ان الانتقاد الصادق الوحيد الذي يمكن ان يُقال في الاجراء الخاطف الذي حبكه نتنياهو وموفاز هو أنه كان خطوة مهينة. ان حقيقة ان اجراءا حاسم جدا وثوري صيغ في الغرف المغلقة من غير أي تسريب أو رقابة، ودون أدنى اشارة الى القنبلة السياسية التي يُعد لها، أهانت غير قليل من الناس. وقد شعر اعضاء الكنيست بالاهانة لأنهم لم يُبلغوا بذلك، وشعر يئير لبيد وشيلي يحيموفيتش ونفتالي بانيت بالاهانة لأن الانتخابات المأمولة ضاعت. وشعر الصحفيون الذين أضاعوا سبقهم الصحفي الأكبر في حياتهم بالاهانة. أما سائر النقد الذي يُقال في هذا الفعل فيُشتق من تلك الاهانات وصدر عن اولئك الذين أحسوا بالاهانة. ان شعرة دقيقة تفصل بين حيلة لامعة واخرى تستحق ان تسمى حيلة قذرة. والامتحان الاول هو امتحان النتيجة. فقوة كل تدبير سياسي محكم مهما خطط له تُقاس قبل كل شيء بقدرته على ان يُنفذ. وكان الجهاز السياسي الى اليوم يستطيع الاتكاء على ذكريات من الماضي عن الحيلة اللامعة التي دبرها شمعون بيرس في سنة 1990 حينما فض حكومة الوحدة لولا أنه فشل وأنتنت رائحته. ان الحيلة القذرة هي التي تعمل ضد المصلحة العامة. وقد اعتدنا على الساسة الذين يجعلون مصلحتهم الشخصية قبل مصلحة المجموع. وينبغي ألا نظهر بمظهر الساذجين، فقد أبصر موفاز أمام عينيه كديما برئاسته يتشظى بعد اربعة اشهر حينما وقع على الاتفاق مع نتنياهو، قبل ان يفكر في تجنيد الحريديين أو تغيير طريقة الحكم. لكنه عمل في واقع الامر بحسب ما يشتهي الجمهور لا بخلافه. ان الشعب لم يُرد انتخابات ولم يفهم أصلا لماذا تكون انتخابات. ولم يشأ الشعب في نفس الوقت أو بحسب استطلاعات الرأي على الأقل ان يستبدل نتنياهو ايضا. فقد كان يفترض ان يكون رئيس الحكومة القادم ايضا بحسب جميع التقديرات والتحليلات، وقد أحرز دخول كديما الى الائتلاف في آخر لحظة هذين الهدفين بالضبط. تستطيع شيلي يحيموفيتش، برغم خيبة أملها من الغاء الانتخابات، ان تستفيد فائدة غير قليلة لكونها في رئاسة المعارضة في السنة ونصف السنة القريب: فستلتقي زعماء اجانب وتخطب في منتديات دولية وتتجول يحيط بها حراس أشداء. وبخلافها لا يمكن التحرر من انطباع ان يئير لبيد هو الخاسر الأكبر في اليوم الاخير. فقد شم الكنيست بأرنبة أنفه، وحلم بدار الكنيست وهذى بجلستها واختفى كل شيء دفعة واحدة. وقد نجح لبيد، لكن في غير قليل من الصعوبة في ان يحافظ على كونه ذا صلة ثلاثة اشهر. فالسؤال الكبير، مع ضعفه الدائم، هو في أي وضع كان سيبلغ صناديق الاقتراع بعد اربعة اشهر، أما كيف سيبلغها بعد سنة ونصف فهو ليس سؤالا تقريبا.