قال الحكماء ان النوائب الجديدة تُنسي وتُنحي النوائب القديمة. ونسوا فقط ان النوائب القديمة تتسلل من الباب الخلفي عائدة الى مركز خشبة المسرح. في مؤتمر لمركز ابحاث الامن القومي في تل ابيب طفت وارتفعت مسألة العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية التي نحتها ايران والمتسللون من السودان وقانون طال. تناول بنيامين نتنياهو واهود باراك هذا الشأن ودعا كل واحد باسلوبه أبو مازن الى تجديد التفاوض، لكن أُضيف الى خطبة وزير الدفاع ضمنا ايضا قوله ان التسوية المرحلية ممكنة ايضا مع عدم وجود اتفاق دائم شامل – "بل حتى عمل من طرف واحد". ولم تكن هذه زلة لسان من باراك. أتم المعهد بحثا أساسيا بادارة الدكتور يهودا بن مئير ووجد ان الحكومة اذا عرضت مسودة اتفاق دائم مع السلطة الفلسطينية يُستفتى الشعب فيها فستكون نسبة التأييد 48: 34 فقط، وهكذا الحال مع اتفاق تم الاتفاق عليه مع حكومة برئاسة الليكود لا العمل، وهذا ضوء تحذير لأن الأكثرية التي تؤيد "دولتين للشعبين" ضئيلة برغم ان الحديث فيها عن اعتراف فلسطيني بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي وحفاظ على الكتل الاستيطانية ووجود عسكري على طول الاردن وبغير "حق العودة" للاجئين الى داخل اسرائيل وأن يكون جبل الهيكل (المسجد الاقصى) "تحت سيادة الله". فاذا لم تكن برغم كل ذلك أكثرية مطلقة للسلام فان مستوى التشاؤم الاسرائيلي في ارتفاع. رفض ياسر عرفات وأبو مازن مقترحات سخية من باراك واهود اولمرت كانت حسنة في حينها. فهل السلطة الفلسطينية معنية الآن بالتفاوض؟ ما أمكن ان نسأل عما يحدث في الاتصالات القليلة بين القدس ورام الله وتبادل الكلام بين نتنياهو وأبو مازن وفي المحادثات بين اسحق مولخو وصائب عريقات، يقوى انطباع أنه صيغت في مكاتب المقاطعة استراتيجية دبلوماسية يمكن ان يتم تعريفها بأنها احراز الغاية بوسائل سلبية. فقد تخلى أبو مازن عن انقضاض شامل على الجهاز السياسي الدبلوماسي الاسرائيلي، وهو يعمل من طرف واحد في نقاط مستقلة، فهو يحرز في اليونسكو تدخلا في قرية بتير باسم علم الآثار؛ وهو يقف وراء القطيعة مع منتوجات المستوطنات في أسواق الغرب – وهي مشكلة ستزداد شدة ويوجد خطر ان تتمتع بالشرعية في دول اوروبا الى ان تصبح عبئا سياسيا ثقيلا. ان الاتفاق الدائم هو الحل المفضل الذي أصبح تأييده في اسرائيل يقل وذلك في الأساس لعدم الثقة بنوايا الطرف العدو. لكن من المطروح للبحث ايضا احتمال السعي الى اتفاق مرحلي، وهذه خطة لم يرفضها نتنياهو، ولما كان شاؤول موفاز في المعارضة طورها لتصبح خطة مصوغة تقوم على استعداد اسرائيل الذي التزمت به للرئيس جورج دبليو بوش. ان امكانية اجراء من طرف واحد أكثر تعقيدا. ويمكن ان يتم نشر الجيش الاسرائيلي من طرف واحد في منطقة أضيق، لكن يجب ان يقوم ذلك على افتراض ان ذلك غير متعلق بطرد اليهود عن بيوتهم دون مقابل. ان أحادية الطرف قد تكون مجدية لكنها سيف ذو حدّين.