية ؟!ولكن ما ان تقدم الطرف الآخر بالكلام حتى اكتشفت انها فلسطينية ولما سألتها عن اسمها زادت وتيرة الشدة في مشاعري الى اعلى مستوى يمكن تصوره الى ان اجتاح رنين اسمها اذني وهي تقول لي انها سناء العالول (مديرة تحرير صحيفة ’القدس العربي’) عندها اصابت سجل مشاعري على مدى الثلاثة عقود الماضية في الصميم لانه سرعان ما تدافعت عندي ذكريات النضال في صفوف من كنا نسميهم بجماعة الغربي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح قوات العاصفة وهم الاقرب الى المجاهد الكبير الشهيد ابو جهاد خليل الوزير وقد زادت مشاعري توهجا بعد ان تأكـدت انها شقيقة الاخ المناضل محمود العالول وهو احد اعمدة الشهيد الكبار.... وهنا تدافعت في ذاكرتي كل مشاهد قتال وكفاح الفدائيين الفلسطينيين العادل من مربع الفاكهاني والجبل و.... حتى قلعة الشقيف الخالدة والاختباء في تلك الليلة العظيمة في قن الدجاج في رب ثلاثين تلك القرية العاملية الجنوبية المحتسبة امرها عند الله والتي احتضنتنا واحتملتنا وصبرت وصابرت معنا ومن اجلنا ومن اجل لبنان و كيف قضينا ساعات تلك الليلة الليلاء ساهرين حتى ساعات الفجر الاولى قبل الانطلاق بقيادة المجاهد الشهيد مروان كيالي نحو قمم مارون الراس لنحررها من دنس الاحتلال الصهيوني ... حيث كان ذلك غداة اجتياح العام 1978 الشهير!الامر لم ينته عند هذه المشاعر والاحاسيس التي تدفقت وتدافعت في تلك الساعة، بل انني سرعان ما عدت الى ارشيفي الشخصي والصحافي وانا ابحث عن صور تذكرني بابي جهاد وتلك الايام العظيمة فاذا بي اجد صورة لطالما بحثت عنها وهي صورة تاريخية جمعت بين المتطوعين الذين اتيت بهم من ايران الثورة مع القائد ابوجهاد ويا للصدفة ان المناضل محمود العالول حاضر معنا كما تظهر الصورة التذكارية في معسكر حمورية في الشام!وما كنت لاذكر لكم هذه الحادثة والذكريات المحيطة بها لولا اننا نعيش في هذه الايام الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لرحيل قائد وزعيم ومرجع ديني كبير قل نظيره في تاريخ زعماء الثورة العالمية لاسيما ارتباطه العجيب والفريد من نوعه بالقضية الفلسطينية.في تلك الايام الخالدة التي اسقط فيها هذا الرجل الثمانيني عرش واحد من اكبر طواغيت الارض يومها وكلب حراسة اكبر امبراطورية عرفها التاريخ المعاصر وهو يجلس على سجادة صلاة مفروشة على حصير لم يمتلك سواهما وبقي كذلك حتى سلم روحه الامانة الى ربها، كان اول ما فكر فيه بعد انتصار الدم على السيف في بلاده هو ان يكرس بين افراد شعبه وبين جماهير شعوب المنطقة ثقافة المقاومة وعدم الركون للظالم من خلال اول شعار عملي ومركزي اطلقه الا وهو ’ اليوم ايران وغدا فلسطين’!لم يكن هذا الشعار مجرد شعار يطلقه الامام روح الله الموسوي يومها ليرضي به هذا الطرف او ذاك او يتكتك به كما يقولون بقدر ما كان خريطة طريق اعتقد انها كفيلة بانهاض المنطقة او كما كان يقول لتلاميذه ينقلها من الصحوة الى النهضة!اليوم بالذات ونحن نعيش ايام الثورات العربية والاحتجاج والتمرد على الظلم والظالم وكل العيون شاخصة نحو فلسطين رغم كل محاولات العدو الصهيوني لتهميش نضال شعبها واخراجها من ميادين الثورة العربية او وضع اهداف الثوار والمناضلين في تلك الميادين في تعارض او صدام مع ثقافة المقاومة والمقاومين اما بالتحريف او الخداع او التضليل او محاولة شراء بعض النفوس الضعيفة او ابتزاز هذه الجهة او تلك بسبب الحاجة الى الامن او المعاش او ركوب موجات ما اصطلح على تسميته زورا وبهتانا بالربيع العربي نستطيع تماما ان نتأكد من مدى صوابية وبعد نظر ذلك الرجل الحكيم والضالع عميقا في منطق استشراف المستقبل وعلم اليقين!علم كان يلخصه ذلك العراف الكبير وفيلسوف الثورة وباني اول دولة اسلامية في العصر الحديث تجمع بين الاصالة والمعاصرة بقوله الدائم للمناضلين: ’لقنوا انفسكم بانكم تستطيعون وستستطيعون حقا’! وهاهم اليوم قد استطاعوا ودحرجوا بالفعل عروش العديد من الطواغيت والبقية وعلى الطريق!واما عن دولته التي بناها وعن شعاره الخالد اليوم ايران وغدا فلسطين والذي هو محل حديثنا واستذكارنا واستحضارنا نقول: بانه ورغم كل الذي حصل من شد وجذب او صعود وهبوط وشدة ويسر فان الرجل والتلامذة الذين رباهم وراهن عليهم في علم اليقين لم يغير يوما في اتجاه بوصلته الرئيسية اي التوجه بمنهجية وحدة كل البنادق والجهود نحو تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر الى البحر، شعار ومبدأ عمل واستراتيجية وخارطة طريق لم ولن يتنازل احد من اعوانه وتلامذته عنها قيد انملة مهما علت الاثمان وزادت شدة النزالات والحاضر خير دليل وما نسمعه هذه الايام من خليفته وحافظ سره والسائر باخلاص على نهجه البرهان القاطع على ما نقول وهو القائل فيما قال اخيرا:لن نخفي على احد بعد الآن دورنا في مقاتلة العدو الصهيوني وسنقدم كل العون والدعم والمساندة لكل من يقرر المواجهة مع هذا العدو دون وجل او تردد!واما آخر ما صدر من امر عمليات يومي على هذا الطريق فهو: الصواريخ كل الصواريخ باتجاه كل مواقع العدو الصهيوني دون استثناء من ديمونا والنقب وراس السبع جنوبا حتى الناقورة شمالا واي نقطة من نقاط الاتكاء سيستخدمها العدو ستكون عرضة للرد المناسب وكل اعتداء على اي مستوى كان سيلقى الرد الفوري بنفس المستوى اما مستشاره العسكري الجنرال يحيى صفوي فقد كان اكثر شفافية عندما قال في حديث للاعلام الداخلي:’ان اكثر من عشرين قاعدة واكثر من مائة الف عسكري امريكي واكثر من ستين قطعة حربية امريكية في الخليج الفارسي وبحر عمان هي تحت النيران الايرانية باستمرار وان اي حماقة قد يرتكبها العدو الصهيوني ضد ايران قد تجعل الملايين من سكانه يفرون من فلسطين المحتلة في الايام الاولى من الحرب تاركين وراءهم الخراب والتيه والضياع لمن يجرؤ على البقاء’!