خبر : كله شيء يتكرر يا (ح) بيبي/بقلم: دوف فايسغلاس/يديعوت 31/5/2012

الخميس 31 مايو 2012 03:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
كله شيء يتكرر يا (ح) بيبي/بقلم: دوف فايسغلاس/يديعوت 31/5/2012



 قبل نحو ثلاثة اسابيع، عندما نظر نتنياهو الى الجلبة التي نشبت في مؤتمر الليكود واستمع الى وابل الصراخ والعويل، لا بد أنه تذكر ما حصل قبل عشر سنوات، في يوم 12/5/2002، في قصر الثقافة تل أبيب. اجتمع هناك نحو 2.800 عضو مركز الليكود للبحث في مشروع قرار بادر اليه عضو المركز نتنياهو (لم يكن في حينه عضوا في الحكومة ولا نائبا، بل مجرد "مواطن قلق")، وبموجبه الليكود يعارض اقامة دولة فلسطينية غربي الاردن.  ولماذا بالذات في حينه؟ منذ بداية ولايتها اقتنعت ادارة بوش بان اقامة دولة فلسطينية هي الوسيلة الوحيدة لاحلال السلام بين الشعبين. وتقدمت حكومة شارون على ذلك بشروط مسبقة واضحة، تحددت بعد ذلك في خريطة الطريق وفي رسالة الرئيس بوش الى شارون، وتضمنت ضمن امور اخرى الوقف التام للارهاب والتسيب الحكومي في المناطق الفلسطينية، ابعاد عرفات عن موقع التأثير والتأييد الامريكي لادراج بلدات الكتل الكبرى ضمن مناطق دولة اسرائيل ومنع عودة اللاجئين الى اسرائيل. في تلك الايام بدأ حوار اسرائيلي – امريكي جدي ومسؤول، وضعت فيه الاسس لمسيرة سياسية مستقبلية، منضبطة.  اولئك الذين لم يرغبوا في هذا التطور السياسي، أو في اي تطور سياسي آخر، واولئك – وبينهم نتنياهو – ممن رغبوا في افشال شارون، وبكل ثمن، حرصوا على عقد المركز الهائج، الصاخب والصارخ، وبالذات في قصر "الثقافة". والغاية: تقييد شارون في القناة السياسية، واحراجه امام الادارة الامريكية ومنع كل امكانية لمسيرة سياسية عملية.  شارون، طلب تأجيل القرار: "الحسم اليوم في مسألة الدولة الفلسطينية خطير على اسرائيل ويستدعي الضغوط عليها"، قال. أقواله قوطعت بصخب مقاطعات الاهانة. نتنياهو نهض وحاول اسكات الجمهور المشاغب وحظي بنشيد "بيبي ملك اسرائيل" (قبل وقت طويل من تتويجه من قبل "التايم"). باغلبية 56 في المائة ضد 44 في المائة رد طلب شارون عدم اجراء النقاش.  نتنياهو ألقى كلمته: أعلن بحماسة بانه لن تقوم دولة فلسطينية "لا تحت عرفات ولا تحت قيادة اخرى، لا اليوم ولا غدا... ادارة ذاتية – نعم، دولة – لا". ودعا الحاضرين الى التصويت، كرجل واحد، ضد قيام دولة فلسطينية: "حذار علينا ان نفزع من أن الاسرة الدولية لا تتفق معنا في هذه الامور". "هل الاسرة الدولية رأت خطر الكارثة؟" سأل (في حينه ايضا، الكارثة مع كل شيء). "الحساب التاريخي واضح: نعم لدولة فلسطينية معناها لا لدولة يهودية (وبالعكس)".  ونال القرار أغلبية جارفة. الاعضاء هتفوا بانفلات عقال. شارون ترك القاعدة يرافقه صفير الاحتقار. البيت الابيض رد بقوله ان "الرئيس بوش يواصل الاعتقاد بان الطريق الافضل للسلام هو اقامة دولة فلسطينية، تعيش بأمن الى جانب دولة اسرائيل". استطلاع "يديعوت احرونوت" في 14/5/2002 أظهر بان 68 في المائة من الجمهور يعتقدون بان شارون كان محقا بمطالبته عدم اتخاذ القرار كما طلب نتنياهو. وكل شيء يتكرر ايضا يا بيبي. الواقع السياسي في الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني، والذي فهمه شارون قبل عشر سنوات، فرض على نتنياهو قبل نحو ثلاث سنوات: في شهر حزيران 2009، في "خطاب بار ايلان"، اعلن عن موافقته على اقامة دولة فلسطينية مستقلة، والـ "لا" الصاخبة من شهر ايار 2002 اختفت وكأنها لم تكن. نتنياهو تعلم، كما قال شارون، بان "ما يُرى من هنا (من طاولة رئيس الوزراء) لا يُرى من هناك (من مركز الليكود).  مرغوب فيه ان يتعلم نتنياهو شيئا آخر من دروس إرث شارون: مع هؤلاء الرفاق من الليكود – اولئك الذين أنشدوا له في العام 2002 وصرخوا عليه في العام 2012 – لن يصنع شيئا، وفي ظلهم لن يحصل شيء: لا مفاوضات سياسية ولا تسوية سياسية.