بدأت حكومة حماس في قطاع غزة مؤخرا استخدام جهاز خاص كل مهمته منع اطلاق الصواريخ الى الاراضي الاسرائيلية. منظمة حماس، التي خطت على علمها الجهاد على اسرائيل، هي التي تستخدم القوة التي من صلاحياتها اعتقال واحباط خلايا لمنظمات فلسطينية اخرى، كالجهاد الاسلامي، لجان المقاومة الشعبية وغيرها ممن يخططون لاطلاق الصواريخ على اسرائيل. وكانت القوة تشكلت في الاشهر الاخيرة بمبادرة وزير الداخلية لحماس، فتحي حماد، ورجالها يتبعون قيادته مباشرة. حماد، الذي كان يعتبر في الماضي ذا مواقف متطرفة بالنسبة لاسرائيل، أعطى القوة اسم "قوة ضبط الميدان". وهي تضم نحو 300 جندي تقريبا يعملون على حد مصدر في غزة "ليل نهار، 24 ساعة في اليوم، في كل مكان في القطاع، ولا سيما قرب الحدود مع اسرائيل". ويرتدي الجنود بزات سوداء ويتنقلون على دراجات وفي سيارات جيب. وحسب مصدر في حماس، للقوة إذن باطلاق النار على نشطاء يقاومون اعتقالهم ويحاولون اطلاق النار على جنود حماس. في حالة الاعتقال، بانتظار اعضاء الخلية التي تطلق الصواريخ، حبس لعدة اشهر على الأقل، وتصادر الصواريخ وقذائف الهاون من قبل القوة وتُنقل الى حماس. وأدى عمل القوة مؤخرا الى اعتقال العديد من الاشخاص بين نشطاء المنظمات الفلسطينية الصغيرة، ولكن ايضا من رجال لجان المقاومة الشعبية والجهاد الاسلامي، ممن يعتبرون من المنظمات المعارضة الرائدة اليوم في القطاع. ومع ذلك، فان رجال الجهاد الاسلامي يتحررون تقريبا دوما في الحال، في ضوء تفاهم بين المنظمتين. العلاقات بين حماس في غزة واسرائيل لم تكن في أي وقت من الاوقات قريبة بهذا القدر. وبشكل غريب، في الميدان يجري تعاون وثيق بين الطرفين، دون اتصال مباشر. لا يدور الحديث عن تعاون أمني على نمط السلطة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي في الضفة، ولكن مجرد تشكيل وتفعيل جهاز جديد مهمته مكافحة مطلقي الصواريخ في غزة يدل على الميل الذي تتجه اليه حماس: الحفاظ على الهدوء الامني حيال اسرائيل وتثبيت الحكم في القطاع. القوة الجديدة لم تعرقل تقريبا عمل خلايا لجان المقاومة والجهاد الاسلامي في جولة القتال الاخيرة مع اسرائيل قبل نحو شهرين. وذلك ضمن امور اخرى، لأن تفعيل القوة لا يسري المفعول في الحالات التي تكون فيها اسرائيل هي التي تهاجم أولا (جولة القتال في آذار بدأت بعد تصفية أمين عام لجان المقاومة الشعبية في غزة زهير القيسي). أما في ايام الهدوء، فالقوة تعتقل وتمنع غير قليل من اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل.