خبر : ملفات اوباما/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم 28/5/2012

الإثنين 28 مايو 2012 04:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
ملفات اوباما/بقلم: بوعز بسموت/اسرائيل اليوم  28/5/2012



الخيار في مصر، بعد الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية، هو بين رئيس اسلامي (محمد مرسي) وبين ممثل النظام القديم (احمد شفيق). ومن سوريا جاء في نهاية الاسبوع النبأ عن مذبحة فظيعة أخرى، هذه المرة في الحولة، بينما تعترف طهران، دون خجل، بالمساعدة للجزار من دمشق. في ايران متشجعون جدا من المحادثات مع القوى العظمى في اسطنبول وفي بعداد، لدرجة انهم ثارت شهيتهم لمفاعل آخر، قرب بوشهر. وبالنسبة لايران، اكتشف مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية هناك يورانيوم مخصب بمستوى 27 في المائة. يحتمل، كما يقال لنا، بان هذا بالخطأ. وفقط لانتباهكم، اذا ما استيقظنا ذات مرة في الصباح مع تخصيب ايراني لـ 90 في المائة، فهذا سيكون عن قصد. أنا لا احسد الرئيس اوباما: مصر، سوريا وايران ليست بالنسبة له دولا، بل ملفات. حسب سلوك الادارة الامريكية، يدور الحديث عن ملفات في الظلام. الناخب الامريكي في تشرين الثاني لن يتأثر. اوباما في حالة ضغط. مصر وايران تبدوان كجبهتين خاسرتين جدا حتى تشرين الثاني. فهل ربما، بالذات من دمشق، بالنسبة له سيأتي الخلاص؟نبدأ بمصر. الرئيس اوباما تحمس جدا لاجواء الحرية في ثورة التحرير لدرجة أنه نسي بان لامريكا كان في القاهرة حليف طبيعي (مبارك). إذا ما انتصر محمد مرسي، مرشح الاخوان المسلمين في حزيران، لن يتبقى في القاهرة سوى الجيش كي يصد الاخوان والنظام الديني. اما اذا انتصر شفيق، رئيس الوزراء الاخير في عهد مبارك، فمضمون لنا احباط واضطراب مستمر خلف الحدود الجنوبية. مشوق أن نعرف كيف سيسوق البيت الابيض مصر للناخب في تشرين الثاني؟في ايران تستمر المهزلة. الايرانيون فهموا بالضبط المزاج في واشنطن. لنظام آيام الله يوجد وقت حتى تشرين الثاني كي يواصلوا التقدم، بل والاستفزاز. المحادثات مع القوى العظمى ليس فقط لا تردع الايرانيين، بل حتى تمنح ايران الاحساس بانها على الاطلاق القوة العظمى السابعة. مشروع النووي لطهران يعدها بمواصلة تثبيت بقائها ومكانتها الدولية. طهران تشعر جد واثقة لدرجة أن نائب قائد قوة القدس في الحرس الثوري سمح لنفسه بان يعترف بان ايران تساعد الاسد. واشنطن لا تردع ايران حتى هذه الدرجة. مشوق أن نعرف كيف سيسوقون ايران للناخب في تشرين الثاني؟ ماذا تبقى لاوباما؟ بالذات دمشق. ها هي خطة جارور للادارة: مع الروس سينجح الامريكيون في أن يغيروا في سوريا رئيسا (مثلما في اليمن)، ولكن ليس الحكم. اوباما يراهن على حل وسط. موسكو ستحافظ على مصالحها في الشرق الاوسط، اما واشنطن فيمكنها أن تتباهى بتنحية الطاغية من دمشق.اوباما وبوتين سيلتقيان قريبا. للرئيس الروسي المنتخب يوجد حساب طويل مع الادارة، التي مست علنا بمصداقية انتخابه. مشوق ان نعرف ماذا سيحصل بوتين كي يمنح اوباما انجازا شرق اوسطي واحد؟