أتفق معك فى الكثير مما ذكرته فى مقالك ، خاصة حينما ذكرت في الدول التي تتمتع بشفافية حقيقية في الحكم ولا تدعيها ، وقد ذكرت الكثير من أمثلة إسرائيلية بحكم تخصصك فى الشؤون الإسرائيلية ، ولعله سقط منك سهواً أن تذكر حوادث فى دول كبرى مثل فرنسا حيث تم إدانة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في قضية الوظائف الوهمية حينما كان عمدة مدينة باريس ، واتهم باستغلال السلطة واختلاس أموال عامة . وكان أول رئيس جمهورية فرنسي تدينه محكمة الجنح الفرنسية . كذلك استقالة الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون على أثر فضيحة ووترغيت ، وكان أول رئيس أمريكي يستقيل عام 1974 نتيجة للفضيحة ؛ التى تمثلت فى قرار نيكسون بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس له فى مبنى ووترغيت ، وتم كشفه وتفجرت أزمة سياسية كبيرة فى أمريكا ، واتهم نيكسون بسوء استعمال السلطة وتمت محاكمته ، وأصدر الرئيس الأمريكى جيرالد فورد عفوا بحقه بعد ذلك ، والتاريخ يخبرنا الكثير الكثير عن الشفافية والعدالة التى تطبقها الدول المتحضرة على رؤسائها قبل مواطنيها . وللأسف نحن لم نصل بعد للدول المتحضرة ، فلا توجد دولة متحضرة تعانى من انقسام سياسي كالذى نحياه ، والسؤال ولو تم تعيين مراقب عام هل سيكون من حركة فتح أم حركة حماس ؟ وإذا كان مستقل من الذى سيدعمه ؛ وينفذ قراراته ويمنحه الاستقلالية ؛ ولا يسمح لأحد بالتأثير عليه ، فغالبية دول العالم الثالث تدعى الديمقراطية ولا تمارسها ، وما زالت تعيش فى عباءة القبلية والعشائرية والحزبية ، وهذا المراقب العام إن لم تكن له عباءة من تلك ، لن يتمكن من النجاح فى مهمته الرقابية . ولكنني أرى أن ... الشعب يريد الشعور بالأمن والأمان فى الدولتين غزة والضفة . الشعب يريد منحه حرية الرأى والتعبير وحرية الدين والفكر ولا يخاف الاعتقال الغير مبرر . الشعب يريد عدالة اجتماعية ومنافسة شريفة بدون محسوبيات . الشعب يريد سلطة تشريعية وتنفيذية منتخبة وعليها إجماع من كافة الفصائل السياسية . الشعب يريد برنامج سياسي محدد للوصول للدولة الفلسطينية . الشعب يريد رؤية واضحة للمشروع الوطني برمته ليطمئن على مستقبل أبنائه الشعب يريد المشاركة فى ملف المفاوضات وأخذ رأيه فيما يتم التوصل إليه من اتفاقيات مستقبلية ولا يساق كالقطيع ونعرف أين نحن ذاهبون ؟ الشعب يريد قيادة صادقة وجادة ومنفذة لوعودها . الشعب يريد محاكمات علنية لكل من أخطأ بحق القضية الفلسطينية . الشعب يريد جهاز تعليمي بمناهج تربوية ترقى بالمواطن الفلسطيني ليواجه التحديات القائمة . الشعب يريد مستشفيات وطواقم طبية تأخذ بيدهم للحياة ، ولا تصرف لهم تذكرة الموت . الشعب يريد برامج تثقيفية حول مفهوم حقوق الإنسان والمواطنة والديمقراطية التى يطلب منه ممارستها رغم جهله بها . الشعب يريد حل لمشكلة آلاف الخريجين والتى تراكمت أعدادهم على أكوام البطالة ، وتزداد يوما بعد يوما خاصة فى غزة . الشعب يريد أن يأخذ الشباب دورهم الحقيقي فى قيادة الوطن . الشعب فى غزة أصبح يريد الكهرباء أكثر من المصالحة . الشعب يريد مراقب دولة .. حينما نوحد الدولتين غزة والضفة .. ومن ثم نمارس انتخابات حرة ونزيهة .. ويتم تشكيل حكومة منتخبة لا يعرقل عملها أي طرف .. ونقيم دولة المؤسسات .. وقتها نطالب بمراقب دولة . فلا يجوز أن نطالب بصناعة نووية .. ونحن نستورد الدقيق لرغيف الخبز . Abber_ath@hotmail.com
