كانت زعيمة المعارضة الجديدة النائبة شيلي يحيموفيتش بحسب استطلاعات الرأي في ذروة انطلاق الى أعلى، وأملت ان تتضاعف قوة كتلتها البرلمانية في الكنيست ضعفين أو ثلاثة في الانتخابات التي كانت توشك ان تُجرى. ويبدو أنها الآن خائبة الأمل تشعر أنه ربما يقف الزخم. وقد يكون صعود يحيموفيتش المذهل قد صُد بسبب الغاء الانتخابات المبكرة. اذا كانت يحيموفيتش تشعر هكذا، أي بخيبة أمل واحباط، فيبدو ان عليها ان تنظر الى نصف الكأس المليء ايضا: فالى انتخابات 2013 تستطيع يحيموفيتش، وهي زعيمة كتلة برلمانية من ثمانية نواب فقط، ان تصوغ وتطور صورتها باعتبارها سياسية. اجل ليس لها باعتبارها رئيسة المعارضة ولا لسائر احزاب المعارضة التي هي في أقلية غير لامعة في الكنيست، أي أمل في احداث تغيير لنظم الحياة بالتشريع. وفي المقابل فان مكانتها رئيسة للمعارضة وهي مكانة ثابتة بالقانون، قد تنتج للساحة السياسية حتى انتخابات تشرين الاول 2013 شخصية مختلفة، تتعدى منزلة عضو كنيست آخر. ان يحيموفيتش تعوزها أي تجربة عملية سياسية أو دولية. لكنها منذ الآن في مكانتها الجديدة ستلتقي في البلاد بحسب العُرف المستعمل ساسة ضيوفا من الخارج بعد ان يلتقي هؤلاء برئيس الحكومة أو بوزير الخارجية. وباعتبارها كانت غائبة عن مفترقات الحسم المهمة ستنكشف ليحيموفيتش منذ الآن فصاعدا أشد القضايا حسما من قضايا الامن القومي. وينبغي ألا نُخرج من نطاق الامكان ان يحيموفيتش تجد اليوم سبلا تنكشف لها فيها تقديرات استخبارية مثلا. لكنها ستكون منذ الآن فصاعدا مشاركة في الأسرار الخفية بواسطة اللقاءات الدورية وهي لقاءات مع رئيس الحكومة وحدهما مرة كل شهر (بحسب القانون). صحيح ان مقدار مشاركتها في القضايا المصيرية متعلق بسخاء رئيس الحكومة، لكن اذا استطاعت يحيموفيتش ان تكتم الأسرار الكبيرة فستقوى الثقة بينها وبين رئيس الحكومة. وقد تبنت بخلاف عدد من اعضاء الكنيست من حركة كديما في معاملة نتنياهو اسلوبا انتقاديا لا تملق فيه. ولهذا سيجري عليها باعتبارها رئيسة المعارضة في الاشهر القادمة ما يشبه فترة استكمال في الطريق الى صوغها ربما لتصبح مرشحة جدية لرئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة التي ستجري حتما. استطاعت الى الآن ان تصوغ شخصية سياسية متزنة. وسيعتاد الجمهور قريبا على رؤية يحيموفيتش يصاحبها حارس أو حراس كما ينبغي لمن سيصبح من الآن فصاعدا حسب القانون واحدا من رموز الحياة الرسمية. وسيضطر الجمهور الى ان يعتاد ان تقوم في كل مناسبة رسمية الى جانب الرئيس ورئيس الوزراء وان تصبح في الكنيست المتحدثة الاولى بعد رئيس الحكومة. سترأس في الحقيقة معارضة صغيرة وغير موحدة احزاب الطرف فيها هي ليعقوب كاتس ولاحمد الطيبي. وينبغي ان نأمل برغم ذلك ألا تدوس الأكثرية الضخمة للحكومة في الكنيست المعارضة النيابية بل تحترمها. وقد كان الجميع وسيكونون في المكان الذي توجد فيه الآن لأنه لا يمكن عندنا ان نعلم فقد تحل محل موفاز، نائب رئيس الحكومة، في يوم من الايام النائبة يحيموفيتش. ونحن مستعدون لمفاجآت اخرى. ان طريق يحيموفيتش السياسي مملوء بالحفر والآمال، فاذا سلكت سلوكا حكيما واذا أقنعت في الأساس جمهورا كبيرا بمواقفها فقد يُكتب اسمها الى جانب أسماء بيغن وبيرس وشارون ونتنياهو الذين كانوا رؤساء معارضة قبل ان ينتقلوا الى ديوان رئيس الوزراء. وقد أثبتت الايام الاخيرة ان كل شيء ممكن عندنا، ومن المؤكد ايضا ان يحيموفيتش تأخذ هذا في حسابها.