خبر : كله حكي / بقلم: جيفري غولدبرغ / معاريف 10/5/2012

الخميس 10 مايو 2012 08:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
كله حكي / بقلم: جيفري غولدبرغ / معاريف  10/5/2012



  الحرب التي يخوضها الدكتاتور السوري بشار الاسد ضد مواطنيه هي أحد أفعال القمع السياسي المضرجة بالدماء في الشرق الاوسط منذ أن شن والده، حافظ الاسد، هجوما شديدا على النشطاء ضد النظام قبل ثلاثة عقود. نحو عشرة الاف شخص قتلوا في الانتفاضة الحالية في سوريا، وفي كل يوم يقتل ويعذب المزيد من المواطنين، بينهم الكثير من الاطفال. بعض من الناقدين يقولون ان الولايات المتحدة أخجلت نفسها في أنها لم تتدخل بكثافة في صالح معارضي النظام في سوريا.             هم مخطئون. ادارة اوباما لم تساعد في تسليح الثوار، وهي أيضا لم توفر ملاجيء لمعارضي النظام المطاردين. ولكنها فعلت شيئا أهم بكثير: زودت المعارضة السورية بالكلمات الاكثر حدة لوصف الفظائع. الغارات اللفظية غير المسبوقة ضد نظام الاسد تضمنت عدة أوصاف في غاية القوة لم يسبق أن وجهت الى عدو للولايات المتحدة. هذه الحملة ساعدت السوريين على الفهم بانه في اللغة الانجليزية توجد الكثير من الكلمات المرادفة لكلمة "الصدمة".             عندما بدأت الازمة في السنة الماضية، كان واضحا أن ادارة اوباما تأمل بان تقنع اللغة المعتدلة الاسد بالكف عن قتل السوريين. وقد استخدمت الصياغات الدبلوماسية الدارجة في الاعراب عن التحفظ ودعت سوريا "الى التصرف بضبط للنفس"، و "احترام حقوق مواطنيها". وعندما بدأ يكون واضحا بان الانتقاد المعتدل لن يقنع الاسد، بدأت الادارة بقصف دمشق بشكل مكثف بالجمل، بل واحيانا بفقرات كاملة. في نيسان 2011، بعد وقت قصير من قتل قوات الامن 80 متظاهرا غير مسلح، اتهم الرئيس اوباما الحكم السوري باستخدام تكتيكات "وحشية" ضد المواطنين. ولسبب ما، فان هذه الكلمات العدوانية لم تقنع الاسد بتغيير مساره. وسرعان ما اضطر الناطق بلسان الرئيس جي كارني الى أن يذكر الاسد والعالم ما هي القدرة الهجومية اللفظية للرئيس: "أنا واثق انكم سمعتم التصريح الحازم جدا للرئيس، حين شجب بالكلمات الاكثر حدة استخدام القوة من جانب حكومة سوريا تجاه المتظاهرين وقال ان هذا استخدام مخيف للقوة لقمع الاحتجاج"، قال كارني.             يبدو أن البيت الابيض متفاجيء في ضوء حقيقة أن الاسد مع ذلك اختار الا يهرب من دمشق. وعندها صعدت الادارة الهجوم. في الاشهر التي مرت منذئذ قال كارني ان الحرب التي أعلنت على الشعب السوري هي "شريرة" و "لا تغتفر". سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، أصبحت المرأة الأساس في انتشار كل قوة الترسانة اللفظية لامريكا. فقد اتهمت رايس الاسد بارتكاب "فظائع موثقة جيدا" واشارت الى ان "صبر" الاسرة الدولية "نفد". كما قالت انها تتوقع من الحكومة السورية أن توافق على وقف النار بوساطة الامم المتحدة "دون شروط مسبقة ودون ابطاء" (معروف أن كلمة "ابطاء" تخيف الدكتاتوريين). من الصعب التصور بان حكم الاسد يمكنه أن يصمد في وجه مثل هذا النوع من الهجوم لزمن طويل آخر.             المتفائل الذي داخلي يؤمن بان البيت الابيض لن يحتاج الى تعزيزات لفترة زمنية طويلة. لماذا؟ لانه بعد بضعة اشهر من قولهم ان صبر الاسرة الدولية "نفد"، كتبت رايس في تويترها ان صبرنا "وهن". الان، بعد أن نفد صبرنا و وهن أيضا، حتى الاسد يفهم ان بالتأكيد زمنه كاد ينتهي. أقدر أنه في غضون ثلاثة – أربعة اسابيع، سنكتشف بان صبر الولايات المتحدة "نفد تماما". وعندها فان على الاسد حقا أن يكون حذرا.