خبر : إنكشاف الخدعة/بقلم: اليكس فيشمان وايتمار آيخنر/يديعوت 28/5/2012

الإثنين 28 مايو 2012 04:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
إنكشاف الخدعة/بقلم: اليكس فيشمان وايتمار آيخنر/يديعوت  28/5/2012



استغرق هذا بعض الوقت، ولكن بعد الجولة الاخيرة في بغداد باتت حتى المحافل الامريكية تعترف بذلك: الشك الاسرائيلي بالنسبة للمحادثات النووية مع ايران كان محقا.جولة المباحثات الثانية بين القوى العظمى الغربية وايران انتهت بفشل ذريع. فقد أعلنت ايران بانها ترفض طلب وقف تخصيب اليورانيوم الى 50 في المائة بل وأعلنت بانها ستبني مفاعلا نوويا آخر في بوشهر حتى 2014 وآخر قرب مدينة دارحوبين. الامريكيون لا يزالون غير يائسين من الحوار الدبلوماسي ويعلقون آمالهم على جولة المحادثات الثالثة التي ستنعقد في موسكو في منتصف حزيران. ولكن الضغط الاسرائيلي فعل فعله، وتقرر طرح انذار واضح على ايران. جولة المحادثات هذه ستكون الاخيرة. دون أي اختراق فريدون عباسي، المسؤول عن البرنامج النووي الايراني، اعلن أمس بعد فشل المحادثات بانه ما من سبب يجعل بلاده تتخلى عن تطلعها في المجال، ويبدو أنه رغم توقعات الغرب، لم يكن في نيتها في أي مرحلة من المراحل العمل بخلاف ذلك. من التقارير التي وصلت الى اسرائيل عن جولة المحادثات في بغداد يتبين أن ايران لم تتطرق على الاطلاق الى المطالب التي طرحتها عليها القوى العظمى – وعلى رأسها وقف تخصيب اليورانيوم الى 20 في المائة ووقف نشاط المنشأة النووية في قم. بالمقابل، تلا ممثلوها سلسلة خطابات مسبقة، وفي مركزها مطلب رفع العقوبات ضد دولتهم. في نهاية اليوم لم يسجل في المحادثات اي مرونة في الموقف الايراني. في ضوء ذلك تقول محافل في اسرائيل بان يبدو ان الولايات المتحدة شريكة في التقديرات المتشائمة في القدس وبموجبها لن يخرج شيء من المسار الدبلوماسي لان حكم الرئيس محمود احمدي نجاد معني فقط بكسب الوقت والتخفيف من العقوبات. وقالت هذه المحافل "خسارة ان القوى العظمى لا تستخلص الاستنتاجات اللازمة. وبدلا من ذلك تعطي ايران شهرا آخر لمواصلة تخصيب اليورانيوم". تعزيز آخر للادعاء بان ايران ضللت الغرب جاء أمس عبر اعتراف موظفين كبار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية امام محافل سياسية في اسرائيل: ايران خدعت رئيس المنظمة، يوكيا امانو. في المحادثات التي اجراها أمانو في طهران الاسبوع الماضي سمح له الايرانيون بان يفهم بان بين الطرفين سيوقع اتفاق يسمح باختراق في عمل مراقبي المنظمة. فضلا عن ذلك، وافق الطرفان على أنه في المؤتمر الصحفي الذي يعقده أمانو قبل خروجه من طهران سيعلن الايرانيون عن استعدادهم للتوقيع على اتفاق مع الوكالة الدولية يسمح بشفافية أكبر للنشاط النووي الايراني. أمانو – الذي سافر الى طهران استنادا الى تعهد مسبق بان هكذا ستكون الامور – بالفعل استغل المؤتمر الصحفي للاعلان عن الاتفاق، ولكن الايرانيين لم ينفذوا نصيبهم فيه. وعلى حد قول الموظفين في الوكالة الدولية، بعد عودته الى فيينا فقط فهم الرئيس بان الايرانيين خدعوه واستغلوا زيارته كي يخلقوا جوا ايجابيا قبيل المحادثات.  الدليل القاطع على ذلك جاء أمس عندما أعلن الايرانيون بشكل رسمي بانهم لن يسمحوا للمراقبين حتى بان يزوروا  المنشأة في برتشين – الامر الذي اعتبر الاسبوع الماضي انجازا محتملا لامانوا. وبزعم محافل في اسرائيل، فان الغضب والاحباط لدى رؤساء الوكالة الدولية جراء ذلك هما اللذان أديا الى تسريب التقرير الذي يصدر كل ثلاث سنوات عن المنظمة – والذي ينكشف فيه بان الايرانيين خصبوا اليورانيوم بمعدل 27 في المائة في المنشأة في قم وان كمية اليورانيوم المخصب الذي جمعوه يسمح لهم بان يبنوا في المستقبل خمس قنابل نووية.  خيبة الامل من الايرانيين أدت ضمن امور اخرى الى محاولة امريكية لمصالحة اسرائيل، وفي اطارها وصل الى البلاد عشية العيد مباشرة من بغداد مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية، ويندي شيرمن. شيرمن وضعت اسرائيل بشكل حميم في صورة تفاصيل المفاوضات كي تبث بان الولايات المتحدة تدير المحادثات بيد عليا، ولا حاجة الى الوجود. "لا تنازل عن التخصيب" في اسرائيل اعربوا عن الرضى من قرار القوى العظمى الرفض التام للمطلب الايراني الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانوم في أراضيها – ولكنهم أقل رضى عن استعداد الغرب للحديث في وقف تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المائة فقط. في القدس معنيون بالوقف التام. كما طلبت اسرائيل ان تلزم ايران بان تخرج من اراضيها كل اليورانيوم المخصب وتفكيك المنشأة في قم وخاب أملها بان تكتشف بان الامريكيين مستعدون للاكتفاء باخراج اليورانيوم المخصب الى 20 في المائة فقط ووقف التخصيب في المنشأة في قم دون تفكيكها. "التخصيب الى مستوى 3.5 في المائة هو خداع"، قال مصدر اسرائيلي. "ففي التخصيب المخفض جمع الايرانيون 5.5 طن من اليورانيوم، وبعدها خصبوه الى 20 في المائة – والتخصيب من 20 الى 90 في المائة يستغرق تقريبا ثلاثة اشهر". في ضوء كل هذا ستصبح جولة المحادثات في موسكو الشهر القادم الفرصة الاخيرة لايران لقبول شروط الغرب – قبل أن تدخل حيز التنفيذ في الاول من تموز العقوبات على التجارة معها والمقاطعة لصناعتها النفطية. "قلق نتنياهو من ان الزمن ينفد محق، وكذا اوباما يشك"، قال مصدر امريكي. "ولكننا ملزمون بمواصلة المحاولة للطريق الدبلوماسي وذلك لان البديل – سواء اذا كان ايران نووية أم هو حرب اقليمية – جد جدي".  "أشرار يحيطون بنا" بالمقابل، في الجمهورية الاسلامية يركزون أساسا على استعراض العضلات. "الاشرار يحيطون بالامة الايرانية ومن كل صوب"، قال أمس احمدي نجاد في الجلسة الافتتاحية للبرلمان. "هدفنا الاول يجب أن يكون رفع هذا الضغط". بالتوازي توجهت ايران برسالة الى مجلس الامن في الامم المتحدة بطلب لشجب اسرائيل على أمور قالها ظاهرا وزير الدفاع باراك بالنسبة للهجوم الاسرائيلي المحتمل في ايران – بدعوى "المس بالاستقرار والامن العالميين".