الرب ومحررو صفحات الرأي في "معاريف" سيشهدون عني بانه قبل اسبوع من الانفجار الكبير والغاء الانتخابات المبكرة بعثت الى اسرة التحرير بمقال تنبأ بانه خلافا لرأي كل المحللين، لن تكون انتخابات. المقال بدا هاذيا جدا امام كل الاعلانات والتحليلات لدرجة أنه لم ينشر على الاطلاق. ولكن حتى اللحظة الاخيرة وجدت صعوبة في أن اصدق بان نتنياهو سيغامر بسنة ونصف من الحكم ويتوجه الى الانتخابات التي لا تكون مضمونة في اي مرة من المرات، وحتى اللحظة الاخيرة اعتقدت أنه لا يحتمل أن يتخلى موفاز عن 28 مقعدا في الكنيست الحالية مقابل نحو ثلث ذلك، ربما، في الكنيست القادمة. وحتى اللحظة الاخيرة وجدت صعوبة في أن أصدق بان ليبرمان سيتوجه الى الانتخابات التي لم تضمن له شيئا، ولا حتى وقف الاجراءات ضده الى ما بعد الانتخابات. وحتى اللحظة الاخيرة لم اصدق بان ايلي يشاي يريد انتخابات في موعد قريب جدا من تقرير مراقب الدولة عن الحريق في الكرمل، ومع درعي على الباب. وعليه، فرغم كل العناوين الرئيسة، لم أنجح في أن أقتنع باننا نسير نحو الانتخابات. ولكن في النهاية، عندما التأمت الكنيست للتصويت وصادقت بالقراءة الاولى على التوجه الى الانتخابات، فهمت ان ببساطة فُضحت وشكرت الرب واسرة التحرير الطيبة لمنعهم الفضيحة عني. وعندها وقع في اللحظة الاخيرة الانفجار الكبير الجديد وأثبت بان حتى لو لم تتحقق النبوءة، ولا سيما النبوءة التي تتحقق في نهاية المطاف فانها جديرة بان تقال. والدليل هو أنه ما تنبأت به (ولم ينشر كما أسلفنا) حصل. خسارة. ولكن خير أن حصل. إذ ان الانتخابات كانت ستجعلنا نعلق بشدة، في كل المجالات، اما الغاء الانتخابات فكفيل بان يقود نحو ثورة حيوية في حياتنا في عدد من المجالات المركزية. ليت. آمين. أخيرا. بأمل الا يتسخ احد هنا ويخون. ويخيل، بالمناسبة، ان من منحوا ايام الحداد السبعة على وفاة بنتسيون نتنياهو (وهذا ايضا كتبته في المقال الذي لم ينشر) هم الذين منحوا الاطراف الزمن للتفكير والصحوة. فكل شيء طبخ في ايام الحداد. وهكذا منح بنتسيون نتنياهو، بموته أيضا، ودون أن يعرف، هدية كبيرة لابنه، ومنع عنه وعنا غباءاً كبيرا جدا ومخاطرة كبيرة جدا. وهذه ليست فقط حكومة الوحدة. هذه حزب الوحدة الذي سيحل في الانتخابات القادمة، واسمحوا لي أن اتنبأ، محل الليكود وكديما، اسرائيل بيتنا وحزب الاستقلال (نعم، سيضمن نتنياهو لباراك المقعد)، الذي سيحظى حسب التخمين باكثر من سبعين مقعدا ويعيد اخيرا القوة الى الاغلبية الاسرائيلية، التي ابتزتها على مدى سنوات طويلة الاحزاب الاصولية. شخصيات مثل النائبين داني دانون ويريف لفين ومتفرغو اليمين من نوع فايغلين، بالتأكيد لن ينضموا الى العربة الجديدة، التي ستسير باتجاه تسوية مؤقتة مع الفلسطينيين، حتى لو لم تنجح (لا يمكن لاي شخص سوي العقل أن يصدق بان تحتمل تسوية متفق عليها ونهائية معهم)، تجنيد متساوٍ للجميع، اقتصاد متساوٍ وأكثر نزاهة، تغيير قواعد النظام، حرب الابادة ضد العنف وغيره وغيره. الكثير من الامور الطيبة. ولا تتفاجأوا من السيناريو الذي تعود فيه تسيبي لفني الى كديما، ربما كوزيرة الخارجية في الحكومة التي يضطر ليبرمان الى الاستقالة منها بسبب لائحة الاتهام المحتملة ضده. موفاز، بحكمته، كفيل بان يكتفي بمنصب النائب الاول لرئيس الوزراء. وهذا قوي بما فيه الكفاية. ناهيك عن أنه بالتأكيد كفيل بان يتحول في ظروف معينة، حتى في اطار حزب الوحدة المشترك، الى الخليفة المستقبلية لنتنياهو، الذي ليس بلحظة غياب للوعي منحه منصب النائب الاول لرئيس الوزراء. فما العمل وعلى ما يبدو ثقة نتنياهو ببوغي يعلون وسلفان شالوم قليلة للغاية. وعلى اي حال، فان السيناريو الذي بموجبه يغادر نتنياهو مركز الليكود، تماما على طريقة شارون الذي اقام كديما، وينتقل للوقوف على رأس حزب الوحدة الجديد يبدو في هذه اللحظة معقولا جدا. إذ أن طعم مؤتمر الليكود الاخير لا يزال على لسانه وفي فمه. اللغم الاكبر والفوري امام باب حكومة الوحدة الجديدة هو تل الاولبانه وميغرون، فيما أن الطريق الوحيد لحل المشكلة في مرحلة لاحقة هو الاستجابة الى أوامر المحكمة، رغم الظلم، في ظل ايجاد بديل سكني للمستوطنين، والتزام علني بالا يخلى أي بيت آخر في أرجاء يهودا والسامرة حتى الانتخابات القادمة. والا فان الحكومة ستهتز حتى قبل أن تبدأ بالحركة.