خبر : أبطال النكبة/بقلم: شلومو أفنيري/هآرتس 30/5/2012

الأربعاء 30 مايو 2012 11:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أبطال النكبة/بقلم: شلومو أفنيري/هآرتس  30/5/2012



 ان الاشتغال الذي أخذ يتسع بالنكبة ظاهرة ايجابية. لكن يجب ان نحاول قبل كل شيء ان نحدد ماذا كانت النكبة وماذا لم تكن. لم تكن النكبة كارثة طبيعية أو حادثة كان الجمهور الفلسطيني فيها موضوعا سلبيا، بل كانت النكبة نتاج قرارات سياسية وعسكرية لقادة الجمهور العربي الفلسطيني ومن يتابعونهم. وكانت النكبة نتيجة صراع مسلح انتهى بهزيمة عسكرية فلسطينية وعربية عامة. لم يكن الجمهور العربي الفلسطيني في 1947 – 1948 والذي هرب جزء منه وطُرد جزء آخر وبقي جزء منه داخل اسرائيل، لم يكن مجموعا مجهولا فقط من الضحايا بلا صورة وبلا صبغة وهوية، بل كان لهذا الجمهور قادة، وقاد هؤلاء القادة شعبهم الى الحرب والى هزيمة فظيعة. ليست النكبة فقط صور فلاحين ومدنيين ذاهبين الى الجلاء – ان قادة الفلسطينيين العسكريين الذين حاولوا في 1948 ان يمنعوا بالعنف وبقوة الذراع انشاء دولة اسرائيل، فشلوا. لكن فشلهم في حومة الوغى أفضى الى عدم نشوء دولة فلسطينية في 15 أيار 1948 الى جانب دولة اليهود. ويحسن بالعرب واليهود ان يتذكروا أسماءهم فلولا هم لما كانت نكبة. اليكم أسماء عدد من أبطال النكبة: حسن سلامة الذي كان من قادة التمرد العربي في 1936 وتولى في 1948 قيادة القوات المسلحة الفلسطينية في منطقة يافا – الرملة والتي حاولت ان تقطع تل ابيب عن بلدات الجنوب وعن القدس، وفي نهاية أيار قُتل في معارك قرب رأس العين. وفوزي القاوقجي، وهو من مواليد طرابلس في لبنان، وكان من قادة التمرد العربي في 1936 ايضا. وبعد فشله هرب الى العراق وانضم هناك الى رشيد عالي الكيلاني في محاولته تنفيذ انقلاب موالٍ للنازيين في 1941. وبعد ان قمع البريطانيون الانقلاب نجح في الهرب الى المانيا النازية. وفي 1948 عينته الجامعة العربية قائدا لجيش الانقاذ العربي الذي عمل في شمال البلاد وحاول بلا نجاح ان يحتل كيبوتس مشمار هعيمق. وبعد هزيمة جيش الانقاذ هرب الى لبنان ومات هناك. وكان عبد القادر الحسيني في ظاهر الامر القائد الأعلى للقوات الفلسطينية في 1948، وكان في واقع الامر مسؤولا عن القوات التي هاجمت القوافل اليهودية التي أرادت ان تخترق الحصار على القدس. وقُتل في نيسان 1948 في معركة القسطل. اذا استثنينا قلة قليلة من الشيوعيين الفلسطينيين لم يعارض أحد من الجمهور العربي هؤلاء القادة العسكريين، وكانت جنازة الحسيني في القدس أكبر اظهار للقوة العربية في أواخر الانتداب البريطاني. يجوز لنا ان نسأل كل من يريدون ان يتذكروا ويُذكروا بالنكبة: هل لهؤلاء القادة نصيب من المسؤولية عما حدث للجمهور الفلسطيني في 1948؟ أوما يزالون يعتبرونهم أبطالا الى اليوم أم يعتقدون أنهم جلبوا على شعبهم اخفاقا فظيعا؟. هذا سؤال مشروع. كان لشعوب اخرى ايضا قادة قادوا شعوبهم الى هزائم ومعاناة، وأصبح بعض هذه الشعوب يتحللون منهم، ويمكن ان نكتفي بزعيم جمهورية الصرب سلوفان ميلوسوفيتش. ان من يريدون تذكار النكبة ما لم يواجهوا هذه الاسئلة – التي هي صعبة من ناحية سياسية واخلاقية – فينبغي ألا نتوقع ان يرى الجمهور اليهودي في تذكر النكبة شيئا سوى استمرار عدم الاستعداد للمصالحة السياسية الذي ميز القيادة والجمهور الفلسطينيين في 1948 وأفضى بهما الى هزيمتهما العسكرية.