قبل بضعة أسابيع من فصح 2011 وصلت طلبية شاذة الى مصنع في المنطقة الصناعية في ميشور أدوميم، ينتج مبان مؤقتة: مقدم الطلبية الفلسطيني طلب الحصول على عجل على أكثر من 80 مبنى مؤقت. صاحب المصنع لم يسبق له في الماضي أن تلقى طلبية كبيرة وعاجلة بهذا القدر، ولكنه نجح في تلبيته في الجدول الزمني. بعد بضعة اسابيع من ذلك، في أثناء اجازة الفصح لمراقبي الادارة المدنية وصل مئات الفلسطينيين الى منطقة في قناة جدول كيدار تحت معاليه ادوميم وفي وقت قصير أقاموا كل المباني. في الاشهر الاخيرة صعدت البؤر الاستيطانية التي أقامها مستوطنو يهودا والسامرة الى العناوين الرئيسة، بعد أن أمرت محكمة العدل العليا الدولة باخلاء بؤرة ميغرون الاستيطانية وخمسة مبانٍ في حي الاولبانه في بيت ايل. ولكن يتبين أنه في السنوات الاخيرة تبنى الفلسطينيون طريقة البؤر الاستيطانية وهم يرفضون حقائق من خلال بناء عاجل على نمط "سور وبرج". وبتقدير محافل في الميدان، فان البؤر الاستيطانية توجد على الاف الدونمات. في العام 2009، بعد جمود سياسي متواصل وضع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض خطة هدفها تهيئة التربة للاعلان عن دولة فلسطينية. ضمن بنود الخطة، التي حظيت باسم "خطة فياض" صرح رئيس وزراء السلطة عن نيته الاستيلاء على اكبر قدر ممكن من الاراضي في منطقة ج. وفي الاشهر الاخيرة اقيمت عشرات "البؤر الاستيطانية" الفلسطينية في كل مناطق يهودا والسامرة: جبل الخليل، على طول طريق القدس – البحر الميت، بجوار طريق بيغن في القدس (في القسم المرتبط بطريق 443) وفي نقاط مختلفة في السامرة. في كل واحدة من هذه البؤر نصبت بين ثلاثة وعشرات المباني، وبجوار كل واحد منها يوجد حوض ماء ومولد كهرباء ترتفع عليهما رموز السلطة الفلسطينية. حملات الانشاء الاكبر جرت في ايام اجازة مراقبي الادارة المدنية. الطريقة التي نجحت جيدا في جدول كيدار نسخت منذئذ في عشرات النقاط الاخرى في يهودا والسامرة. في ساعات الليل، في الاعياد، في الاجازات وفي السبوت يصل عشرات الفلسطينيين الى المنطقة ويقيمون المباني بسرعة. القانون يسمح لمراقبي الادارة المدنية بمصادرة المباني التي توجد في مراحل البناء فقط. اما اذا اكتمل البناء، فيجب اصدار أمر هدم. والادارة بالفعل تصدر الاوامر، والفلسطينيون ردا على ذلك يلتمسون الى محكمة العدل العليا. قضاة العليا يطلبون من النيابة العامة تقديم مبررات الهدم للمباني، والى أن يأتي الرد تتكاثر البؤر على الارض بوتيرة شبه يومية. "سطو في وضح النهار" لانشاء البؤر كفيل بان يكون معنى سياسي بعيد الاثر بالنسبة لاسرائيل. في اثناء المفاوضات السياسية ستجد نفسها الدولة في نقطة بدء متدنية جدا عندما يكون الفلسطينيون يجلسون عمليا على الاف الدونمات، الجزء الاكبر منها يوجد داخل ما يعرف بانه "الكتل الاستيطانية". جمعية "رغفيم"، التي تعنى بمتابعة وتوثيق البناء غير القانوني للعرب في الخط الاخضر وفي المناطق، رفعت هذا الاسبوع التماسا كبيرا الى محكمة العدل العليا بطلب لاصدار أمر هدم لعشرات المباني من أصل المئات التي نصبت في البؤر الفلسطينية. وارفقت بالالتماس براهين بملكية الدولة على الارض وصور جوية توثق تكاثرها السريع. "ما يفعله الفلسطينيون هو سطو على الاراضي في وضح النهار، بهدف سياسي واضح للسلطة بالسيطرة على أكبر قدر ممكن من اراضي الدولة"، يقول عوفد اراد، مسؤول منطقة يهودا والسامرة في الجمعية. مصدر في جهاز الامن تطرق امس للظاهرة وقال: "لا ريب أن الفلسطينيين تعلموا كيف يخضعوا المنظومة الاسرائيلية. وهم ينسخون طريقة "سور وبرج" وبعد ذلك يعرفون كيف يتلقون الحماية من المحكمة. السيطرة المكثفة على الاراضي يجب أن تقلقنا جدا، وجدير بالجهاز القضائي أن يتعاطى مع هذه الظاهرة بجدية كبيرة". يديعوت – من ايلي بردنشتاين: أبو مازن مرة اخرى يطلب الاعتراف من الامم المتحدة توجهت السلطة الفلسطينية الى مقر الامم المتحدة في نيويويرك من خلال عدة دول عربية، بطلب لادراجها بمكانة دولة في المؤتمر الدولي الذي سينعقد الشهر القادم في ريو دجينيرو في البرازيل. مؤتمر جودة البيئة سينعقد في 20 – 22 حزيران وسيصل اليه نحو 100 زعيم من العالم، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أيضا. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يقرر بعد السفر الى المؤتمر. مكانة الفلسطينيين في الامم المتحدة هي مكانة "كيان مراقب" وهم يطلبون تغيير مكانهم في المؤتمر الى "دولة مراقبة". في أعقاب الطلب الفلسطيني، لم يتقرر بعد ترتيب الخطابات في المؤتمر. اذا نجحوا في محاولتهم ورفعوا مستوى مكانتهم الى دولة مراقبة، فسيتلقى الفلسطينيون أولوية في طرح قضيتهم وفي مكان جلوسهم. "الفلسطينيون يسيسون الامور بوضوح مما يمس بموضوع البيئة في العالم والكثيرون في الامم المتحدة يفهمون ويعترفون بذلك"، قال مصدر سياسي. وعلى حد قوله فان اسرائيل تعمل من خلال حلفائها الغربيين لاحباط الطلب. وسيعرض الفلسطينيون في المؤتمر ادعاءات شديدة ضد اسرائيل بما في ذلك كونها تميز على نحو ظاهر ضدهم في توريد المياه للسكان اليهود والفلسطينيين في يهودا والسامرة. أما اسرائيل من جهتها فستعرض انجازاتها في مجال الزراعة والمياه ونشاطها في مساعدة الدول النامية. وسيلقي في المؤتمر كلمات مسؤولون من وزارة الخارجية منهم داني كرمون، نائب مدير عام وكالة المساعدات الدولية في اسرائيل. وسيشارك في المؤتمر ايضا وزير شؤون البيئة جلعاد أردان الذي قال: "نحن نعمل لمنع تقديم الفلسطينيين كدولة في هذه المناسبة. في نيتنا اعتراض الحجج الكاذبة التي يتقدمون بها في مواضيع مثل المياه والبيئة والتي فيها ايضا يفضلون عدم التعاون والمس بشروط عيش سكان يهودا والسامرة بمن فيهم الفلسطينيون".